ونحن نتحدث عن أن الدول تتقدم بالمواهب والابتكارات والأفكار، فى كل المجالات، وضربنا مثلا بعدد من شباب الباحثين بكليات «العلوم، والطب، والزراعة» الذين استعرضوا عددا من المشروعات العلمية والابتكارات، ومنها مزارع إنتاج المشروم، أو جهاز قياس الإشعاع، وموقع تفاعلى يساعد طلاب الطب ويعوض الحصول على نماذج تشريح، وتطبيق يساعد الصم والبكم، وابتكار لتجفيف الفاكهة، وقد أعلن الرئيس السيسى دعم هؤلاء الشباب، من صندوق «تحيا مصر»، وكل من يقدم ابتكارا، يمكن تطبيقه عمليا وبشكل اقتصادى، وهذا نموذج من جامعة واحدة، وبالتأكيد هناك عشرات الباحثين الذين يعملون على ابتكارات ودراسات، يحتاجون إلى من يكتشفهم ويشجعهم، لأنهم يمثلون ثروة فعلية تستحق التشجيع.
ويفترض أن الدور الرئيسى للجامعات هو السعى لدعم البحث العلمى، وتطوير المجتمع والتفاعل معه، وهى مسؤولية مشتركة مع الجامعات والشركات العامة والخاصة، وفى كل جامعات العالم هناك مراكز للتعامل مع الأبحاث والمشروعات والتطبيقات القابلة للتنفيذ، شهدنا هذا أثناء زياراتنا لجامعات بريطانيا وألمانيا وكندا، وفى اليابان والصين، وكوريا، هناك دائما هذا الخيط الرابط بين الجامعات والمجتمع، الشركات والقطاع العام والخاص تخصص نسبا لدعم مراكز الابتكار، وفى نفس الوقت تستفيد من الابتكارات فى تطوير عملها وتحقيق أرباح.
هناك تغيير فى أسلوب عمل جامعات العالم الحديثة، التى تسعى للارتباط بالمجتمع والأعمال والصناعة والزراعة، وتدعم مراكز للأفكار وتطوير الأبحاث، وهناك مؤسسات كبرى تقوم بهذا الدور وتتلقى الأبحاث وتدرسها من خلال علماء ولجان وتقرر تمويلها، وفى النهاية المجتمع هو الرابح.
هذا فى العلم والبحث العلمى، ونفس الأمر فيما يتعلق بالرياضة والفنون وغيرها، وكلها تتعلق بضرورة إتاحة الفرصة لظهور واكتشاف المواهب وصقلها بالتدريب والدراسة، وفى مساء أمس الأول السبت شاهدنا مسرحية «تقدر» فى دار الأوبرا، والتى تأتى ضمن مبادرة «إحياء المسرح المدرسى والفنون بالمدارس»، التى أطلقتها وزارتا التعليم والثقافة، ومجموعة قنوات مدرستنا والشريك الإعلامى «المتحدة للخدمات الإعلامية».
العمل تم بمشاركة طلاب من أصحاب المواهب الفنية من المدارس، بمعاونة نجوم كبار، وتناول رحلة لإلهام الطفل المصرى من خلال ماضيه العريق، وحاضره ومن خلال الاستعراضات المسرحية مثل الهوية المصرية وتاريخ الحضارة المصرية وأهمية تعريف الطفل المصرى بالنماذج المشرفة والملهمة لتكوين صورة ذهنية صحيحة، فضلا عن أهمية الثقافة والقراءة فى تشكيل المعرفة وتكوين الشخصية. العرض من تأليف الدكتور مدحت العدل وإخراج بتول عرفة، ومجموعة من نجوم الفن وهم يسرا، كارول سماحة، أكرم حسنى، حنان مطاوع، محمد فراج، أسماء أبو اليزيد، محمد الشرنوبى، أحمد الرافعى، فريق بلاك تيما، وكورال الشرق.
العرض كاشف عن مواهب متعددة، يتوقع أن تتضاعف بالعمل، وحسب ما أعلنه وزير التعليم ضمن إحياء المسرح المدرسى الذى كان دوما مفرخة للمواهب.
وبجانب هذا هناك برنامج كابيتانو مصر، لاكتشاف المواهب الرياضية فى القرى والأقاليم، الذى أطلقته وزارة الشباب والرياضة مع المتحدة للخدمات الإعلامية، التى تقوم بدور مهم فى استعادة مشروعات الفن والتثقيف الكبرى، سواء من خلال برامج اكتشاف ودعم المواهب، مثل برنامج «الدوم» لاكتشاف المواهب الفنية من كل محافظات مصر، أو دعم محتوى درامى متنوع يناسب الأذواق، ويجمع بين التشويق والقيمة.
هذه البرامج هى التى تعيد اكتشاف المواهب وتمنح الشباب والأجيال تكافؤ فرص ليصلوا إلى الجمهور، من خلال قنوات مختلفة، فى كل المجالات العلمية والفنية والرياضية، والتى تمثل فى مجموعها القوة الناعمة اللازمة للتقدم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة