أكرم القصاص

رسائل «السيسى».. سلام تحميه القوة ولا بديل عن الدولة الفلسطينية

السبت، 14 أكتوبر 2023 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى المكان والزمان، كانت رسائل مصر واضحة تجاه الحرب على غزة، وأن مصر هى الطرف الأجدر والأكثر إدراكا لتفاصيل ومفاتيح القضية، وهى القادرة على إنهاء مأزق الأطراف المختلفة، فقد جاءت كلمة الرئيس بعد استعراض لخريجى الأكاديمية والكليات العسكرية، فى احتفال بالعيد الخمسين لانتصار أكتوبر والعبور، لتؤكد أن القوات المسلحة المصرية هى الأقوى، والقادرة على حماية تراب مصر، وأنها - بحكم التجارب والحروب - قوة رشيدة تحمى، ولا تعتدى أو تهدد، تضمن السلام وتسعى إليه من منطلق القوة.
 
هذا هو ما انطلق منه الرئيس عبدالفتاح السيسى، وما سبق له تأكيده، منطلقا من أن القضية الفلسطينية هى قضية مصر الأولى، وأن مصر لن تتخلى عن قضية فلسطين، والسعى لحل الأصل، والذى تثبت الأيام قوته، وهو أنه لا بديل عن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، مع تحميل المجتمع الدولى مسؤولية إدخال المساعدات الغذائية والطبية، مؤكدا أن هناك جهات أوروبية تدعم مصر فى هذا الأمر.
 
الرئيس يحمل الأطراف المختلفة المسؤولية، وفى مقدمتها الاحتلال الإسرائيلى، فى حربه التى يشنها على المدنيين، مع تدمير المستشفيات والملاجئ، وكل هذا يشكل أزمة للعالم كله، خاصة هؤلاء الذين يمارسون النفاق ويدعمون الاحتلال والعدوان، والحصار، الذى تشارك فيه الولايات المتحدة بحاملة طائرات لم تحركها فى ظروف وتحديات أقوى ضد الولايات المتحدة. 
 
رسائل الرئيس عبدالفتاح السيسى - الموجزة، والحاسمة - حملت الكثير من الإشارات والدلالات، ربما أهمها إدراك مصر لخطورة استمرار الحرب ضد المدنيين فى غزة، خاصة من الأطفال والنساء، فالرئيس السيسى يدرك مأزق الأطراف المختلفة، حيث تواجه الاحتلالَ أزمةٌ كبرى، وقد أنهى تدمير غزة، كيف يمكن أن يستمر؟ وقد فشلت نفس السياسات ومحاولات الاعتداء من قبل فى تغيير الوضع أو دفع الفلسطينيين للفرار والنزوح، وبالتالى مِن الأجدى لنتانياهو وحلفائه فى الولايات المتحدة، أن يستعدوا لقبول وقف إطلاق النار من جانبهم، وينخرطوا فى مفاوضات تنهى هذا الوضع، حيث أثبتت التجربة خلال عقود أن تدمير أو إفناء الفلسطينيين مستحيل، وقد كانت هناك دائما قيادات إسرائيلية فاشية وعنصرية قتلت ودمرت ولم تحقق أى مكسب، وآخرها عملية التدمير خلال صيف 2022، والتى انتهت بمبادرة مصرية.
 
كل من يتابع العدوان يمكنه أن يكتشف أن نتانياهو فى مأزق، لأنه بعد الفشل فى توقع ومواجهة المقاومة، يسعى للانتقام فقط، ولا يقدم حلا واضحا، يضمن الأمن، بل العكس فإن دفع الفلسطينيين لليأس يمكن أن يجرهم للمزيد من الردود الأكثر عنفا، والتى سبق تنفيذها، بعد تدمير غزة، وقتل الآلاف لن يتغير شىء على الأرض، الفلسطينيون لم يسبق أن خضعوا أو تراجعوا، ويعلم نتنياهو أنه لا يمكنه قتل كل الفلسطينيين أو دفع الشعب كله للمغادرة، وهو مخطط يبدو أن الغرور صوره لليمين الإسرائيلى، وأعاد الرئيس السيسى تأكيد ليس فقط رفضه، لكن التلويح بقوة الرد عليه.
 
 يحرص الرئيس السيسى على التأكيد بأن هذه الحرب لا رابح فيها، وأن أى صراع لا ينتهى إلى تفاوض أو سلام لا يعوّل عليه، ويسبب حدوث خسائر فى الأرواح وكل شىء، وأكد الرئيس أن مصر لديها الاستعداد لتسخير كل إمكانياتها وقدراتها من أجل إنهاء هذه الأزمة.
 
 والرئيس هنا يتحدث من سوابق وقدرات واتصالات مع كل أطراف الأزمة والأطراف الإقليمية والدولية.
 
 إحدى أهم رسائل الرئيس السيسى فى الكلية الحربية، أنه لا بديل عن وقف هذه العدوان بعد أن تم تدمير البنية التحتية، فالتدمير طريقة أثبتت فشلها، وتهافتها، لم ولن تنجح فى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم أو تصفية قضيتهم، وبالتالى فإن ما تقدمه مصر، يُخرج كل الأطراف من الأزمة ويقلل الخسائر، لأن الاجتياح البرى ليس نزهة، ولكن العدوان سوف يواجه مقاومة قوية وستتضاعف الخسائر فى صفوف القوات المعتدية.
 
الرئيس السيسى دعا أيضا لمواقف عربية يمكنها تشكيل قوة، خاصة أن العرض جرى مذكرا بالدول العربية التى شاركت فى حرب أكتوبر بجانب مصر، وهو ما يستدعى قوة إضافية، لكن الأهم هو أن الرئيس يشير إلى أن وعى المصريين الذى حماهم ومكنهم من مواجهة تحديات كبرى، يمكنهم من مواجهة أى تحديات، لأن اختيار الدولة هو الذى يبقى على القدرة، والحل والمواجهة، إنها رسائل القوة، والقدرة والسلام فى وقت واحد.
 
p.8

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة