أوروبا.. كتاب عن قصص الرحيل والهجرة على حدود دول القارة العجوز

السبت، 14 أكتوبر 2023 10:00 ص
أوروبا.. كتاب عن قصص الرحيل والهجرة على حدود دول القارة العجوز كتاب أوروبا
كتب عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
يمثل كتاب "أوروبا" تعاونا مثيرا بين الكاتب البريطاني كريس بوركهام والمصور الإسباني إجناسيو إيفانجليستا، حيث يستكشف تجارب العصر الحديث للأوروبيين العاديين الذين ينتقلون عبر الحدود في القارة العجوز وما يقع على تلك الحدود من قصص إنسانية وأهوال وترحيل وانتقال لجماعات من البشر سواء من الأوروبيين أوغيرهم. 
 
الصور الفوتوغرافية، التي ضمها الكتاب جاءت تحت عنوان "إيفانجيليستا بعد شنجن"، ومن اسمها يبدو واضحا أنها تتبع مسيرة أولئك الراحلين عبر الحدود عقب تطبيق اتفاقية شنجن" وتصور نقاط التفتيش المهجورة والمهجورة في مختلف البلدان الأوروبية على اختلافها، وتتراوح هذه من المباني الضخمة إلى نفاط التفتيش الصغيرة الجاهزة والحواجز البدائية المطمورة في الأرض. 
 
ومن التاريخ يأتي السرد مذكرا بالاتفاقيات الأوربية التي حددت ضوابط الانتقال عبر الحدود، فقد اتفق الموقعون كما ورد فى اتفاقية عام 1985 على إلغاء عمليات التفتيش على الحدود الداخلية وتبني حرية حركة الأشخاص والبضائع وتدريجياً، وعلى الرغم من ذلك فقد كان التنفيذ على الأرض مختلفا حيث أعيد استخدام نقاط العبور، أو انهارت أو اختفت تماماً ومع ذلك، وكما لاحظ إيفانجيليستا، فإن نقاط التفتيش والعبور بين البلدان الأوربية ما زالت " تعمل وفق موجات الصدى الاقتصادي والسياسي التاريخي".
 
نأتى إلى القصص التي كتبها المؤلف البريطاني كريس بوركهام، عن أبطال يعيشون على الهامش و يحاولون تعيير حياتهم إلى الأفضل عبر استغلال الحدود غير الخاضعة للرقابة لتحقيق أهدافهم الخاصة وهو ما يذكرنا بأحداث فيلم Charlie Don't Surf الذي يدور محور من محاوره الأساسية حول أحد سكان لندن الذي يحاول سداد ديون المخدرات عن طريق نقل عائلة فيتنامية من إسبانيا إلى إنجلترا مختبئة في شاحنة متنقلة. 
وفي عرض آخر لقصص حقيقة من الحدود يسرد الكاتب ما يجرى في شاحنات صغيرة من طراز AK-47، حيث تتضاعف أعداد المهربين الصربينن في الغابات التي تقع على حدود جمهورية التشيك وبولندا.
 
تُظهر العديد من قصص بوركهام وصور إيفانجليستا كيف تعبر الموضة وكرة القدم الحدود بسهولة وفي موضع آخر، يشير كريس بوركهام إلى مصانع الملابس المنتشرة في كل مكان قرب الحدود والتي تظهر حتماً عندما تستعين العلامات التجارية بمصادر خارجية للإنتاج حيث تصف امرأة شابة مفهوم "الشركات العائلية" في تركيا حيث كانت تعمل فتصفها قائلة: "إنها مجموعة من الشركات تشمل مجموعة من نساء تتراوح أعمارهن بين 16 و60 عامًا يتشاركن الاستعداد لقضاء 12 ساعة يوميًا في العمل وانضمت إليهن مؤخرًا السوريات والفارين من الحرب، بأعينهن الحزينة وقصصهن الأكثر حزنًا". 
 
في نثر مباشر ومبسط، يكشف بوركهام كيف تستمر صدمة الحرب والنزوح وما هي حدود تأثيرات على من يعانون تداعياتها، وفى آخر القصص المؤثرة يروى بوركهام مأساة بعض االلاعبين الأفارقة الذى يحاولون التنقل عبر الحدود الأوروبية ومن ذلك قصة "إنوسنت"، وهو شاب إريتري، يحلم بلعب كرة القدم في أوروبا، لكن عمه يستغله وينتهي به الأمر في بريطانيا، حيث يتنقل بين وظائف لا نهاية لها مع خطر الترحيل إلى الأبد.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة