تهتم الدولة بالتعليم في كافة قرى ومدن المحافظات المصرية، ومن بين أنواع تلك التعليم، التعليم المجتمعي، لقبول المتسربين من التعليم، وتلك المدارس المنتشرة بقرى محافظة كفر الشيخ، والتابعة لوزارة التربية والتعليم، جد طلاب كبار السن، وصغار، يلتحقون بها، لإعادة تأهيلهم وتعليمهم الحرف المتعددة ، لتكون بداية حياة جديدة لهم.
وهناك عديد من صور النجاح لهؤلاء الطلاب الذين واصلوا تعليمهم ومنهم من التحق بكلية الصيدلة والهندسة والطب.
ومحافظة كفر الشيخ بها 109 مدرسة تعليم مجتمعي على مستوى المحافظة، تقدم خدمة تعليمية متميزة لـ 3425 طالباً وطالبة بالمراحل التعليمية المختلفة فضلاً عن المتسربين من التعليم، لم تغلق تلك المدارس أبوابها عن الطلاب حتى فى فترة الأجازة الصيفية، فجلب المعلمون الطلاب لتعليمهم الحرف والصناعات اليدوية المختلفة، وترسيخ قيم الإنتاج فى المجتمع، وبتلك المدارس نجد اندماج الطلاب مع المعلمين فى صناعة العديد من المشغولات والمنسوجات اليدوية لإحياء تراث اندثر،اشتهرت به عدد من القرى المصرية .
أكد محمد عبدالله وكيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ، تهتم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بمدارس التعليم المجتمعي في مصر باعتبارها مدارس ذات طبيعة خاصة جدا تؤدي دورا محوريا في المجتمع المصري، وهذه النوعية من المدارس تعد هي الحل الدستوري لتوفير الخدمة التعليمية في المناطق النائية المحرومة من التعليم، وتعيد المتسربين من التعليم إلى المنظومة التعليمية، مما يساعد على القضاء على الأمية في مهدها، ويجوز تحويل الطلاب من التعليم الابتدائي إلى التعليم المجتمعي ، كما يجوز تحويل الطلاب من التعليم المجتمعي إلى التعليم الابتدائي بعد مناظرة السن وتسكينهم في الصفوف المناسبة لهم، كما يمكن قبول الطلاب من سن 6 سنوات طبقا للكتاب الدورى رقم 1 لسنة 2007.
وأضاف عبدالله، تتواجد مدارس التعليم المجتمعي في الأماكن النائية، وتسعى لإتاحة التعليم للمتسربين من التعليم خاصة الفتيات، والوزارة لا تتعامل في مدارس التعليم المجتمعي مع الطفل فقط بل مع الاسرة كلها ، والتأكد من حصول المواطن الأولي بالرعاية على كافة الخدمات.
وقال وكيل التعليم بالمحافظة، إن التعليم المجتمعى هو القناة الشرعية لمحاربة التسرب من التعليم، وجذب الطلاب المتسربين إلى التعليم مرة أخرى، وهم الطلاب الذين تعدى سنهم 9 سنوات وحتى 14 سنة، حيث يتعلمون عن طريق اللعب والأنشطة، ويمارسون التكوين المهني، وهو تعلم مهارة صنع الملابس، والمفروشات، والأوانى، والحفر على الجلد، كما يستخدمون كل مخلفات البيئة، وإعادة تدويرها مرة أخري، ويصنع منها كل ما هو جميل ومفيد ليستخدم فى المنازل، وبذلك يستفيد الطلاب عن طريق تعلم مهنة وحرفة تحقق عائد مادي لهم فضلاً عن مهارات التعلم بوجه عام، مما يجعلهم قوة منتجة في المجتمع.
وقالت سهير محمد عبدالرحمن طايع ، 13 سنه طالبة فى مدرسة الفصل الواحد بالرياض ، إنها تأخرت فى التحاقها بالمدرسة لظروف أسرية ولكن عدد من المعلمين أقنعوا والدها بإلتحاقها بمدرسة الفصل الواحد بالتعليم المجتمعى، لتتعلم القراءة والكتابة وتتعلم مهنة وحرفة تنفعها فى المستقبل، مؤكدة أن والدها سيقيم لها مشروعا فى منزلهم لإنتاج وتصنيع الملابس والشنط وكل ما تعلمته فى مدرستها.
وأضافت سعاد ماهر محمود، ل"اليوم السابع "، تعلمت كيفية صناعة المشغولات اليديوية، وإعادة استخدام المخلفات من الورق لصناعة اشكال متعددة بالإضافة إلى مشاركتها في عمل المخللات وعدد من أنواع الأغذية، وتعلمت أنواع التطريز، وصناعة الإكسسوارات.
وقالت رضا عامر عبدالله ، 12 سنة ، مدارس التعليم المجتمعى أفضل من المدارس الابتدائية لأنها تذهب للمدرسة متأخرة فى الساعة التاسعة ، بالإضافة لتعلمها عدد من الحرف ، والصناعات اليدوية الغير موجودة بالمدارس العامة ، وتتلقى نفس التعليم والمناهج بالمدارس الابتدائية ، وأنها تشكر كل معلميها لأنهم ساعدوها فى تعلم الخياطة ، وصناعة الاكسسوارات وبعض الأنواع المواد الغذائية ، مؤكدة أنها تطالب وزارة التربية والتعليم بمزيد من الاهتمام بهم.
وأكدت فاطمة محمد عبد الدايم ، 11سنة، أنها سعيدة بتعلمها عدد من الأعمال منها عمل الاكسسوارات والخياطة ، وصناعة العرايس، والشنط ، وصناعة أشكال متعددة لحيوانات من مخلفات الورق ، والمشاركة فى صناعة الألحفة والمنسوجات، وصناعة الملابس ، وهذه الأعمال لا يتعلمها فى مثل سنها فى المدارس الأخرى ، وأنها ستكمل تعليمها لتلتحق بالجامعة وستفتح مصنعاً تنفذ فيه ما تعلمته في مدرستها.
وأكد محمد الحيطاوي ، مدير التعليم المجتمعى بمحافظة كفر الشيخ، أن مدارس الفصل الواحد لا تكتفي بتعليم الأطفال القراءة والكتابة ولكن تعليمهم المهن والحرف المتعددة،داعياً كل المتسربين من التعليم وأولياء الأمور باستغلال فرصة توفر تلك المدارس لتعليم هؤلاء الأطفال المهن المتعددة البسيطة والتى يمكن من خلالها يتخذها الطفل مهنة له بعد ذلك ، مؤكداً أن مدارس الفصل الواحد وجميعها تهدف إلى توفير فرص تعليمية للفئات العمرية من سن 6 ل 14 عاما سواء المتسربة والمحرومة ، أو ذات الفرص التعليمية المحدودة .
وقال الحيطاوي، هي شكل من أشكال التعليم النظامى فى الحلقة الابتدائية، وهدفها سد منابع الأمية بين الأطفال ويقوم بتعليمهم معلمات فقط، وتدرس فيها مقررات المدرسة الابتدائية نفسها بالإضافة إلى مشروعات التكوين المهني ومدة الدراسة بها ست سنوات وتدرس بها مقررات ثقافية بالإضافة إلى التكوين المهنى والمشاريع الإنتاجية ويمكن للطالب الالتحاق بالإعدادية المهنية أو العامة ثم الثانوية العامة أو الفنية .
وقال الحيطاوي، إنه تقبل المدارس الأطفال من شريحة عمرية واسعة من "6 سنوات لـ14 سنة ،والأولوية للفتيات،وتنقل الخدمة التعليمية إلى المجتمع المحلي في القرى والنجوع والكفور ،وتوفر كافة المعلومات والمهارات المقدمة في المدارس الابتدائية أى تقدم تلك المدارس برنامج التعليم لأبناء المناطق المحرومة ، مؤكداً أن زيادة قيد الفتيات بها ، يشير إلى أن 90% من الملتحقين بها من الفتيات حيث لا يسمح أغلب أولياء الأمور فى العزب والنجوع بانتقال البنات للالتحاق بمدارس المدن نظرا لبعد المسافة.
وأضاف محمد الحيطاوي ، تتيح تلك الفصول والمدارس فرص جديدة للتعلم للمتسربين والمرتدين إلى الأمية و الأطفال المنخرطين فى سلك العمل ، وتعطى الفرصة الثانية لمن تسرب من التعليم الأساسى للعودة إلى التعليم و مقاومة بعض العادات والتقاليد التي تحد من تمكين الأطفال من التعليم هو أحد الأهداف المرحلية لمدراس التعليم المجتمعى .
وقال اللواء جمال نور الدين، محافظ كفرالشيخ، إن مدارس التعليم المجتمعي للفصل الواحد على مستوى المحافظة تقدم خدمة تعليمية متميزة بجانب التدريب على الحرف والصناعات اليدوية المختلفة، وترسيخ قيم الإنتاج فى المجتمع، واستيعاب المتسربين من التعليم بالمناطق النائية، وخلق فرق منتجة بأفكار متجددة لدعم الاقتصاد الوطنى من خلال تنوع الحرف والصناعات اليدوية،مؤكداً أن الأطفال يتعلمون لافتاً صناعة المفروشات والمشغولات اليدوية المختلفة والأدوات البسيطة، والمنتجات الغذائية،لتحقيق عائد مادي مناسب لطلاب مدارس الفصل الواحد، للحد من التسرب التعليمى، والمساهمة فى القضاء على مشكلة محو الأمية.
وأكد محافظ كفر الشيخ، إنه سيقيم معرضاً لمنتجات التعليم المجتمعى،لعرضه على أهالى كفر الشيخ بسعر التكلفة، لتشجيه الأطفال على العمل وتبني مشروعات صغيرة ، مؤكداً أن الأطفال المشاركون فى تلك المشاريع والصناعات على استعداد منح أهاليهم قروض لإقامة صناعات صغيرة واعمال يدويه تزيد من دخل الأسرة وتشجع الأطفال.
اثناء تعليم الطالبات
تدريب الاطفال على الاشغال اليدوية
تصميم الملتابس والمعارض للتعليم المجتمعي
تعدد منتجات التعليم المجتمعي
تعليم الاطفال الاشغال اليدوية
جاونتي طالبه شاركت في تصميمه
طالبات شاركن في تفصيل اللحاف
طالبه ترتدي كوفية شاركت في تصميمها
طفلة تمسك بملبس شاركت في تصميمه
طفله تشارك في تصميم الاشغال اليدوية
مشاركة الأطفال في التفصيل
معلمو ومعلمات التعليم المجتمعي اثناء المشاركة في تصميم المعارض
منتجات التعليم المجتمعي
مهارة طالبة في الاشغال اليدوية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة