أكرم القصاص

قلب مصر الرسمى والشعبى مع فلسطين

الجمعة، 13 أكتوبر 2023 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«المتحدة للخدمات الإعلامية» تطلق حملة للتبرع بالدم لصالح الأشقاء.. والتحالف الوطنى للعمل الأهلى يرسل مساعدات
 

السيسى: السلام العادل والشامل  القائم على حل الدولتين هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقى.. الرئيس أمام قمة جدة: لا يستقيم أن تظل آمال شعوبنا رهينة للفوضى والتدخلات الخارجية وعلينا الاعتماد على جهودنا المشتركة وقدراتنا الذاتية

 
تدخل الحرب على غزة يومها السابع، وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلى القصف والتدمير والحصار لسكان غزة، بعد قطع المياه والكهرباء والطاقة، بشكل يبدو أنه يشكل حرب إبادة شاملة، مع ضوء أخضر أمريكى يتجاوز الدعم التقليدى لإسرائيل، إلى حد إرسال حاملات طائرات إلى المنطقة، فى سابقة تشير إلى سياقات خطرة، وتكشف عن انحياز أمريكى، يتخلى عن دور يفترض أن تتخذه الولايات المتحدة كدولة كبرى تقدم نفسها باعتبارها قطبا دوليا، لكنها تتخذ مسارا منحازا، وهو موقف انعكس أيضا فى منظمات دولية، أو فى الاتحاد الأوروبى.
 
وفى المقابل واصلت الدولة المصرية اتصالاتها وجهودها، لوقف العدوان ومواجهة تداعياته، وتحذر من اتساعه، أو انعكاسه فى شكل صراع إقليمى أكثر يمثل خطرا على المنطقة والعالم، وتتعامل مصر مع القضية الفلسطينية، بشكل يتجاوز كونها من دوائر السياسة الخارجية، لكن لما تمثله من الأمن القومى المصرى، ولهذا تطالب ضمن جهودها  الدول الكبرى، بسياق أخلاقى، يحول دون الانحياز إلى العدوان ومسارات القوة، على حساب مصالح ضيقة، وتعتبر مصر أن السياسات المنحازة وغير المسؤولة من جانب الاحتلال، أدت إلى تصاعد الصراع، وعجز النظام العالمى عن منع الحرب  بين روسيا وأوكرانيا، والتى تجاوزت البلدين الى أوروبا والولايات المتحدة، بما يفرض تحديات سياسية واقتصادية، تشير إلى ضرورة إعادة تشكيل نظام عالمى أكثر قدرة على إدارة الصراعات ومنع تفاقمها بالشكل الذى وصلت إليه، وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فيما يبدو أن الإدارة الأمريكية للرئيس جو بايدن، تخلت عن أبسط قواعد الخلاف، وانطلق فى سباق يبدو أنه يدعم العنف، وينحاز بشكل سافر إلى الاحتلال، ربما لأسباب انتخابية او سياسية. 
 

انحياز أمريكى وازدواجية أوروبية

وبجانب الانحياز الأمريكى فقد كشفت الحرب على غزة عن انقسام داخل الاتحاد الأوروبى، لم يخل من ازدواجية، حيث أجمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى على إدانة المقاومة، وتصريحات المفوض الأوروبى أوليفر فارهلى التى أعلن فيها أن الاتحاد الأوروبى سيوقف المساعدات الإنسانية التى يقدمها للشعب الفلسطينى بعد الهجوم على مواقع ومستوطنات إسرائيلية، وقال وزير الخارجية الإسبانى خوسيه مانويل ألباريس الذى تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد: إن الوزراء الأوروبيين أجمعوا على حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، وعلى ضرورة منع اتساع دائرة العنف إلى الضفة الغربية ولبنان، بينما قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية جوزيب بورّيل إن بعض الإجراءات التى تقوم بها إسرائيل، مثل قطع المياه والكهرباء والحصار الغذائى على غزة، تتناقض مع أحكام القانون الدولى.
 
ومنذ بداية الهجوم الإسرائيلى على غزة وحصارها تتزايد أعداد الشهداء والجرحى بين الأطفال والنساء والمدنيين عموما، وقال مدير برنامج المساءلة فى الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلى قتلت 332 طفلا فى قطاع غزة والضفة الغربية منذ بداية العدوان على القطاع يوم السبت الماضى، فيما يشير الى أن الاحتلال يستهدف المدنيين، مع السعى إلى تهجير سكان وإزالة أحياء سكنية، وقطع للمياه والكهرباء والاتصالات، إضافة إلى تصريحات المسؤولين الإسرائيليين العنصرية، مؤكدا أن غياب المساءلة والإفلات من العقاب يشكل ضوءا أخضر للاحتلال للاستمرار فى جرائمه وقتل الأطفال الفلسطينيين، لافتا فى بيان للحركة إلى أن المجتمع الدولى أعطى الضوء الأخضر للعملية العسكرية الإسرائيلية فى غزة، مُحذرًا من أثر مواقف بعض الدول فى زيادة أعداد الشهداء من الأطفال والنساء، وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، أعلنت أن 60% من الشهداء من النساء والأطفال.
 
 وقد سعت مصر على مدى شهور لمنع تفاقم الأوضاع فى الأراضى المحتلة، وحذرت من استمرار الضغط الإسرائيلى على الفلسطينيين، واستفزازهم، ومطاردتهم فى أراضيهم، وتوقف أى جهود للتفاهم أو العودة لمسارات السلام، وبالتالى فقد كان تحرك المقاومة متوقعا، وطبيعيا فى ظل انسداد الآفاق، وغياب أى تدخل أمريكى للضغط على الاحتلال لاستعادة الهدوء، وبالتالى فقد كانت عملية طوفان الأقصى رد فعل متوقع على سياسات مستمرة ضد الفلسطينيين.
 
ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب فى غزة تكثف  مصر اتصالاتها على جميع المستويات لوقف جولة المواجهات العسكرية الحالية، حقنا لدماء الشعب الفلسطينى، وحماية المدنيين من الجانبين وأعلن الرئيس السيسى أن مصر تتواصل، مع جميع القوى الدولية والأطراف الإقليمية المؤثرة من أجل التوصل لوقف فورى للعنف، وتحقيق تهدئة تحقن دماء المدنيين من الجانبين، حيث شدد الرئيس عبدالفتاح السيسى،  أن التصعيد الحالى خطير للغاية وله تداعيات قد تطال أمن واستقرار المنطقة، مؤكدا موقف مصر بأن  السلام العادل والشامل، القائم على حل الدولتين، هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقى والمستدام للشعب الفلسطينى، وأن مصر لا تتخلى عن التزاماتها تجاه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
 

جهود رسمية وشعبية لدعم فلسطين

وفى الوقت نفسه تحرص مصر على تقديم كل المساعدات والإمكانيات لإغاثة الشعب الفلسطينى الأعزل فى غزة، ودعت وزارة الخارجية، جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الراغبة فى تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية إلى الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، تخفيفا عنه واستجابة لمعاناته نتيجة القصف الإسرائيلى العنيف والمتواصل، إلى إيصال تلك المساعدات إلى مطار العريش الدولى الذى تم تحديده من جانب السلطات المصرية لاستقبال المساعدات الإنسانية الدولية من الأطراف والمنظمات الدولية المختلفة.
 
وأكدت الخارجية المصرية أن معبر رفح الحدودى بين مصر وقطاع غزة مفتوح للعمل، ولم يتم إغلاقه فى أية مرحلة منذ بدء الأزمة الراهنة، وأن تعرض مرافقه الأساسية على الجانب الفلسطينى للتدمير نتيجة القصف الإسرائيلى المتكرر، يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعى، وطالبت مصر إسرائيل بتجنب استهداف الجانب الفلسطينى من المعبر كى تنجح جهود الترميم والإصلاح بشكل يؤهله للعمل كمعبر وشريان للحياة لدعم الأشقاء الفلسطينيين فى القطاع.
 
وبجانب المواقف الرسمية، فقد اتخذت المؤسسات الأهلية المصرية مواقف مهمة، حيث أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن حملة للتبرع بالدم، لصالح الأشقاء فى فلسطين، كما أطلق التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى بالتنسيق مع وزارة الصحة وبنك الدم،  حملة موسعة للتبرع بالدم تحت شعار «قطرة دماء تساوى حياة» بمختلف الجامعات المصرية لدعوة الشباب والمواطنين للتبرع بالدم من خلال سيارت متنقلة تجوب جميع المحافظات، وذلك لدعم الأشقاء الفلسطينيين جراء عدوان إسرائيل على قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع استعدادات إرسال التحالف قافلة شاملة محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والعلاجية تضم أطباء من جميع التخصصات وأدوية وأجهزة طبية، وجاء تحرك التحالف تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الإنسانية لدولة فلسطين الشقيقة، وهو ما  يتم  بشكل مستمر فى إطار دعم وتضامن مصر العربية تجاه الشعب الفلسطينى الشقيق لتخفيف حدة أحداث العنف الذى أدت إلى سقوط العديد من الضحايا والمصابين. 
 

موقف عربى ينطلق من الفعل 

وبجانب الموقف الشعبى والرسمى الداعم لفلسطين، لكم تتوقف التحركات المصرية والاتصالات التى أجراها الرئيس السيسى مع كل القادة والأطراف والمنظمات الدولية، مع السعى إلى تشكيل موقف عربى ينطلق من الفعل، فى ظل التحولات والتفاعلات لم تتوقف فى السياسة الدولية ارتباطا بالمصالح والمنافسات السياسية والاقتصادية والتجارية، التى تضع الدول الكبرى فى حالة دفاع وهجوم متبادل، يجعلها أكثر انشغالا بمصالحها واستراتيجياتها وانحيازاتها وهو وضع يحتم على التجمعات الإقليمية أن تسعى لتقوية وجودها والسعى لحل أزماتها بعيدا عن الاستقطابات والانحيازات التى أثبتت التجارب التاريخية أنها تضاعف من تعقيد المشهد، خاصة وقد شهد الإقليم العربى خلال العقد الماضى تقلبات وتحولات وضعت الدول والكيانات الإقليمية فى اختبارات متعددة ومحيرة ودقيقة تضاف إلى الأزمات الداخلية فى بعض دول الإقليم طوال أكثر من عقد، من عدم الاستقرار.
 
وهو ما تنتبه له مصر التى تدعو إلى مواقف تبنى فعل عربى وإقليمى، يمكنه التعامل مع الأزمات الناشئة أو المزمنة، ومنها القضية الفلسطينية، باعتبار أن كل موقف جماعى، من شأنه أن يصب لصالح كل دولة عربية،  وفى القمة العربية الـ32 التى عقدت فى جدة، وقبلها قمة التنمية والأمن أو القمة العربية فى الجزائر، هناك خطاب عربى يدعم العمل المشترك، ويسعى لمواقف عربية أكثر وضوحا، وفى كلمته أمام قمة جدة الأخيرة قال الرئيس عبدالفتاح السيسى «لا يستقيم أن تظل آمال شعوبنا رهينة للفوضى، والتدخلات الخارجية، التى تفاقم من الاضطرابات، وتصيب جهود تسوية الأزمات بالجمود»، معتبرا أن الاعتماد على جهودنا المشتركة، وقدراتنا الذاتية، والتكامل فيما بيننا، لصياغة حلول حاسمة لقضايانا أصبح واجبا ومسؤولية. 
 
ويحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى، على أهمية وجود نظام عربى وإقليمى قوى، واستعادة القدرة العربية على حفظ التوازن الإقليمى والحفاظ على مصالح شعوب المنطقة، وعدم تركها، انتظارا لأطراف دولية قد تكون من أسباب التعقيد بانحيازاتها، ومنها الموقف من القضية الفلسطينية، التى تواجه تحديا وجوديا يتطلب تنسيقا ومواجهة جماعية، وتتواصل جهود مصر مع الأطراف العربية الفاعلة ومع أطراف الأزمة، والتنسيق مع الأردن وفلسطين، والدول العربية والأطراف الدولية لاستمرار معالجة أزمة واضحة المعالم.
 
 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة