أكرم القصاص

مصر وفلسطين والخطوط الحمراء.. «حقيقة» فشل الاحتلال فى مواجهتها

الأربعاء، 11 أكتوبر 2023 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحرب التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى، تنذر بتطورات استراتيجية وسياسية وتحمل الكثير من التفاصيل المهمة، التى تتطلب انتباها وإدراكا لهذه التحولات، الحرب لم تكن مفاجئة وإنما هى نتيجة طبيعية دخلت مرحلة واضحة من الإبادة والتدمير الشامل، ضد المدنيين تظهر فى عمليات الهدم والتدمير بعد قطع المياه والكهرباء والوقود ضمن عملية قتل أخرى تدور على مرأى ومسمع من دول العالم.
 
المفارقة أن الدول الكبرى أعلنت منذ البداية تجاهلها الحرب والدمار، وأعلنت دعمها للاحتلال فيما اعتبرته عدوانا فلسطينيا، فى خلط واضح وتجاهل لتفاصيل وتداعيات واضحة منذ شهور، ضد الفلسطينيين، والمفارقة بالفعل أن الاحتلال يتصرف بهستيريا وانتقام يتجاهل أبسط قواعد القانون الدولى والإنسانى، بل حتى الاتفاقات التى خرقها وخالفها أكثر من مرة، وتوجه واضح للإبادة مع التجويع.
والأكثر خطرا أن تحرك الولايات المتحدة الأمريكية  حاملة الطائرات  فى سابقة خطيرة، وفى نفس الوقت تقود الولايات المتحدة أوروبا والدول الكبرى إلى نفس خط إشعال الصراع بشكل قد يقود إلى حرب إقليمية واسعة.
 
واللافت للنظر أن الولايات المتحدة تحت سلطة جو بايدن والديمقراطيين، أصبحت دافعا ومحركا، بل ربما مشجعا على إشعال الحرب، مثلما جرى فى حرب أوكرانيا، فيما يشير إلى سياسة أمريكية فضلا عن كونها تتعارض مع توجه ديمقراطى سابق، وشهوة انتخابية تتجاوز كل الأعراف والقوانين الدولية.
 
وهى سياسة لم تعد خافية، وتخالف حتى الشعارات الأمريكية، التى تتحدث عن الحرية والقيم، بينما الازدواجية تتبدى فى أوضح صورها، وتتسع لتصل للمعسكر الغربى، صمتا أمام حرب إبادة وتجويع، تمارسها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى كله، وهو ما أسماه سفير فلسطين فى بريطانيا حسام زملط «العالم الأعمى والأصَمّ عمّا يجرى للفلسطينيين من انتهاكات على مدى عقود.. قصّة 13 مليون فلسطينى تَعَرَّضوا للاضطهاد المُنَظَّم على مدى قرن، كلّ هذا الإنكار بأنّهُ شعبٌ يُقاتِل مِن أجل البقاء على قيد الحياة واسترجاع أرضِهِ وانتِزاع حَقِّه، لا تصنع مِن المُستَعمِر ضحيّة وَمِن صاحب الحَقّ جلّادا».
 
ووصل الأمر بكتاب ومحللين من الدولة العبرية لأن يتحدثوا عن إبادة وقتل، مثلما فعل الكاتب الإسرائيلى «آرى شبيت» فى صحيفة هآرتس بالقول عن الفلسطينيين «ظللنا نهدم بيوتهم ونحاصرهم وإذا بهم يستخرجون من المستحيل صواريخ يضربوننا بها فأخذنا نخطط لهم بالجدران والأسلاك الشائكة وإذا بهم يأتوننا من تحت الأرض.. إننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال»، لكن الاحتلال يتجاهل الحقيقة الدامغة التى فشل فى مواجهتها على مدى عقود، ويمارس حرب إبادة فشلت المرة تلو الأخرى.
 
والخطير هو التصريحات التى خرجت من مسؤولين ومتحدثين لجيش الاحتلال «تطلب من الفلسطينيين أن يتركوا غزة إلى سيناء»، بالتالى نحن أمام منعطف هو الأخطر فى تاريخ القضية الفلسطينية.وبالرغم من تراجع الاحتلال عن التصريحات المختلة فإنها تكشف عن مخطط واضح لخدمة أهداف الاحتلال القائمة على تصفية الأراضى الفلسطينية المحتلة من أصحاب الأرض وسكانها وإجبارهم على تركها بتخييرهم بين الموت تحت القصف الإسرائيلى أو النزوح خارج أراضيهم. 
 
وهى محاولات ومخططات سابقة حملت أسماء متعددة، كانت فيها الدولة المصرية واضحة تجاه التحذير من هذه المحاولات الخبيثة وخطرها على ثوابت القضية الفلسطينية والحق الفلسطينى.
 
وأطروحات فاسدة تاريخيا وسياسيا سعى الاحتلال لطرحها على مدار الصراع العربى الإسرائيلى بتوطين أهالى غزة فى سيناء، أو تسعى جهات وأحلاف مشبوهة لتغليفه فى صفقات أو تخريجات، انتبهت لها الدولة المصرية بشكل حاسم، وتصدت له وستتصدى له لكونه مخططا ضد الإجماع الشعبى الفلسطينى المتمسك بحقه وأرضه ويدخل فى سياق تحركات الاحتلال نحو أوهام، قد تقود إلى إشعال حرب أكثر اتساعا. 
 
وكانت الدولة المصرية هى الأكثر إدراكا لخطورة هذا الطرح، فضلا عن أنها الأكثر امتلاكا لمفاتيح الحل، وسبق وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، أنه لا يمكن أن تحل مشكلات المنطقة من دون حل الدولتين، ودعت مصر مرات لوقف الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وأنه لا بديل عن الحل النهائى، حيث لا يمكن تجاهل الحق الفلسطينى وأن السلام لم يعد خيارا، بل هو واقع تفرضه تحولات استراتيجية، تكشف عن فشل الاحتلال فى فرض أمر واقع.
 
واعتبر الرئيس عبدالفتاح السيسى أن التصعيد الحالى خطير للغاية وله تداعيات قد تطال أمن واستقرار المنطقة، مؤكدا أن السلام العادل والشامل، القائم على حل الدولتين، هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقى والمستدام للشعب الفلسطينى، وأن مصر لن تسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى، وأن «أمن مصر القومى مسؤوليته الأولى»، وقال: «لا تهاون أو تفريط فى أمن مصر القومى تحت أى ظرف، وأن الشعب المصرى يجب أن يكون واعيا بتعقيدات الموقف ومدركا لحجم التهديد».
p.8






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة