لاحظت أثناء متابعتى لمؤتمر "حكاية وطن" كم الشجن الذى كان ملازما لكل من الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء مصطفى مدبولى أيضا، فكلاهما عملا على قدم وساق من أجل تنفيذ خطة طموحة، أولها الـ9 سنوات الماضية حتى عامنا الحالى 2023 لتكتمل الخطة بحلول 2030 بإذن الله .. افرحا بما أنجزتما لمصر والمصريين وليس العكس فأنتما تعملان بشرف فى زمن عز فيه الشرف.
وعندما أتحدث عن كيفية اتخاذ القرارات بل وتنفيذها خاصة عندما تم اختيار مكان جديد لإنشاء "العاصمة للإدارية الجديدة" من بين مجموعة من الأماكن المتنوعة ليؤكد ذلك على شىء أساسى ومهم أنه لا يتم اتخاذ قرارات عشوائية أو فردية، بل لا بد أن تكون كل القرارت مدروسة من قبل أفضل الخبراء فى كل المجالات.. فكل شىء محسوب حقيقية، ولعل الأحداث المتلاحقة من أحداث عالمية كان سببا ولو بسيطا فى بطء وتيرة العمل نسبيا وهذا شىء بديهى كنتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية، ولكن هذا لا يعنى فشلها أبدا كما يدعى أهل الشر المتربصون بهذا الوطن، وهم فى حقيقة الأمر ما هم ألا أرجوزات تحركها الأجهزة المعادية لمصرنا الحبيبة .
لفت نظرى أيضا كلام الرئيس السيسى عندما قال لكل الوزراء "تحدثوا.. لماذا لا تتحدثوا بكل شىء مع الشعب ليكونوا على بينة بكل ما تم إنجازه بشتى المجالات.. حقيقى سيدى الرئيس كل ما هو صادق يصل.. لا تحزن بل افتخر بكل ما تم إنجازه لسيادتك، أول رئيس يقوم بكل هذا ويحارب فى الداخل والخارج مع المحافظة على استثمارات بناء بلدنا الحبيبة، كما أن كشف المصارحة الذى تم كان بمثابة توضيح للرؤية من مختلف الاتجاهات، فبعض المواطنين الذين يشتكون من أزمة الكهرباء، قال الرئيس تصريحا صادما حقيقة حول وجود 17 مليون مواطن يحصل على الكهرباء بربع ثمنها فقط، وآخرون يسرقون الكهرباء بالأساس والقلة هى التى تلزم فى الاشتراكات .
عندما يحدثنى البعض بأن الأزمة الاقتصادية وظلالها التى قضت على الأخضر واليابس أرد بكل وضوح بأن مبادرة تكافل وكرامة وحياة كريمة والتحالف الوطنى كانوا بمثابة طوق النجاة للعديد من المواطنين بجميع محافظات مصر، سواء من إنشاء بنية تحتية أو مشروعات تخدم القرى والنجوع والتى طالما كانت على الهامش من الأنظمة السابقة، وآخر أولويات الرؤساء السابقين، بالإضافة إلى مبادرة "ابدأ" الوطنية التى بدأت بالفعل فى إنقاذ المصانع المتعثرة بل وجذب استثمارات جديدة وصناعات لم تكن موجودة بالأساس .
لعل أكثر الأشياء التى لفتت انتباهى أيضا هو أن الطبيعى لأى رئيس مقبل على انتخابات رئاسية أن يجمل الواقع ويجمل من نفسه ويوعد شعبه بوعود ولو واهية حتى يضع الثقة لاختياره من المواطنين مرة أخرى، ولكن حدث العكس تماما فعندما فاجأ الجميع بالإنجازات التى تمت على أرض الواقع، وقال: "ده اللى إحنا عملناه وعندكم فرصة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة للتغيير".. الرسالة الواضحة من هذا الحوار العفوى جدا هى التأكيد على النزاهة فى الاختيار لأن كل ما قدمه هذا الرئيس فى يقينى هو أكبر بكثير من المتوقع بل لم يشهده رئيس سابق لمصر.. من يستطيع أن ينكر أن ما تم إنجازه فى 9 سنوات فقط لم ينجز فى الـ60 عاما السابقة .
بناء الوطن ليس هينا وإنما هى مسئولية كل فرد فينا للوصول لبر الأمان.. قديما عندما تم بناء السد العالى كان الشعب يلتف بمختلف طوائفه حول الرئيس فهو أب لكل المصريين، حتى الفن كان له دور كبير فى رفع الروح المعنوية وشهدنا جميع كبار النجوم تغنى لبناء السد العالى بكل حب وامتنان "قولنا هانبنى وأدى إحنا بنينا السد العالى، وأيضا قناة السويس والتفاف المصريين حول تأميم القناة رغم ما شهدوا وقتها من أزمات وحروب.. فلنحمد الله أن رئيسنا لا يجرنا لصراعات وحروب قد تقضى على مستقبلنا جميعا، وإنما إدارة ملفات عدة تأتى بحكمة بالغة ومراعاة للشعب المصرى بمختلف طوائفه .
ما بالكم ببناء "العاصمة الإدارية" و"مدينة العلمين الجديدة" التى كانت مجرد مدينة للألغام تركتها لنا الحرب العالمية وصراعاتها وأغراضها الاستعمارية لتقسيم العالم، وكأنها تورتة وعلى الجميع المشاركة لأخذ نصيبه.. على حساب جثث الآخرين .
فى رأيى المتواضع نحن نعيش أزهى عصورنا على المستوى السياسى الاجتماعى .. فتجد مكانة مصر التى كانت ومازالت ريادية تقوى أكثر وأكثر بين الجميع سواء الدول العربية أو الإفريقية وحتى الأوربية وغيرها .
عندما صرح الرئيس بأن من يبحث عن لقمة فقط لن يستطيع المشاركة فى بناء هذا الوطن، لأن نظرته محدودة بل وينظر أسفل قدميه.. عزيزى المواطن للبناء ضريبة لا بد وأن يتحملها الجميع من أجل مستقبل أفضل لنا ولأولادنا بإذن الله، وسؤالى لأى أحد ينظر تحت قدميه ويبحث عن لقمة فقط، لو فى بيتك وجدت أسرتك لا تقدم لك الأكل المتاح طبقا لقدرتهم المادية، هل ستتذمر وتطلب تغيير أهلك أم ستتركهم وتذهب للمجهول أم من الطبيعى جدا أنك ستعمل أكثر لتسهم فى الحل الجذرى لتحسين هذه الأوضاع؟ .. وهذا ما طلبه الرئيس أن نعمل على قدم وساق لبناء وطننا الغالى مصر.
ولعل أكثر الأشياء التى أزعجتنى حقيقة أثناء متابعتى لأحد الإعلاميين الذى بدأت أشك فى انتمائه بالأساس هو التسفيق للمدعو محمد البرادعى الذى انتقد قول الرئيس بأن الذى يبحث عن لقمة لن يكون سببا فى النهوض الاقتصادى وبناء الوطن، ويصفه الإعلامى بأنه حر فى التعبير عن رأيه.. لا يا عزيزى أنت حر ما لم تضر.. أنت تدعو للهدم لا للبناء من خلال تويتر، هل دورك فى الحياة أن تتحدث مثل الجبناء من خلال منصات لا يراها غيرك وغير متابعينك البؤساء، فالشعب المصرى شعب واعى ولن يأكل من هذا الكلام الساذج، ولم ولن يصدق مدعى الوطنية أمثالك وسؤالى لك.. أين كنت طوال التسع سنوات الماضية؟ هل أنت مشارك فى عملية البناء أم تنتظر تكليفات المخابرات المعادية لمصر والتى تقوم بالإنفاق من فلوسها؟ .. أنت وأمثالك اصمتوا للأبد ولن يتم الضحك علينا مرة أخرى مثلما حدث فى 2011.
وأخيرا رسالتى للجميع "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" بإذن الله سنشهد جميعا "الجمهورية الجديدة" والنهوض بمختلف الصناعات وتوطين الصناعة المصرية لتقليل الفاتورة الاستيرادية ورفع شعار "صنع فى مصر" بالعالم أجمع.. والأمل هو الالتفاف حول قيادة سياسية حكيمة أثبتت بالفعل لا بالكلام كيف تبنى الأمم والأوطان.. نعم لحياة كريمة لكل المصريين نعم لمبادرة "ابدأ" الذراع الأساسى لتطوير الصناعة المصرية .. وإن شاء الله القادم أفضل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة