خلف هذا الوجه الذى يشبه وجوه أبطال أساطير الحكمة كون كامل من المتناقضات.. كان بيكار مهووسا بالحروف والأرقام وله كتابات تشبه كتب الفلك معتمدا على القرآن الكريم فى تفسير ظواهر الكون.. وحمل بيكار قلبا حالما ولذلك كتب: بدال ما تبقى كلمة مطمورة تحت التراب.. ليه متبقاش ريشة حمامة طايرة فوق السحاب
علاقة بيكار بزوجته كانت رومانسية دائمة وبعد لحظات من خروجها من البيت كتب: ذهبت تاركة وراءها فراغا هائلا كأنه الفراغ الذى يحيط بكوكب الكرة الأرضية.. وآخر ما كتب: فرقتنا يا هوا ليه عن هوا بلادى.. ما كنا زينة البشر الرايح والغادى
من يرى صورة الفنان الكبير حسين بيكار، يرى بلا شك هذا الصفاء الكبير ويستطيع أن يؤكد دون أن يعرفه أو يراه أنه كان من الشخصيات الهادئة الوديعة، وهو أمر يؤكده كل الذين تعاملوا معه أو تعرفوا إليه عن قرب، حتى أنه كان يضرب به المثال فى دماثة الخلق والابتعاد عن الانفعال، فيقال عنه أنه كان يستأذن فى كل شىء حتى إذا أراد أن يلقى عليك السلام يقول لك: من فضلك أخبارك إيه؟ وضبط ذات مرة متلبسا بالانفعال على أحدهم قائلا له من فضلك عيب كده.
هذه الحكاية الأسطورية أصبحت ملتصقة ببيكار طوال الوقت، وهو الحالم المتأمل الغارق فى خيالاته وأحلامه وألوانه المنسابة وكأنها توأم النيل والسماء والزرع والبحر، لكن فى الحقيقة فإن أوراقه الشخصية التى ننشرها هنا أثبتت لى أن تحت هذا الهدوء الأصيل والسكينة الشهيرة عشرات المعارك، ومئات الأفكار، وأستطيع أن أقول بكل ثقة أن عقل بيكار العميق لم يعرف الهدوء يوما، خلافا لما يظهر من وجهه، وخلف هذا الوجه الذى يشبه وجوه أبطال أساطير الحكمة كون كامل من المتناقضات.
معروف أن بيكار كان يعتنق البهائية، لكن الغريب فى الأمر أن أوراقه الشخصية تزخر بروحه المتصوفة الحالمة التى تقدر كل الأديان وتقدسها، بل قد يرى البعض أنها إيمانية إسلامية خالصة، أو مسيحية تقليدية عتيقة، واللافت أكثر هو ذلك الهوس الذى اكتشفته بالحروف والأرقام، هوس يشبه إلى حد بعيد ما نراه فى كتب الفلك وعلوم الأرقام، وهو فى هذا يعتمد على القرآن الكريم فى كل تفاسيره للكون أو وضع مقارباته التاريخية الكثيرة، فيقول مثلا فى مذكرة بعنوان «وفى السماء رزقكم وما توعدون»: أنت تجلس فى محضر الله سبحانه وتعالى لأداء فريضة الصلاة بكل خضوع وخشوع، وبعد الانتهاء من صلاتك يطيب لك أن تناجى ربك وتتوجه إليه بقلبك، وجوارحك طالبا العفو والمغفرة وحسن الثواب.. فتجد نفسك لا شعوريا قد رفعت رأسك وكفيك إلى السماء كأنك تستمطر الرحمة، ثم تشرع فى المناجاة والدعاء وأنت على يقين بأن الله يسمعك ويراك ولا أحسب يا صاحبى أن يكون توجهك إلى السماء ببصرك اعتقادا منك بأن الله يقيم فى الأفق الأعلى، حيث يتعارض هذا الاعتقاد مع أبسط قواعد التوحيد والتجريد التى تؤكد أن الله غيب منيع لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، وأنه منزه عن التجسد والحلول والخروج والدخول، والطلوع والنزول، ومقدس عن كل ما يدخل تحت دائرة الحصر والتصور والإدراك.
