تتحمل القارة الأفريقية الأثر الأكبر لتداعيات التغيرات المناخية، وتقع ضحية الدول الصناعية الكبرى، رغم كونها تسهم بأدنى نسبة من الانبعاثات الكربونية التى تؤثر على مناخها وزراعتها واحتياجات سكانها من المياه، الأمر الذى يفرض على بسطاء أفريقيا تحمل المزيد من الأعباء.
وأشار تقرير لمركز فاروس المتخصص فى الشئون الأفريقية، انه خلال السنوات الماضية، شهدت القارة زيادة فى حالات الجفاف والفيضانات وغيرها من الظواهر الجوية المتطرفة، مما أدى إلى تفاقم نقاط الضعف الحالية، بما يهدد سبل عيش الملايين، كما أدى تغير المناخ إلى تعطيل الزراعة والأمن الغذائى، مما تسبب فى نقص الغذاء وسوء التغذية، وفرض مخاطر جسيمة على التنوع البيولوجى والنظم البيئية.
ولفت التقرير أن الضرر الواقع على المواطنين البسطاء مرعب، نتيجة للأحوال الجوية المتطرفة المرتبطة بالمناخ، حيث أدى إلى أزمة جوع حادة تؤثر على الملايين، وتساءل: فكيف يعيش هؤلاء الناس على الخطوط الأمامية للأزمة؟
على سبيل المثال فإنه فى كينيا، يشكو البعض من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ووفقا لصحيفة “الجارديان” البريطانية، فانه مع تضاؤل إمدادات المنتجات الطازجة من السوق الرئيسى فى كيبيرا، لم يعد أوكونيو، 69 عامًا، قادرا على ملء متجره، ولم تعد العائدات الهزيلة تكفى لإطعام الأسرة، وبحسب التقرير مع استمرار ارتفاع تكاليف المعيشة، نزل سكان الأحياء الفقيرة فى نيروبى، خلال الفترة بين مارس ويوليو الماضى، للاحتجاج فى الشوارع.
فى شمال كينيا، الزراعة الذكية تتغلب على شُح المياه، حيث تقول تقول مويتى مزارعة خضروات: “لولا الزراعة الذكية مناخيا، لظلت أسرتى تعانى من انعدام الأمن الغذائى، والآن يمكننى توظيف خمس نساء فى اليوم الواحد لمساعدتى فى المزرعة الصغيرة".
فى أوغندا، ارتفعت أسعار المواد الغذائية الرئيسية مثل دقيق الذرة بشكل أعلى بكثير مما كانت عليه فى نفس الوقت من العام الماضى، مثلا، زاد متوسط سعر الفاصوليا فى يوليو بنسبة 45% عن يوليو 2022، بحسب رصد السوق الشهرى لبرنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة فى البلاد.
ووفقا لتقرير مركز فاروس، فإن الزراعة المتجددة تتكيف مع أزمة المناخ، فقد شهدت جنوب أفريقيا، مثل العديد من الدول الأفريقية الأخرى التى تعتمد بشكل كبير على الزراعة، أشد حالات الجفاف وحشية منذ ثلاثة عقود فى عامى 2014 و2015، ومع استمرار درجات الحرارة فى الارتفاع وتغير أنماط هطول الأمطار بسبب أزمة المناخ، تبرز الحاجة إلى التحول لأساليب جديدة ومرنة فى الزراعة.
وفى مزرعة ريتبولت إستيتس على بعد 60 ميلا من جوهانسبرج، تبنى دانى بيستر، قبل 10 سنوات، تقنيات ساهمت فى مضاعفة إنتاجيته مع خفض التكاليف، والتى يعتقد أنها قد تكون تكون الحل للتكيف مع أزمة المناخ بالنسبة للمزارعين.
وبحسب التقرير يؤكد بيستر، من مقاطعة مبومالانجا فى شرق جنوب أفريقيا أن التعليم وتحسين استيعاب الزراعة المتجددة يمكن أن يتغلب على تغير المناخ، وتدور الزراعة المتجددة حول الحفاظ على الأرض بشكل طبيعى عن طريق إبقاء التربة مغطاة ومضطربة بأقل قدر ممكن، واستبدال الأسمدة الاصطناعية بالسماد وبول الحيوانات، وتنويع المحاصيل.
منذ إجراء هذا التحول فى عام 2012، تضاعف إنتاج بيستر فى حين انخفضت تكاليف المدخلات الزراعية بشكل كبير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة