الرئيس السيسى: الدول تُبنى بالثقة ومن يريد الحكم لا يدعو للتخريب.. هذا ما قدمناه والحكم للشعب فى الانتخابات
«دا اللى احنا عملناه وانتوا عندكوا فرصة للتغيير فى الانتخابات اللى جاية .. والأمر كله لله»، هكذا تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى بمؤتمر «حكاية وطن» الذى ينعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة.
العاصمة الإدارية التى تقف شاهدا على إرادة وعمل، وتتغير مع كل زيارة، بسرعة أفقية ورأسية بما يبدو شاهدا على ما تحقق خلال سنوات قليلة منذ كانت العاصمة الإدارية مجرد فكرة أقرب للخيال، وصحراء بلا معالم، تقف الآن ومعها عشرات المدن من الجيل الرابع دليلا على عزم المصريين وإرادة الفعل.
الرئيس قال إن 95% من مساحة مصر صحراء، وأن ما تحقق بفضل إرادة وتوجه من أجل المستقبل، ومع هذا فقد تم زرع مدن من الجيل الرابع بالكثير من الجهد، وأن خطط الإصلاح الاقتصادى كانت ضرورة بآراء الخبراء والاقتصاديين، وساهمت فى نقلة بنسب النمو والتطور، بل إنها مكنت الدولة من الصمود فى مواجهة أزمتين كبيرتين كوفيد والحرب فى أوكرانيا.
الرئيس السيسى أكد أن عرض هذه التفاصيل هدفه سرد ما تم إنجازه، ووضع حلول جذرية لتحدياتنا، وهو أمر لا يتعلق بأى شىء سوى تقديم الحقائق للشعب، والذى يتعرض لحملات من الشائعات والتشكيك هدفها إفقاده الثقة فى نفسه، ونشر الشعور بالعجز، وهو أمر تغلب عليه المصريون، وواجهوا الإرهاب والجهل والتشكيك، بينما الاستقرار والثقة طريق البناء والتحرك للأمام.
ظلت العاصمة الجديدة مطلبا على مدار نصف قرن، بعد أن بدأت القاهرة تعانى من مشكلات الطرق والمرور والتكدس، مع بنية أساسية متهالكة، وصار مطلب نقل الحكومة والوزارات خارج المربع الضيق متكررا، خاصة أن كل التوقعات رسمت سيناريو متشائما، كانت التقارير الفنية والدولية تتوقع أن تصل السرعة فى شوارع القاهرة 2020 إلى ثمانية كيلومترات فى الساعة.
عندما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، قبل 7سنوات البدء فى بناء عاصمة إدارية جديدة، بدا الأمر أقرب لخيال جامح، وتعرضت الفكرة نفسها لتساؤلات، حول إمكانية تحقيقها أو تسويقها، لكن الأيام كانت كفيلة بالرد على الأسئلة، وتقديم إجابات عليها وعلى غيرها.
ولم تكن العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة منفصلتين عن المدن الجديدة فى الدلتا والساحل، الشمالى والغربى، والصعيد، ضمن استراتيجية الدولة لبناء منظومة متكاملة لبناء 48 مدينة جديدة، وبجانب العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين.. و30 مليون نسمة إجمالى عدد السكان المستهدف فى مدن الجيل الرابع، الفيوم الجديدة وبنى سويف الجديدة والمنيا الجديدة وأسيوط وسوهاج وأسوان والمنصورة الجديدة والإسكندرية الجديدة فى الوجه البحرى، ومدن سفنكس الجديدة والسويس الجديدة وطيبة الجديدة وغيرها، ولأول مرة ربط شرق النيل بغربه من خلال محاور وكبارى وأعمال هندسية.
وما كان يمكن بناء هذا من دون بنية أساسية فى الطرق والنقل وإعادة إصلاح القطارات والسكك الحديدية، ومترو الأنفاق، والنقل العام، وساعدت شبكات الطرق فى جذب استثمارات فى النقل الخاص، والنقل بتطبيقات الموبايل، والتى تمثل مشروعات لأصحابها، أو لشركات مختلفة.
خلال مؤتمر «حكاية وطن» استعرض رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، ووزراء المالية والتخطيط والتعاون الدولى وقطاع الأعمال، ما تحقق فى الملف الاقتصادى، وكيف واجهت الدولة العجز والتراجع من 2014، فى ملفات الطرق والنقل والصناعة والطاقة والزراعة، ومواجهة العجز فى المعاشات وعلاج أخطاء سابقة لدرجة أن الدولة تقدم 45 تريليون جنيه خلال 50 عاما لعلاج ثغرات المعاشات.
وحرص الرئيس السيسى على مطالبة الحكومة بإعلان الحقائق بوضوح، بما يضمن التفهم المتبادل، وأن الهدف هو المستقبل والاستقرار، وتخطى تراكمات وثغرات والأهم هو الحفاظ على الدولة بالشكل الذى يمكن من استمرار البناء، وأن المصريين الذين صمدوا ودفعوا الثمن فى مواجهة الإرهاب والأزمات، يدركون خطورة دعاوى التخريب، وأن من يريد أن يبنى لا يخرب ولا يدعو للتخريب.
وكرر تأكيده على أنه لو كان يريد الشعبية لاكتفى بتأمين الطعام والشراب، وما اهتم ببناء ومدن وصناعة وزراعة وتعليم وعلاج، وبناء دولة حديثة متقدمة، مثلما فعلت الدول التى حققت تقدمها ونهضتها.
الرئيس السيسى أكد أنه لم يدع للحوار الوطنى، ترفا، لكنه دعا للحوار من أجل أن نسمع بعض، وأن نستمع للخبراء ونتفاعل، «حوار وطنى بناء وكلام عن حلول للأزمات وكنت أتمنى أن تكون المشاركات فيه بشكل أكبر».