تتسق العقيدة التي يمتلكها الجيش المصري العظيم مع القيم المجتمعية لشعبه والفلسفة التي تسير عليها القيادة السياسية بصورةٍ تامةٍ؛ فحماية الوطن ومقدراته والزود عنه وإزالة التحديات التي تواجه الدولة المصرية من الداخل والخارج هي المهمة الرئيسة التي يؤديها جيشنا العظيم، تدعمها السياسة الرشيدة التي ينتهجها القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الجمهورية، ويصطف الشعب خلف قيادته وجيشه؛ لتحيا مصر آمنةً مستقرةً سخاءً رخاءً.
وتُعرف المؤسسة العسكرية المصرية بقدرتها الخاصة على التنظيم والالتزام ومراعاة الترتيب الهرمي الذي يستلزم التنفيذ وفق ما جاء بالقسم الذي نسمعه دومًا عند تخريج الدفعات العسكرية كل عامٍ في صورةٍ مبهرةٍ تدل على الجهود المبذولة في التخطيط والتنفيذ والإخراج، وهذا ما عهدناه دومًا بالمؤسسة العسكرية العظيمة مصنع الرجال، ورواد الابداع.
ومن المهام الرئيسة للمؤسسة العسكرية حماية الوطن من الداخل والخارج، وحماية المواطن وممتلكاته، والمصالح الحيوية للدولة، وحفظ النظام، بما يضمن إشاعة الاستقرار، ويعضد مراحل البناء، ويُسهم في جذب الاستثمارات، كما يقع على عاتقها حماية الدستور عبر الديمقراطية المسئولية التي تؤدي إلى النهضة والبناء لا الهدم والتشويه.
وبرغم ما يبذل من جهودٍ من إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة؛ فيما يخص مهمة مراجعة كافة الأعمال الفنية والدرامية (أفلام - مسلسلات - كتب - روايات) المتعلقة بالقوات المسلحة المقدمة من المدنيين والعسكريين؛ إلا أن هناك حاجةٌ ماسةٌ لتنمية الوعي المجتمعي وخاصةً لدى الشباب بما تقوم به قواتنا المسلحة من جهودٍ لنهضة الدولة ورفعتها، ومواقفها الباسلة في السلم والحرب.
وهذا الأمر يحتاج لتكثيف الأغاني الوطنية التي تنمي الولاء والانتماء الوطني لدى شبابنا وأولادنا، كما هناك ضرورةٌ لمزيدٍ من الإنتاج الإعلامي لأفلامٍ ومسلسلاتٍ وقصصٍ التي من شأنها تُظهر بطولات المؤسسة العسكرية وواقعها الذي يُعد نموذجًا يحتذى به، بما يُسهم إيجابًا في تكوين صورةٍ ذهنيةٍ نقيةٍ لدى شبابنا وأبنائنا في شتى المراحل العمرية.
وينبغي أن تأخذ الشخصيات العسكرية القيادية حقها في الجانب الإعلامي الوطني الرسمي وغير الرسمي؛ ليتعرف المواطن على إنجازاتها وبطولاتها والملاحم التي خاضتها في السلم والحرب، وصورة التفاني والعطاء اللامحدود للوطن، ناهيك عن التضحية بكل متع الحياة في سبيل أداء المهمة الخالدة وهي حماية الوطن وصونه.
وقد ساهم خير أجناد الأرض في التنمية المستدامة بالدولة المصرية؛ لتخرج من حالة العوز إلى الاكتفاء الذاتي في كثير من قطاعاتها واحتياجاتها؛ فقد بدأت المؤسسة العسكرية بنفسها؛ إذ حققت الأمن الغذائي وطرحت ما يزيد عن حاجتها في السوق المصري؛ فصارت من كونها مستهلكةً لمنتجةٍ، كما حققت إنجازًا تاريخًا في مجال البناء والتشييد لأبنائها بسعر التكلفة وفق معايير جودةٍ عاليةٍ؛ بما خفف عن كاهل الدولة مسئولية توفير سكنٍ خاصٍ بأبناء المؤسسة العسكرية.
وبرغم تنامي الكفاءة القتالية لدى ابناء المؤسسة العسكرية؛ إلا أنها حملت على عاتقها هموم الشعب المصري العظيم الذي اصطف خلفها وقت المحن؛ فما كان منها إلا أن تشاركه فيما يواجهه من مشكلاتٍ وتقدم ما يلزم لدعم مسار التنمية الاقتصادية التي تلبي احتياجاته في شتى القطاعات الصناعية، والزراعية، والدوائية، وغيرها.
ويبذل خير أجناد الأرض الدماء الذكية في سبيل الوطن، وهناك المزيد من التضحيات التي يقدمها منتسبي المؤسسة العسكرية العظيمة منها عمله المتواصل دون سقفٍ زمنيٍ، وبعده عن موطنه وأسرته لفتراتٍ زمنيةٍ كبيرةٍ، وتقبله للمحاسبة الرادعة عند حدوث تقصيرٍ في العمل أو ارتكاب خطأٍ؛ وبرغم من ذلك يسارع شبابنا الواعي للالتحاق بهذه المؤسسة التي تبني العقول والأبدان، ومن ثم يطلق عليها مصنع الرجال الذين يتحملون ما لا يطيقه بشرٌ.
ودومًا نجدد الثقة في خير أجناد الأرض، ونرقب عطائهم المستدام في تنمية البلاد؛ لأنهم نموذجٌ فريدٌ يُقتدى به في الانضباط والبذل والتضحية والعمل المتقن والمقدرة على التحمل، وشهادة حقٍ هذا ما نراه رأى العين في قيادتنا السياسية الأصيلة التي تسعى ليل نهارٍ دون كللٍ أو مللٍ أو إحباطٍ لتحقيق النهضة التي تليق بالدولة المصرية العظيمة.
حفظ الله خير أجناد الأرض وحمى بهم وطننا الغالي وحفظ قيادتنا السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة