أطباء نفسيون: الفلسطينيون الأكثر قوة وصلابة نفسية وأطفالهم الأكثر قدرة على تخطى الاضطرابات.. ويؤكدون: المعاناة خلقت منهم رجالا لا يهزمون نفسيا.. ويقدمون روشتة متكاملة لتجاوز مشاعر الفقد

الأربعاء، 18 أكتوبر 2023 08:30 م
أطباء نفسيون: الفلسطينيون الأكثر قوة وصلابة نفسية وأطفالهم الأكثر قدرة على تخطى الاضطرابات.. ويؤكدون: المعاناة خلقت منهم رجالا لا يهزمون نفسيا.. ويقدمون روشتة متكاملة لتجاوز مشاعر الفقد التأثير النفسى لأحداث على أطفال غزة
كتبت مروة محمود الياس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لطالما كان الفلسطينيون هم التجسيد الفعلى  لمعانى "الصمود" و"الصلابة"، وعلى مر الأحداث التي يتعرضون لها، والمآسى والكوارث التي يشهدونها، إلا أن صمودهم وصلابتهم تظل باقية،  وبعد القصف الوحشى على مستشفى المعمدانى بغزة جراء العدوان الإسرائيلي.

الفلسطينيون الأكثر قوة
 

قال الدكتور أمجد العجرودى استشارى أول الطب النفسى بالمجلس الإقليمى للصحة النفسية، إنه بعد ما شهده الفلسطينيون من مشاهد فقد لأحبائهم وذويهم وأطفالهم، وتعرضهم هم وأطفالهم لمشاهد القتل والتخريب، اصبحوا عرضة للإصابة بالعديد من الاضطربات النفسية، كاضطراب ما بعد الصدمة أو "الكرب"، واضطرابات القلق، ونوبات الخوف والذعر، واضطرابات النوم، فضلا عن الإصابة بالاكتئاب، ومع الضغوط الكارثية التي يتعرض لها الفلسطينيون مرارا وتكرارا، خاصة من لديه تاريخ وراثى أو استعداد جينى.

 

وأضاف: "رغم المعاناة..هم الأقوى والأسرع في الشفاء من اضطرابات ما بعد الصدمة، والأقدر على تخطى الأحدث المأساوية" بهذه الكلمات  وصف استشارى الطب النفسى "الفلسطينيين" بأنهم الفئة الأكثر صلابة نفسيا، والأكثر سرعة في تخطى أية معاناة يمكن أن يمروا بها، لذلك فعلاجهم لا يستلزم الكثير من الخطوات والجلسات لأنهم الأكثر "صلابة" وقوة تحمل على الإطلاق.

"المعاناة خلقت منهم رجالا لا يهزمون نفسيا" ، هذا ما أكد عليه الدكتور أمجد، موضحا أن الكوارث النفسية كفقدان الأهل أو الأبناء ، غالبا ما يعقبها الإصابة باضطرابات نفسية لا حصر لها، أبرزها اضطراب ما بعد الصدمة، ويعانى خلاله الشخص من حالة صدمة شديدة يرغب فيها في تجنب تذكر الأحداث المأساوية التي مر بها، وتجنب الأماكن التي وقعت فيها تلك الحوادث.

إلا أن الوضع مختلف مع "الفلسطينيين" سواء إن كانوا رجالا أو أطفالا، فهم ولدوا من رحم المعاناة وكبروا على الصمود، واعتادوا على الصدمات والضغوط، لذا ففي مرحلة العلاج النفسي والسلوكى بعد تعرضهم للكوارث وأهمها فقدان الأهل أو الأبناء، تجدهم الأكثر قدرة على الاستشفاء النفسى، لأن قدرتهم على تحمل الضغوط تفوق غيرهم ممن لم يمروا بمثل هذه الأحداث.

 أما عن الأطفال فيؤكد استشارى الطب النفسى أنهم الفئة الأكثر احتياجا لتعزيز الشعور بالأمان، إلا أنهم بالمقارنة مع غيرهم من الأطفال، فهم الأقوى والأسرع في التأقلم مع البيئة المحيطة.

أطفال "غزة" الأكثر عرضة للاضطرابات
 

وفى السياق ذاته، أوضحت الدكتور أمنية رأفت أمين، أستاذ الطب النفسي كليه طب القاهره، ورئيس وحدة الطب النفسي أطفال قصر العينى، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن "أطفال غزة" هم الأكثر عرضة للاضطرابات النفسية المختلفة وتظهر الاعراض بداية من التبول اللاارادى، مرورا بالقلق والخوف والذعر والكوابيس المزعجة، وصولا الى  الأمراض العقلية  في بعض الحالات التي تصل حد الإصابة بالذهان في هذا السن الصغير،  لما تعرضوا له من مشاهد دموية واختلاف حوادث الفقد، ومراعاة الاختلافات الفردية بين كل طفل وآخر.


 

روشتة متكاملة لعلاج الاطفال من مشاعر الفقد وتقليل حجم الصدمة
 

وتابعت "د.أمنية" موضحة خطة علاج الأطفال في مثل هذه الحالات، فيلجأ المختص النفسى للأدوية النفسية كمضادات القلق والاكتئاب للأطفال فوق عمر السادسة، اذا ما تطلبت الحالة، إضافة إلى جلسات العلاج السلوكى الذى يعتمد على الجلسات النفسية السلوكية، وكذلك الشق المعرفى، بالتحدث مع الطفل لمحاولة السيطرة على مشاعر الخوف وانعدام الإمان لديه، فضلا عن تقليل حجم الصدمة في عقله، ومحاولة خلق بيئة محيطة بأجواء أكثر استقرارا وهدوءا، ومن خلال الجلسات المكثفة المتتالية يتخطى الطفل تدريجيا مشاهد الصدمة وفقدان الأهل الذى تعرض له.

 

الكبار أكثر صعوبة في الشفاء النفسى من الصغار
 

وأكدت الدكتورة أمنية على أن طرق العلاج النفسى للكبار في مثل هذه الحالات تكون أصعب من علاج "الطفل" الصغير، فالكبار أكثر إدراكا وخبرتهم المعرفية أعلى، لذا فعلاجهم من هذه المأساة يصبح أصعب،   وخلال علاجهم يركز المختص النفسى على تغير نظرتهم للاحداث ، ومحاولة تقليل الاحساس بالغضب والعجز واليأس، من خلال الاعتماد على العلاج الدوائى كشق أساسى سواء مضادات الاكتئاب أو الذهان أو أدوية مضادة للقلق ونوبات الهلع، مرورا بجلسات معرفية مكثفة،  فضلا عن الجلسات السلوكية لتقليل حجم الصدمة ومقاومة اختبار نفس الشعور كلما تذكرها في المستقبل.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة