لا نتحدث عن أمنٍ وأمانٍ واستقرارٍ وصيانة ٍلمقدرات الوطن وولاءٍ لمصالحته العليا؛ لكن نتحدث عن برنامجٍ رئاسي لمرشحي رئاسة الجمهورية يتصف بالمصداقية والمنطقية والواقعية، ويخلو من الأوهام وأضغاث الأحلام، والشعارات المزيفة، والأفعال والممارسات غير المحسوبة؛ بغية جذب الرأي العام الذي في نهاية لا ينسى ولا يتناسى الوعود والتمنيات، ويحاسب على الأكاذيب.
لم أر برنامجًا حقيقيًا لمرشحي رئاسة جمهورية مصر العربية إلا برنامجًا واحدًا متيقنٌ لوجوده، يخلو تمامًا من الأحلام الوردية؛ ألا وهو برنامج المرشح عبد الفتاح السيسي، وللعلم أنه لم يقدمه لي أحدٌ؛ لأنه متاحٌ على أرض الواقع، وإن أردت قراءته فهو منشورٌ في إنجازات الدولة العظمية التي ينبغي أن تستكمل وفق مراحلها المستقبلية، وإن ذهبت لأماكن تواجده تراه عين اليقين؛ لأن له شواهداً ودلالاتٍ لا تقبل التشكيك.
لكن عليك أخي المواطن أن تمتلك مهارات التنقل في ربوع الوطن؛ لأن النهضة التي تمثلت في مشروعات الدولة القومية كانت من شرق البلاد لغربها ومن شمالها لجنوبها، وفق خريطةٍ واضحةٍ المعالم واستراتيجيةٍ اتسمت بالإجرائية لمراحلٍ تستهدف التنمية المستدامة في شتى المجالات العلمية والعملية والمعيشية، ابتداءً من بنيةٍ تحتيةٍ متطورةٍ، وانتهاءً بوسائل الرفاهية التي تلبي طموحات المواطن.
لقد بانت ملامح البرنامج الرئاسي منذ أن تولى السيد الرئيس مقاليد الحكم ومسئولية إدارة شئون البلاد؛ فوضع حدًا للفساد الذي شاع لعقودٍ في مؤسسات الدولة حتى أنهك مواردها البشرية والمادية وهتك ببنيتها الأساسية؛ فسُنت القوانين والتشريعات، وعادت الثقة المتبادلة بين المواطن ومؤسسات الدولة الوطنية، وتنحى أصحاب المصالح والمطامع عن أماكنهم؛ لذا أضحى البرنامج قائماً على فلسفة الشفافية والنزاهة والأمانة التي تضمن البيئة الصالحة لتطبيق مبدأ العدل والمساواة.
وفي شهورٍ قليلةٍ من رؤية الرئيس لأحوال البلاد، حارب بقوةٍ مع مؤسسات الدولة الوطنية المناخ السلبي الذي نشره المخربين والمغرضين من جماعات الظلام عبر أبواق الكذب والافتراء، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل حارب الإرهاب بكل عزيمةٍ، وبُذلت الدماء الطاهرة؛ ليشيع المناخ الآمن والاستقرار الذي يشجع على التنمية ويعيد للدولة هيبتها، ومن ثم تسمح البيئة بالعمل الجاد الذي حقق النهضة التي نلمسها ونراها بعين الحقيقة.
وأكد برنامج الرئيس على أهمية تفعيل النسق القيمي للمجتمع المصري؛ فعمل من خلال إجراءاته على تعضيد وحدة الصف واللحمة بين أطياف المجتمع المصري الأصيل، وأكد على الاحترام المتبادل في السلوك والقول، وكذلك للثقافات والمعتقدات؛ لينتج عن ذلك حالةٌ من الاستقرار والتآلف المجتمعي الذي أخرج المواطنين من حالة التشرذم والانشقاق لحالةٍ من الترابط والتماسك المجتمعي، وهذا ما ساهم في تحقيق غايات التنمية المستدامة حتى الآن.
لقد رأيت ملامح البرنامج الرئاسي للرئيس السيسي في تمكين المرأة المصرية؛ فسُمح لها بالمشاركة الجادة والحقيقية والفاعلة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية دون تمييزٍ أو فاصلٍ أو حدٍ معينٍ؛ قناعةً بدورها المحوري في نهضة الدولة والارتقاء بها؛ فهي مصنع الرجال والشريك المآزر الذي يساعد في تحقيق الاستدامة المنشودة في شتى المجالات، كما تضمن البرنامج ملف الحريات فدشنت الانتخابات تحت رعايةٍ قضائيةٍ نزيهةٍ؛ لإتاحة الاختيار بغض النظر عن الولاء أو الانتماء للسلطة.
واهتم برنامج الرئيس الانتخابي بتعميق ماهية الانتماء للوطن، وبممارساتٍ إجرائيةٍ قدم السيد الرئيس نموذجًا يتسم بالإنسانية التي تحض على الاندماج مع العالم وقضاياه المختلفة، وتحث على المشاركة بصورةٍ فاعلةٍ، وتسعى لنشر السلام والوئام بين شعوب الأرض، وترغب في تحقيق العدالة والحرية المسئولة التي تبني الأوطان، ومن ثم تعضد بكل قوةٍ قبول التنوع الفكري والتعددية العقائدية.
وقد اتسق برنامج الرئيس الانتخابي مع رؤية مصر (2030) في بُعد الرقمنة؛ حيث دشنت البنية التحتية الرقمية لتوفر الخدمات التي يطلبها المواطن المصري، وتوفر له الوقت والجهد والمال، وتحد عبر منظومةٍ محكمةٍ من الروتين والبيروقراطية، وتقضي تمامًا على سُبل الفساد بأنماطه المختلفة، وتتسم بالدقة والسرعة، وتوفر المساحات المكانية والاستيعابية لطالبي الخدمة.
ولم يترك برنامج الرئيس الانتخابي تعضيد مقومات الدولة في المجالات الرئيسة السياسية والاقتصادية والعلمية والتقنية والعسكرية؛ فلا توافر للأمن القومي بعيدًا عن هذه المقومات؛ فامتلاك الدولة للاقتصاد القوي المدعوم بالقوة التي تحميه بات أمرًا رئيسًاً في استكمال النهضة وتحقيق أحلام وطموحات الشعب، ومن ثم تُنمى الهوية الوطنية في نفوس المواطنين.
وتضمن برنامج الرئيس الانتخابي دعم القطاع الزراعي والصناعي والتجاري؛ لأن تلك القطاعات تمثل عماد التنمية والنهضة، وقد ساهمت التقنية بدورٍ واضحٍ في تطويرها، وحرص السيد الرئيس في تطوير كل قطاعٍ على تبني معايير الجودة في الأداء والمنتج على السواء؛ لتتحقق القيمة المضافة وتجنى الثمار التي تساعد في استكمال التنمية في القطاعات المختلفة وفي مقدمتها القطاعات الخدمية بالدولة.
ونظرًا لأن البرنامج الرئاسي للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مليءٌ بالنقاط المضيئة والإنجازات المتتالية والمتعددة والتي شملت مجالات التنمية في صورتها المتكاملة، ومن ثم يُصعب في هذا المقام الضيق حصرها وتناولها، أو حتى إلقاء الضوء عليها؛ لذا بات استكمال الرئيس لفترةٍ مقبلةٍ أمرًا لا يمكن التنازل عنه؛ لنضمن استكمال برنامجه الرئاسي وفق ما يتضمنه من رؤىً تطويرية سوف تحدث نقلةً نوعيةً للبلاد نحو مستقبلٍ مشرقٍ.
حفظ الله وطننا الغالي وقيادة السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.