الإنجيلية: لا يوجد نص فى الكتاب المقدس يشير لتاريخ ميلاد المسيح.. الكاثوليكية: نستخدم السوشيال ميديا جيدا ونخاطب الشباب المعرض للتيارات الغريبة.. والأسقفية: دربنا خدمة الصم والبكم فى الاحتفالات بالتعاون مع الطوائف الأخرى ووزارتى التعليم والتضامن
وسط أجواء عائلية تملؤها السعادة الغامرة والحب والدفء بحضور كنائس مصر المختلفة فى توقيت مهم بين احتفالات الكنائس الغربية مثل الكنيسة الكاثوليكية والأسقفية والروم الأرثوذكس، والتى احتفلت يوم 25 ديسمبر الماضى واحتفالات الكنائس الشرقية مثل الكنيسة الأرثوذكسية والإنجيلية والتى تحتفل يوم 7 يناير المقبل، نظمت «اليوم السابع» ندوة لأعضاء مجلس كنائس مصر بحضور ممثلين عن الكنائس الأربع. وتضمن الحضور فى الندوة ممثلى الكنائس وهم القس بطرس فؤاد عزيز كاهن كنيسة الكوكبان الأنبا بيشوى، والأنبا كاراس بمدينة النور وعضو بيت العائلة المصرية وعضو فى مجلس كنائس مصر ممثلا عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والقس رفعت فكرى أمين عام مشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط، والأب رفيق جريش رئيس مجلس إدارة جريدة الرسالة المتخصصة فى أخبار الكنيسة الكاثوليكية وعضو مجلس كنائس مصر، والقس الدكتور بهيج رمزى مسؤول خدمة المشورة الأسرية بالكنيسة الأسقفية.
وأثنى أعضاء الكنائس خلال جولتهم بصالة تحرير «اليوم السابع» على المجهود المبذول من قبل محررى الأقسام المختلفة، وكذلك تليفزيون اليوم السابع وفيديو 7، والاضطلاع على تجربة موقع «برلمانى» الرائدة.
إجراءات احترازية
وحول الإجراءات الاحترازية التى تأخذها الكنائس هذا العام فى احتفال عيد الميلاد المجيد، قال القس بطرس فؤاد عزيز كاهن كنيسة الكوكبان الأنبا بيشوى والأنبا كاراس بمدينة النور وعضو بيت العائلة المصرية وعضو فى مجلس كنائس مصر ممثلا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بالندوة، إن معظم الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا التى اتبعتها الكنيسة خلال فترة إصابات كورونا أصبحت غير موجودة حاليا وعادت أغلب الطقوس والممارسات الطقسية فقط وعادت أجواء فرحة الاحتفالات من جديد إلى كنائس مصر.
وتابع خلال كلمته بالندوة التى نظمتها «اليوم السابع» لمجلس كنائس مصر حول احتفالات عيد الميلاد المجيد، أن الاحتفالات فى الكنيسة الأرثوذكسية ثابتة فى الصلوات والقداسات المختلفة سواء فى عيد الميلاد أو عيد الغطاس أو عيد القيامة وتتجه الكنائس إلى عمل المزود أو المغار فى عيد الميلاد، وهى إسقاط على حدث ميلاد السيد المسيح ووجوده مع السيدة مريم العذراء ويوسف النجار، وتكون من إبداعات الشباب، مشيرا إلى أن الاحتفالات التى كانت موجودة فى عام 2013 منذ 10 سنوات مختلفة تماما عن احتفالات هذا العام، مؤكدا أنه فى عام 2013 لم يكن يستطيع تنظيم ندوة مثل هذه الندوة اليوم.
وكانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أصدرت تنبيهات بشأن المشاركة فى قداس عيد الميلاد المجيد فى كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتى يترأسها قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
وأوضحت أن المشاركة فى صلوات القداس متاحة لجميع أبناء الكنيسة، وعلى الراغبين فى المشاركة بصلوات قداس العيد تقديم بياناتهم الشخصية إلى الكنيسة التابعين لها، وذلك لكل كنائس القاهرة الكبرى «القاهرة والجيزة والقليوبية»، أو تقديم بياناتهم لمكتب الأب وكيل البطريركية بالقاهرة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
كما ذكرت أنه سيتم توفير دعوة شخصية لكل من قدم بياناته على أن يتسلمها من نفس المكان الذى قدم له بياناته، مع مراعاة أن الأطفال بدءًا من سن خمس سنوات يجب أن تكون لهم دعوة مستقلة لكل واحد منهم، وحددت آخر موعد لتقديم البيانات يوم الأحد 1 يناير 2023.
وأوضحت الكنيسة، أنه ستُفتح أبواب الكاتدرائية يوم الجمعة 6 يناير الساعة الخامسة مساء، ولن يسمح بدخول أحد قبل هذا الموعد، مع ملاحظة أن القداس سيبدأ فى تمام الساعة السابعة مساء، وبالتالى من الضرورى عدم التأخر فى الوصول إلى الكاتدرائية بعد الساعة السادسة، واشترطت إحضار أصل بطاقة الرقم القومى، وكذلك أصل الدعوة الخاصة بكم، مع ضرورة التأكد بأن تكون الدعوة مختومة، وطالبت الكنيسة رجاء خاص من الجميع، بعدم حضور أى شخص يعانى من أى أعراض مرضية، للحفاظ على صحة وسلامة الجميع.
مشاركة الرئيس السيسى عظيمة
وأشار القس بطرس عزيز إلى أن هناك اختلافات كبيرة جدا وجوهرية فى الاحتفالات خلال السنوات العشر الأخيرة فى مجال الحريات العامة وغيرها، موضحا أن مشاركة الرئيس السيسى للمسيحيين فى الاحتفال بعيد الميلاد المجيد كل عام بادرة عظيمة جدا، إلى جانب نقل القداس على الهواء مباشرة فى الكثير من القنوات، وكذلك الدعوات التى تؤكد على المواطنة وتبادل التهانى بالعيد، وكذلك تجديد الخطاب الدينى ولمس الشعب المصرى هذا الأمر بمسلميه ومسيحييه.
وقال القس رفعت فكرى، أمين عام مشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط ومسؤول لجنة الإعلام بمجلس كنائس مصر، إن الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية تقدران بالفعل كل الطوائف المسيحية وطقوسهم واحتفالاتهم، حيث روى موقفا طريفا خلال زيارة الطائفة الإنجيلية لفضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وزيارة فضيلة مفتى الجمهورية فى شهر رمضان الماضى، فاكتشفوا وجود المياه وعرض عليهم المشروبات فقدموا الشكر لفضيلة المفتى والإمام الطيب على احترام مشاعرهم بأنهم يفطرون فى الوقت الذى يصوم فيه المسلمون.
اختلاف تواريخ الأعياد ليس عقائديا
وأوضح القس بطرس عزيز، كاهن كنيسة الكوكبان الأنبا بيشوى والأنبا كاراس بمدينة النور وعضو بيت العائلة المصرية وعضو فى مجلس كنائس مصر ممثلا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بالندوة، أن فكرة اختلاف التواريخ فى الأعياد المسيحية ليست اختلافا عقائديا، ولكن اختلاف فى التقويم فقط، ومما لا شك أن أى مواطن مسيحى يتمنى أن يتم توحيد توقيت الاحتفال بالعيد، وقادة الكنائس كلها تتمنى أن يكون توقيت الاحتفال بالعيد يوما واحدا فقط، ولكن بعض المواطنين قد يرونها تخلى عن الإيمان أو عن العقيدة فى حالة توحيد توقيت الاحتفال بالعيد.
وأضاف أن التقويم الميلادى أو اليوليانى الذى يعتمد عليه المصريون تعتمد عليه الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر، فتحتفل بعيد الميلاد يوم 29 كيهك وكل الطقوس والممارسات الطقسية تسير بهذا التقويم وفى حالة تغيير موعد هذا اليوم سوف تتغير جميع تواريخ طقوس الكنيسة، فعيد الميلاد حسابه فى التقويم سهل على عكس عيد القيامة، فبعض الكنائس كانت تحتفل بعيد القيامة يوم 14 أو 16 نيسان على حسب ما يكون اليوم مناسب أى يوم من الأيام على مدار الأسبوع، والاختلاف فى عيد الميلاد أو القيامة من حيث التقويم اختلاف ثقافى فقط، وكان موجودا فى القرون الأولى اختلافات فى العيد نفسه وعلى الرغم من ذلك فالكنائس كانت مختلفة فى الاحتفال بعيد القيامة ولكن كانت كنيسة واحدة.
وعلق الدكتور بهيج رمزى، رئيس مجلس المشورة الأسرية بالكنيسة الأسقفية، إنه يؤيد حديث الأب بطرس عزيز فى أن الموضوع المتعلق بتوقيت العيد خضع لحسابات فلكية، فكان هناك اتفاق فى القرن الثالث والرابع أن يوم 25 ديسمبر للاحتفال هو اليوم الصحيح، ولكن بمرور القرون حدث نوع من المراجعة قائمة على الحسابات الفلكية أثبت وجود فروق فى الأيام والتراكم جعلهم يؤكدون أن الأنسب هو يوم 7 يناير، موضحا أن التراث الشعبى فى هذا الأمر والتمسك بالعادات والتقاليد دفع العديد من الكنائس إلى اختيار يوم الاحتفال.
ومن جانبه، علق القس رفعت فكرى، أمين عام مشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط، على الاختلاف فى الاحتفال بعيد الميلاد المجيد من حيث التوقيت أن البشائر الأربع التى سردت حياة السيد المسيح لم يكن الغرض منها أن تسرد تاريخا ولكنها سردت أهم معجزات السيد المسيح وأهم تعاليمه وركزت على الأسبوع الأخير من صلب السيد المسيح، والقيامة والتى تعتبر صلب العقيدة المسيحية، ولم تكن تسرد تاريخا تفصيليا، وبالتالى لا يوجد فى الكتاب المقدس أى تاريخ محدد لميلاد المسيح، فهناك بعض الآراء التى تقول إن السيد المسيح ولد سنة 4 قبل الميلاد وبعد ذلك بدأوا فى عمل التقويم الميلادى، فلا يوجد أى سند من الكتاب المقدس فهذا هو الشكل فقط سواء يوم 25 ديسمبر أو 7 يناير، فهو لا يغير من حقيقة أن السيد ولد وجاء إلى العالم وجميعنا كمسلمين ومسيحيين نحتفل بميلاده من القديسة العذراء مريم كأول شخص يولد هذه الولادة الإعجازية والتى لم يولد بها شخص قبله أو بعده، فآدم كان أول الخلق وخلقه الله من العدم لأنه لم يكن هناك زواج ولا أب ولا أم، ولكن ولادة المسيح كان هناك زواج وكان يوجد أب وأم فى المجتمع وقتها وتحديد يوم هى مسألة شكلية، وفكرة زيادة عدد أيام الاحتفالات تكون أفضل من كونها يوما واحدا، ولا يوجد خلاف عقائدى أو لاهوتى على ميلاد المسيح وعلى مدار قرنين من الزمان لم يكن هناك عيد ميلاد ولم يحتفل أحد.
السوشيال ميديا والتواصل مع الشباب
وعلق الأب رفيق جريش، رئيس مجلس إدارة جريدة حامل الرسالة التى تصدر عن الكنيسة الكاثوليكية وعضو مجلس كنائس مصر، على تعامل الكنيسة والآباء الكهنة مع السوشيال ميديا والتواصل مع الشباب، قائلا إن الكنيسة الكاثوليكية استغلت السوشيال ميديا بشكل كبير وكل المواقع المخصصة للشباب والمواقع المترجمة، وأوضح أن الكنيسة لديها العديد من المؤسسات الإعلامية مثل جريدة حامل الرسالة والمكتب الإعلامى للكنيسة واللجنة العليا للشباب والتى تتولى عمل الفيديوهات على السوشيال ميديا، كما تنقل السوشيال ميديا عظات الآباء الكهنة فى كنائسهم على السوشيال ميديا، وتستهدف فئة الشباب، فالشباب معرض للتيارات المختلفة ونعمل على تحصين شبابنا ضد كل الأفكار الغريبة على مجتمعنا، وتحاول الكنيسة التواصل مع الشباب بطريقة شخصية وهناك بعض العلمانين لديهم شهادات المشورة بالتواصل مع الشباب من خلال الإيميلات أو مواقع التواصل الاجتماعى ويتحدثون معهم أونلاين، فالمشورة أصبح لها دور كبير ويعتبرون أطباء جيدين فى فن التواصل.
لغة الإشارة وتنمية المهارات
ويعتبر أبرز ما يميز الكنيسة الأسقفية بكاتدرائية جميع القديسيين بالزمالك فى احتفالات الأعياد المختلفة وجود خدمة الصم والبكم، فأشار الدكتور بهيج رمزى مسؤول خدمة المشورة الأسرية فى الكنيسة أن خدمة الاهتمام بالصم والبكم بدأت فى الكنيسة الأسقفية من 40 عاما، وبدأها المطران غيث وكان حريصا على تدريب الخدام فى الكنيسة على تعليم الصم وجاءت بعد ذلك فكرة وحدة تعليم الصم، وكان بها جزء داخلى للأطفال وكانت هناك تنمية للمهارات من لغة الإشارة والمهارات المختلفة وتنمية مهارات حرفية أيضا للشباب مثل تعليم النجارة والحدادة والتطريز للفتيات، وكل هذه المهارات من أجل مساندتهم فى مجال العمل، وبدأت الكنيسة بعد ذلك تستكشف أن هناك اهتماما مماثلا فى الطوائف الأخرى، ففتحت الوحدة تدريب أجيال جديدة من المعلمين من طوائف مختلفة بمباركة قداسة البابا شنودة الثالث والبابا تواضروس الثانى، فخدمت الكنيسة فئة من أصحاب التحديات الخاصة وفتحت قنوات تواصل بين الطوائف المسيحية المختلفة فى هذه الخدمة، ويأتى ذلك بالإضافة إلى أنه أصبح هناك تواصل بين وزارة التربية والتعليم حتى يكون هناك التحاق للطلاب فى فترات معينة بنظام التعليم الأساسى قبل الشهادات حتى يستطيعوا الحصول على شهادة، وساعد فى هذا الأمر أيضا وزارة التضامن ووصلنا إلى أن أصبح أن لهؤلاء الأطفال مكانا فى الجامعة.