انتهاكات متواصلة يتعرض لها الفلسطينيون، لا تقتصر على مجرد العدوان على قطاع غزة، في نهج يحمل طابعا انتقاميا، وإنما يحمل في طياته أبعادًا أخرى، منها ما هو إنساني، وآخر يخرق كل قواعد القانون الدولي، بينما يبدو التعامل الدولي بعدا ثالثا في ظل حالة من الصمت تجاه ما يرتكب من جرائم بحق المدنيين العزل من سكان القطاع.
مجزرة "الرصاص المصبوب" 2008 - 2009
فى 2008، أعلن الجيش الإسرائيلى عن البدء فى عملية عسكرية واسعة النطاق، ضد قطاع غزة وتم فيها استخدام أسلحة محرمة دوليا، على سبيل المثال لا الحصر، القنابل الفسفورية التى كانت تُطلقها على المدنيين العزل، مما أدى إلى تشوه العديد من كبار السن والأطفال والنساء، الذين تم استهدافهم خلال تلك العملية.
وأسفرت هذه العملية عن مقتل 1417 فلسطينياً على الأقل (من بينهم 926 مدنياً و412 طفلاً و111 امرأة) وإصابة 5450 آخرين، إلى جانب مقتل 10 جنود إسرائيلين و3 مدنيين، ولن ينسى التاريخ استهداف الجيش الإسرائيلى فى هذه العملية الكثير من المساجد مما أدى إلى انهيار عدة منازل ملاصقة لهذه المساجد. ومنها مسجد أبو بكر ومسجد عماد عقل فى جباليا ومسجد العباس فى الرمال ومسجد السرايا على شارع عمر المختار فى مدينة غزة ومسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالقرب من الكتيبة ومسجد الخلفاء الراشدين شمال غزة ومسجد النور المحمدى ومسجد النور والهداية ومسجد التقوى ومسجد الشفاء بجوار مجمع الشفاء الطبى أكبر مجمع للمستشفيات بالقطاع والكثير من المساجد.
عملية عامود السحاب فى العام 2012
بدأت فى 14 نوفمبر 2012 بقتل القيادى العسكرى أحمد الجعبرى، رئيس الجناح العسكرى لحماس فى غزة نتيجة غارة جوية إسرائيلية، وأسفرت العملية عن استشهاد 174 فلسطينياً وإصابة المئات من الفلسطينينين وتشريد العديد من الأسر، فيما قتلت ضربة جوية واحدة عشرة أفراد من عائلة الدلو.
وبالنسبة للأضرار المادية فقد، بلغت قيمة الأضرار الناجمة عن عملية "عمود السحاب" مليارا و245 مليون دولار، فيما تسببت العملية فى هدم 200 مبنى سكنى بشكل كلى فيما تعرض 8 آلاف مبنى سكنى للدمار الجزئى، وأصاب الدمار 42 مبنى غير سكنى بشكل كلي، من بينها مبان ومقار حكومية وأمنية.
عملية الجرف الصامد 2014
لم تحترم إسرائيل حرمة شهر رمضان المبارك فى العام 2014 ، لتشن عملية عسكرية واسعة النطاق فى شهر يوليو من نفس العام، على قطاع غزة، وكان الهدف المعلن من العدوان الإسرائيلى هو وقف إطلاق الصواريخ من غزة إلى إسرائيل بحسب زعم الحكومة الإسرائيلية، فيما أدت العملية إلى استشهاد 2147 فلسطينيا وإصابة 10870 جريحا.
6 آلاف شهيد فلسطينى
ووصل عدد الضحايا والمصابين فى النزاع الفلسطينى والإسرائيلى إلى أكثر من 6 آلاف شهيد وأكثر من 138 ألف مصاب من الجانب الفلسطيني، وذلك بين عامى 2008 و2022، بينما قُتل 273 إسرائيليًا خلال نفس الفترة وجُرح 5913، حسب بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانيية (OCHA).
على جانب آخر، خلصت لجنة التحقيق الدولية المُستقلّة التابعة للأمم المتحدّة المعنية بالأراضى الفلسطينية المحتلّة، إلى أن إسرائيل انتهكت وما زالت تنتهك حق الشعب الفلسطينى فى تقرير المصير من خلال احتلالها طويل الأمد واستيطانها وضمها للأراضى الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، موضحة اللجنة أن الاحتلال الإسرائيلى غير قانونى بموجب القانون الدولى، مؤكدة أن نتيجة الأعمال غير المشروعة تستوجب عواقب قانونية على إسرائيل لوضع حد لما وصفته بالفعل غير المشروع دوليا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة