تابعت عن كثب ما دار على مدار الساعات الماضية في جلسات مؤتمر حكاية وطن الذي يحمل بين جلساته حوار حقيقي للمكاشفة ووضع النقاط على الحروف في الملفات المختلفة خاصة ما يتعلق بالوضع الاقتصادي للبلاد وملف انقطاع الكهرباء وأسباب ذلك وملف دعم الطاقة الذي ارتفع إلي 120 مليار جنيه رغم خطة الدولة التي عملت عليها منذ 5 سنوات لتخفيض ذلك الدعم.
حوار المكاشفة في حكاية وطن كنا بحاجة له في ظل هذه الظروف حتي يعرف المواطن في الشارع المصري ما قامت به الدولة وما نجحت فيه وكذلك الظروف المحيطة بعمل الحكومة حالياً من تطورات عالمية ساهمت في قفزات مستمرة في أسعار السلع المختلفة ، كذلك يعرف المواطن التكلفة الحقيقية لبيع الكهرباء وكذلك تكلفة بيع الغاز الطبيعي لوزارة الكهرباء وغيرها من الملفات التي تم إعلان تفاصيلها بكل حياد خلال جلسات مؤتمر حكاية وطن.
ما يجب أن نقف عليه فعلا هو الحوار الصادق من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تحدث به مع الوزارء وكذلك للمواطنين فيما يتعلق بالتحديات المختلفة وعلي رأسها مسألة عودة مصر للديون مرة أخرى من أجل تلبية احتياجات الأسواق خاصة ما يرتبط بارتفاع تكلفة شراء برميل النفط عالمياً وكذلك تكلفة الاقتراض في ظل رفع مستمر للفائدة عالمياً ، وهو حوار كان يجب أن نسمعه منذ فترة حتى يعرف المواطن حجم التحديات التي تعمل فيها الدولة.
كما أن رد الرئيس السيسي كان واضحاً على من يسعي إلي الترويج لفكرة وقف المشروعات القومية والتنموية والترويج للشائعات بأن هذه المشروعات سبباً للوضع الحالي، فالرئيس تحدث صراحة عن 25 مليون مواطن يعيش ويتكسب قوته من هذه المشروعات ، فهناك 5 ملايين فرصة عمل تم توفيرها عبر هذه المشروعات المختلفة التي قامت بها الدولة.
ما نحتاجه صراحة في المستقبل القريب هو معرفة خطة الحكومة للتعامل مع الأزمات ، نحن عرفنا الأزمة وأبعادها ونحتاج أن نعرف كيف ستعمل الحكومة على الحل والخروج من الوضع الحالي بكل شفافية وكذلك نعرف أين وصل برنامج الطروحات الحكومية للشركات ونعرف آليات التعامل مع توقعات مستمرة حول ارتفاع تكلفة الاقتراض وارتفاع فاتورة شراء الوقود وفاتورة ارتفاع شراء الغذاء.
