فى مثل هذا اليوم 9 يناير عام 1960 وضع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حجر الأساس لمشروع بناء السد العالى والذى تم بناؤه بمساعدة الاتحاد السوفيتى فى ذلك الوقت بعد رفض البنك الدولى تمويله.
ويعد شهر يناير هو شهر أعياد السد العالى، حيث تحتفل مصر أيضا خلال أيام بذكرى قيام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بافتتاح مشروع السد العالى فى 15 يناير عام 1971، حيث أصبح هذا اليوم عيدا قوميا لمحافظة أسوان.
ويرصد اليوم السابع رحلة بناء السد التى بدأت بدراسات إنشائه فى عام 1952 بعد أشهر قليلة من ثورة 23 يوليو، حيث تقدم حينها المهندس أدريان دانينوس إلى قيادة ثورة 1952 بمشروع لبناء سد ضخم عند أسوان يهدف إلى حجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه.
واتخذ قرار بناء السد العالى فى عام 1953 بتشكيل لجنة لوضع تصميم للمشروع، حيث تم وضع تصميم السد العالى فى عام 1954 تحت إشراف المهندس موسى عرفة والدكتور حسن زكى بمساعدة عدد من الشركات العالمية المتخصصة، وقد لجأت مصر آنذاك لتأميم قناة السويس فى عام 1956 لتوفير الموارد المالية اللازمة لبناء السد العالي، ليتم توقيع إتفاقية بناء السد العالى فى عام 1958 ووضع حجر الاساس فى عام 1960 .
و بدأ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الاهتمام بفكرة المشروع، خاصة أنه فى عام 1954 طرحت شركتان ألمانيتان هندسيتان إمكانية تصميم السد العالى، ومع بدايات حكم الرئيس الراحل، بدأ خطوات إنشاء هذا السد، ليبدأ معها البحث عن ممول لهذا المشروع الضخم، الذى كان سيتكلف أموال طائلة.
وواجهت مصر فى ذلك الوقت صعوبة فى إيجاد الموارد التى تمكنها من المضى فى تنفيذ ذلك المشروع العملاق، ما دفعها للجوء إلى الدول الغربية لمساعدتها من الناحية المالية والفنية والتكنولوجية.
ورفضت الحكومة المصرية الشروط التى قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بالرغم من حاجتها إلى التمويل لاستكمال المشروع لأنها كانت شروطًا تمثل خطورة على مصر، ما أدى إلى سحب الحكومة الأمريكية القرض الذى كانت ستقدمه لبناء السد العالى بحوالى 56 مليون دولار، والحكومة البريطانية القرض الذى كانت ستقدمه بـ15 مليون دولار، كما رفض البنك الدولى منح الحكومة المصرية القرض الذى تم الاتفاق عليه بقيمة 200 مليون دولار، وجاء قرار سحب تمويل السد العالى بداية العداء بين مصر ودول الغرب.
و خاض الرئيس الراحل جمال عبد الناصر معركة دبلوماسية مع كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بجانب البنك الدولى، بعد تراجعهم عن تمويل السد، فقد استخدمت بريطانيا هذا الملف الخاص بتمويل السد من أجل استمرار تدخلها فى الشأن المصرى وهو ما رفضه جمال عبد الناصر الذى أصر على استقرار كامل وتام للدولة المصرية ليغير واجهته إلى الاتحاد السوفيتى.
وفى عام 1958، أعلن الاتحاد السوفييتى توقيع اتفاقية مع مصر وإقراضها لبناء السد، بـ 100 مليار جنيه، وبعدها تم توقيع اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان، وبدأ العمل فى تنفيذ المرحلة الأولى.
ووضع الرئيس جمال عبد الناصر، حجر الأساس لبناء السد العالي، وبلغت التكلفة الإجمالية لإنشاء السد فى ذلك الوقت مليار دولار، وعمل السد على حماية مصر من الفيضان والجفاف، كما ساهم فى التوسع فى المساحة الزراعية، بعد توفر المياه، مما فتح الطريق للتوسع فى استصلاح الأراضى وزيادة مساحة الرقعة الزراعية، وعمل أيضاً على زراعة محاصيل أكثر على الأرض، وهو ما أتاح 3 زراعات كل عام.
وبعد 63 عاماً على وضع حجر الأساس للسد العالى، لا يزال المصريون يحتفون بهذه المناسبة التى جسدت أعظم مشروعات القرن العشرين، حيث يعد أعظم مشروع هندسى فى القرن العشرين، فقد حمى هذا المشروع مصر من الجفاف والفيضانات على مدى عشرات السنوات، ويمثل قدرة الشعب المصرى على البناء والعمل عندما إستطاعت السواعد المصرية بناء هذا العمل الضخم بكل إصرار وعزيمة .
ويعد السد العالى من المشروعات الاقتصادية الكبيرة ذات العائد المادى المرتفع مقارنة بالمشروعات العالمية المماثلة له، وصل عائده خلال عشر سنوات منذ بدء إنشائه إلى ما لا يقل عن عشرين ضعفًا مما أنفق عليه، لأنه ساعد كثيرًا فى التحكم بتدفق المياه والتخفيف من آثار فيضان النيل.
الرئيس جمال عبدالناصر أمام السد العالى
الرئيس جمال عبدالناصر بموقع السد العالى
الرئيس جمال عبدالناصر
السد العالى فى أسوان
السد العالى
بناء السد العالى
جانب من السد العالى
جانب من تواجد الرئيس جمال عبدالناصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة