فلسطين فى القلب، دائما ترفع مصر هذا الشعار إيمانا منها بضرورة أن ينال الشعب الفلسطينى جميع حقوقه، فقد حرصت مصر على تغطية كافة مراحل القضية الفلسطينية، حيث تتنوع الجهود المصرية على كافة الأصعدة، سواء السياسى والاقتصادى التنموى والإقليمى والأمنى وكذلك المجتمعى الإنسانى.
فعلى المستوى الإقليمى فقد عقدت مصر عدة لقاءات إقليمية مع الأردن على المستوى الرئاسى، لتنسيق الجهود بين البلدين، و- كثف قادة مصر والأردن وفلسطين اتصالاتهم ولقاءاتهم الشخصية، عبر وزاراء الخارجية ورؤساء أجهزة الاستخبارات لمناقشة "المتغيرات الإقليمية والدولية، وتوحيد الجهود العربية والدولية للتحرك لاعادة تنشيط مفاوضات السلام بين الطرفين الإسرائيلى والفلسطيني.
كما أكدت الرئاسة المصرية فى كل محفل إقليمى (مثل الجامعة العربية) على توحيد الجهود الاقليمية لبدء المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية وحل الصراع، وتوظيف الصراع على أنه مصدر عدم الاستقرار فى المنطقة.
وعلى الصعيد الأمنى، نجحت مصر فى جميع الحروب الإسرائيلية الخمس فى قطاع غزة فى وقف اطلاق النار وإعادة القطاع إلى الهدوء الأمنى.
وعلى الصعيد السياسى، فتعددت الزيارات الثنائية بين الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وكانت بهدف تدعيم السلطة الفلسطينية والإبقاء على شرعيتها، كما أشرفت الدولة المصرية على ترتيب البيت الفلسطينى من الداخل، من خلال دعم مسار الانتخابات العامة والرئاسية والخاصة بالمجلس الفلسطينى الوطني.
كما أشرفت على مسار المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية، بهدف بدء مسار المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين. ووقعت الفصائل الفلسطينية ميثاق شرف تأكيدا على سير العملية الانتخابية بكافة مراحلها بشفافية ونزاهة وفى ظل تنافس شريف بين القوائم تحت اشراف الدولة المصرية.
وعلى المستوى الدولى، دشنت مصر رباعية دولية بالتعاون مع الأردن وفرنسا وألمانيا، بهدف حل الصراع على أساس حل الدولتين، والتنديد بالتوسعات الاستيطانية الإسرائيلية فى الضفة الغربية.
كما دأبت مصر على وصف الصراع الإسرائيلى الفلسطينى فى كل محفل دولى، على أنه مصدر عدم الاستقرار فى المنطقة، والدعوة للتكاتف من أجل حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
أما على الصعيد الاقتصادى - التنموى، فقد دشنت المبادرة الرئاسية المصرية مايو 2021 بمنح 500 مليون دولار إعادة إعمار غزة، كما أسست مصر لجنة وطنية عليا للاشراف على إعادة إعمار غزة يوليو 2021، وتتضمن عملية اعادة الإعمار إزالة الركام والمرحلة الثانية اعلان بدء 6 مشايع انشائية. وساهمت فى الحد من أزمة الطاقة وقود وكهرباء فى قطاع غزة من خلال دعم توصيل شاحنات الوقود المصرية للقطاع.
وعلى الصعيد الإنسانى، فتحت مصر المعابر الإنسانية بين مصر والقطاع، لاستقبال المرضى والمصابين وعلاجهم فى المستشفيات المصرية، وادخال شحنات تحيا مصر لتوصيل المساعدات الإنسانية وتوجيه المجتمع المدنى المصرى لعلاج الجرحى ومصابى الحرب.
وتدرك مصر أن عقد انتخابات يضمن لجميع الفلسطينيين استقرارا سياسيا وأمنيا بعيد الأمد وضمن أيضا تدشين مؤسسات سياسية مستقرة للشعب الفلسطينى، يستطيع من خلالها إدارة الخلافات والتجاذبات السياسية بين الفصائل الفلسطينية.
فتنظر مصر لـ القضية الفلسطينية ليس باعتبارها دائرة من دوائر سياساتها الخارجية فحسب، بل قضية تدخل فى حسابات أمنها القومى المباشر لذلك قامت الدولة المصرية بجهودا متعددة المستويات والأبعاد، لخدمة ملفات القضية الفلسطينية، للوصول إلى الهدف النهائى هو إقرار تسوية عادلة للصراع الإسرائيليى - الفلسطينى من خلال مبدأ حل الدولتين على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
وبعد أن تم تأجيل الانتخابات الفلسطينية التى كان من المقرر لها فى مايو 2021، بسبب رفض إسرائيل التصويت فى القدس، أشرفت الدولة المصرية على اجتماع القاهرة للفصائل الذى مثل نقطة فارقة فى إنهاء حالة الاحتقان الداخلية بعد تأجيل الانتخابات، فدائما وأبدا تبقى مصر الراعى الأول للقضية الفلسطينية.