ويستمر فى الشرح، لا بد إذن من سبب دعاك إلى هذا التصرف التلقائى، وهو اعتقادك بأن للسماء قداسة اعتبارية خاصة، وأن هذا التميز المكانى المتأصل فى وجدانك لا شعوريا بحيث يظهر كلما أردت التوجه إلى الله والتواصل معه رغم علمك بأنه أقرب إليك من حبل الوريد، وهو الواقع هو كذلك يا صاحبى، فقد عملت الطبيعة بقوانينها الكونية الحكيمة على تفضيل الفوق على التحت باعتباره مرتبة أرقى وأسمى، وجعلت تبعا لذلك الهيمنة والإحاطة للفوقية، على التحتية فى جميع الأمور، وخاصة فيما يتعلق بما نستخدمه من أعضاء، إذ تحتل الرأس أعلى مكان من الجسد بينما تلتصق الأقدام بالأرض عند الطرف الأسفل من البدن، مما يدل على أن السيادة للقيادة العلوية وليس للتبعية السفلية.
وهكذا نرى أن بيكار كان يستعين بالقرآن الكريم لفهم السلوك الإنسانى، والربط بين النظر إلى السماء والرزق الذى وعدنا الله به، وفى موضع نراه يستشهد بتعاليم الزرادشتية فيقول: يقول زرادشت إن العالم لا يزيد عن 12 ألف سنة، ويقسمه أربع دورات، كل دورة من 3000 سنة، ويقال إن زرادشت يقول إنه بعد انقضاء هذه الدورات جميعها تكون قوى الشر قد هلكت، ويعود العالم إلى ميلاد جديد، ومهما يقول زرادشت عن العالم فإنه لا يختلف فى جوهره عن الفكر الإسلامى والمسيحى بتجديد وجه الأرض وإعادة الكون إلى سيرته الأولى التى كان عليها «كما بدأنا أول خلق نعيده» وهنا نراه يمزج بين الأديان السماوية والزرادتشية ليستدل على فكرة حتمية الخلاص من الشرور والعودة إلى مرحلة الصفاء.
خلف هذا العقل المتصارع بين الأفكار والتوجهات يحمل بيكار روح شاعر نراها منتشرة بشكل مهول بين أوراقه، وفى الغالب هو شاعر رومانسى حالم بصورته التقليدية، يرفض الكون الملىء بالكذب والتلون، ويهرب إلى خياله الخصب ليعبر به إلى عالم من الصفاء الفضائى الرحب، وفى هذا يقول فى مسودة قصيدة بعنوان «سيمفونية شوبير التى لم تتم»:
كلا لن أغنى
فقد تحطم المزمار
قبل أن يولد النشيد
نسيت الرثاء الذى حفظناه معا فى مطلع العام الجديد
نسيت الأنغام التى تثير العبرات.. نسيت التجاويد
كلا لن أغنى
نسيت حتى كيف يكون البكاء
عندما أتيت إلى هنا والأصدقاء
عندما جئنا نودع الصديق والرباب
كانت أغانيه شيئا رائعا يا صحاب
كنا كثيرون كثيرون
أنا والتابوت والكعب الكسيح والضباب
وبائع الورد الوحيد فى الحى أغلق الأبواب
لأن اليوم كان يوم عطلة
فلم تنثر على مثواه زهرة أو فلة
....
فكر معى.. ماذا لو تحولنا إلى أثير
وتحول إلى القليل من الكثير
وطفنا فى مجالات لا يرقى لها إلا المنير
لقد صعدت كثيرا
لذا أشعر بالدوار
وما بين العالم الذى يريده بيكار، والعالم الذى يعيش فيه، يهرب الشاعر الكامن فى قلب بيكار إلى الكلمات لكى يعبر عن أحلامه ويخوض تحدياته ويهزم أعداءه، وهذا ما نراه فى قصدة بعنوان «مارس إله الحرب» فى إشارة إلى ذلك الرمز اليونانى القديم الذى يجعل منه رمزا لكل حروب العالم قديمها وجديدها، فيقول فى القصيدة:
مارس يا إله السيف والصاروخ والمدفع
غرست فى دربك أشجار زيتون لم تنمو ولم تنفع
أقمت فى حضنك أبراج الحمام لم تجد ولم تشفع
ورحت تحتال بوجهك الشيطان وما هو أبشع
وتنشر الخراب والدمار.. تيتم الأطفال والرضع
إله الحرب
أعلنتها حربا عليك برايتى البيضاء أقسمت لن أرجع
وكما يحارب بيكار «الحرب» والشرور التى جسدها فى رمز «مارس» يحارب أيضا التبلد البشرى الكامن فى النفوس، داعيا الجميع إلى أن يتحولوا إلى «ريشة» لتطير فى الهواء بخفة ورشاقة بعد أن يتخلصوا من بشريتهم التى ستحولهم إلى «تراب» فى النهاية فيقول:
بدال ما تبقى كلمة مطمورة تحت التراب
ليه متبقاش ريشة حمامة طايرة فوق السحاب
ليه متكونش دقة حنان تدق على كل باب
ليه متكونش كلمة أهلا للى راجعين من الاغتراب
وبرغم اقتناع بيكار بأنه لا بد من مقاومة لتلك الشرور التى تواجه العالم لكن أشعاره أيضا حملت فى كثير من المواضع شبحا من اليأس الذى يأتى مصاحبا مع كل أمل، ولهذا نراه يقول فى مطلع عام «2000» ما يلى:
واقف عند فجر اليوم الجديد أعد الدقايق والساعات
وأشوف العربية الكارو لا مؤاخذة شايلة التلات تسعات
ورايحة بلا رجعة عشان ترميهم فى المصارف والبلاعات
أقول لروحى يا ترى ح تزوح الأزمات والحروب والمجاعات
ولا أحلامنا الكبيرة ح تفس وتبقى كما الفقاعات
وذات الروح التى يتسرب إليها اليأس تظهر فى موضع آخر يصور فيه بيكار العالم وقد ذهبت عنه الموسيقى التى يحبها ويعيش فى أسرها راضيا مرضيا، فيقول:
فتحت شباكى لقيت ملايين البشر
لابسين ملابس الحداد.. قلت إيه الخبر؟
هى الشمس غابت ولا انطفا النور القمر
قالوا يا ريت
ده الناى هو اللى انكسر وانقطع الوتر
والبلبل اللى كان بيشجينا هجر الشجر
والدنيا بطلت غنا.. حكمتك يا قدر
ولا يصيغ بيكار تأملاته وأفكاره فى كلمات شعرية فحسب، بل يمضى طوال الوقت فى حياته شاعرا مقتنصا المعنى مما يراه ويسمعه، مازجا بين معارفه ومطالعاته اليومية، فيقول فى ورقة وضع لها عنوانها بـ«درس عباد الشمس»:
«لست أدرى ما الذى دعانى إلى تذكر موسم التكالب الجنونى الذى كان مسيطرا على سوق التحف الفنية النادرة فى أواخر القرن الماضى، والذى كان من نتائجه اقتناء لوحة عباد الشمس للفنان الهولندى فان جوخ، ولم يكن حتى ذلك الحين بلغ درجة النجومية التى بلغها عمالقة عصر النهضة مثلا، حتى أن لوحته المذكورة تكتسح السوق وتباع بستين مليون دولار نقدا وعدا!!
يا للهول.. 60 مليون دولار مرة واحدة؟
كانت اللوحة تمثل باقة من زهور عباد الشمس مرصوصة داخل إناء متواضع ومنسقة تنسيقا عشوائيا لا يحتاج إلى عبقرية فنية تدعو المغامر إلى الإقدام على هذه المغامرة الانتحارية.
ومع ذلك استقرت اللوحة المحظوظة فى خزائن أحد أشهر بنوك العالم كوديعة من أغلى الودائع التى يتنافس بنوك العالم على امتلاكها.
غمرنى هذا الشعور ذات صباح ربيعى من أندر الأيام التى كنت أتردد فيها على نادى الجزيرة لاستنشاق بعض الهواء النقى، وقادتنى قدماى مصادفة إلى حوض كبير ملىء بزهور عباد الشمس ذات الأكمام وقد توجهت جميعا وبلا استثناء ناحية قرص الشمس، وكأن صدر لها أمر عسكرى أن تفعل ذلك ومضت بضع ساعات قضيتها بعيدا عن هذا المهرجان الصوفى غير أننى بعد أن أكملت دورتى ورجعت أدراجى من نفس الطريق أذهلنى ما رأيت، فقد غيرت جميع الزهور اتجاهها ناحية اليمين فى اتجاه الشمس وكأنها تقيس خطواتها خطوة خطوة وتخشى أن تفلت من جرعة اليوم المقدر لها احتسائها كوجبة رئيسية حتى لا تصاب بالأنيميا أو تموت بردا.
هنا فقط أدركنا أن لزهرة عباد الشمس مصدرين للحياة مصدر أرضى يمدها بكل مكوناتها العضوية والعنصرية، ومصدر سماوى يمدها بفيض من النور والحرارة، اللذين يكسباها ذلك الجمال الربانى المتفرد».
ولعل بيكار هنا يريد أن يقول فى النهاية إن الإنسان يشبه هذه الزهرة إلى حد بعيد، وأن حياته رهينة هذين المصدرين من مصادر القوت، أو كأنه لمح تشابها بين عالمه الشخصى وذلك العالم الذى تعيش فيه «عباد الشمس»، ومن المهم هنا أن نعرف أن تلك الحالة من التأمل لم تتوقف أبدا عند بيكار، فقد كان يتأمل البشر كما يتأمل الطبيعة، ومن الحالتين يستقى العبرة والدرس والمعرفة، انظر معى هذا المقال لترى شكلا آخر من أشكال التأمل:
«طبعت زوجتى على جبينى قبلة هادئة، وهى تنظر إلى ساعة يدها مخافة أن يفوتها موعد جلوسها اليومى أمام مكتبها فى المتجر الكبير، وقالت لى وهى تغلق وراءها باب الخروج: لقد ملأت لك الإبريق الكريستال بعصير البرتقال الطازج، وأرجو ألا تنسى أن تتناول منه قدر استطاعتك بحسب نصيحة الدكتور، لما يحتويه من فيتامين سى الذى هو سبيل شفائك، وذهبت تاركة وراءها فراغا هائلا، كأنه الفراغ الذى يحيط بكوكب الكرة الأرضية، الفضاء العدمى، لم تمض إلى بضع ثوان وإذا بطرق عنيف بالباب الخارجى، كأنه هجوم تتارى غير متوقع، فذهبت لأرى من الطارق، فإذا بى أفاجأ بهتافات ثلاثة من الأصدقاء، زملائى بالمكتب الظرفاء «سلامتك يا أخى ألف سلامة خضيتنا عليك يا شيخ وأنت ما شاء الله زى الحصان، قوم يا شيخ وبلاش دلع»، لقد ملأ الزملاء الصمت الكئيب بنكاتهم اللاذعة، وضحكاتهم المتفائلة وبددوا الكثير مما كنت أعانيه قبل مجيئهم، ولكن كان على أن أعبر لهم عن فرحتى بقدومهم، فتذكرت البرتقال وبحثت عن كؤوس ملائمة أفرغ لهم فيها شراب البرتقال، فلم أجد سوى ثلاثة أكواب مختلفة الأحجام متنافرة الأشكال والطراز والألوان، كنت قد اشتريتها من أحد المزادات باعتبارها تحف فنية نادرة، كان على أن أقدم لهم الشراب داخل هذه الكؤوس المتنافرة، فإذا بهم يلتهمون ما بداخلها ويسألون المزيد.. دون أن يبدى أى منهم ملاحظة على الأكواب الأثرية النادرة، فالفن فى هذا المكان لا يطفئ الظمأ ولا يخفف من لهيب الشفاه.
نستدل من هذه المقالة القصيرة على كيفية رؤية بيكار للحياة والناس، وكأنه يختبر دائما معارفه ويضعهم موضع التساؤل والاكتشاف، ومن خلال المقال السابق أيضا نرى كيف كان بيكار متعلقا بزوجته السيدة «أسما» وكيف يشعر بالوحدة الموجعة لغيابها عنه ولو لدقائق، وهى الحالة الرومانسية التى كان يعرفها الجميع عنهما، وهو أيضا ذات المعنى الذى صاغه بيكار فى رسالة خاطفة لزوجته، فيقول: عزيزتى أسما، قبلاتى لكم جميعا وهذه كلمة عاجلة أرسلها لكم فور وصولى بلجراد، كانت الرحلة مريحة وجميلة وكان عيبها الوحيد أننى وحدى، سأكتب لكم التفاصيل حتى تشاركونى هذه المتعة واللقاء فى خطاب طويل
بيكار 18- 9 – 1957
ومن بين مئات الورقات التى تركها بيكار خلفه، نلمح تلك الورقة التى وضع لها تاريخا مميزا هو 11 سبتمبر 2002 أى قبل وفاته بحوالى شهرين فحسب، مما يرحج أن تكون تلك الخواطر هى آخر ما كتبه بيكار، فى حياته، وقبل أن يرحل عن عالمنا فى 16 نوفمبر 2002، وهى خاطرة أشبه بالموال الذى يغنيه بيكار لنفسه، ويرتحل فيه إلى الجنوب حيث قضى جزءا من عمره ثم إلى الإسكندرية حيث ولد وتربى، ويقول فى هذا الموال:
أنا وأنت يا ليل طايرين فى الهوا
أحب أطير بالليل ولا يلاوعنى الهوا
فرقتنا يا هوا ليه عن هوا بلادى
ما كنا زينة البشر الرايح والغادى
يا ليل يا أسمر يا جاى من الجنوب
ودقتين ع الجبين لا تنمحى ولا تدوب
بدرنا الوادى شعير وحبوب
وبردوا بنخاصم حب الجنوب
الجنوب أصلنا لا ينمحى ولا يدوب
ما دام تاريخنا ع الحجر مكتوب
يا مية رايقة ومعطرة بحرك يا أنفوشى
والناس فايتاك ومبعترة عشان مبيعرفوشى
إلى هنا انتهت رحلتنا مع الفنان الكبير «حسين بيكار» على أمل أن أعود مرة أخرى سواء فى موضوعات متفرقة عنه أو فى كتاب مستقل أجمع فيه ما بقى من تراث بيكار، وفى الحقيقة فإنه لا يسعدنى إلا أن أتقدم بالشكر إلى الأستاذة «راندا» ابنة الفنان الكبير على دعمها، والمهندس كريم علاء الذى أمدنى بالكثير من المعلومات والوثائق، والأستاذ أحمد عبدالفتاح رئيس الإدارة المركزية بقطاع الفنون التشكيلية، والأستاذ طارق مأمون مدير متحف محمود خليل وحرمه، والأستاذة إيمان نبيل مديرة متحف الفن الحديث، وذلك لمساعدتهم لى فى إنجاز هذا العمل وتيسير مهمتى فى البحث والتحقيق.
عدد اليوم السابع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة