يصعب أن يرى الشعب المصري الحر صور البطش التي تمارس على أهل غزة ويكتفي بلغة الصمت؛ فقد انتفض خلف قيادته؛ ليؤكد للعالم أجمع على مساندة قيادته ودعمها بكل ما يملك من مقوماتٍ، ويبرهن على تقديره للجهود التي قام بها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي المقابل يرفض ذات الشعب الذي خرج للميادين بكافة محافظات مصر فكرة التهجير التي ينوي القيام به الكيان الصهيوني بمساعدة أمريكا والدول الغربية.
إن جموع الشعب المصري العظيم في جميع ميادين مصر أكدت بنبرةٍ واضحةٍ تحمل القوة والعزة والكرامة والصلابة، على الرفض القاطع لممارسات إسرائيل وحربها الجائرة على الشعب الغزاوي الأعزل، الذي بات لا يجد مقومات الحياة الأساسية، وأضحى الموت ورائحته في كل شبرٍ من أراضي القطاع، ودعى الشعب المصري الهمام أحرار العالم ليقفوا موقفًا شجعًا ضد أعداء الإنسانية، وفي مقدمتهم أمريكا وإسرائيل والعديد من الدول الغربية.
ومن أسباب الانتفاضة الشعبية بمصر رفض فكرة الوطن البديل للفلسطينيين؛ بهدف القضاء على حقوقهم التاريخية وتصفية قضيتهم بشكلٍ نهائيٍ، ولا يحق لكائنٍ من كان أن يطالب بها مرةً أخرى، ومن ثم بقاء مدينة القدس تحت قبضة الصهاينة، وهذا ما لا يقبله عربي، وسيظل محل نزاعٍ إلى يوم الدين.
لقد وعي الشعب المصري خطورة الترسيم الذي تسعى إسرائيل بمساعد أمريكا إلى القيام به وتحقيقه؛ بواسطة التهجير القسري للشعب الفلسطيني إلى دول الجوار وتفريغ المنطقة، والدفع بالقضية الفلسطينية لليم، حتى تتحقق أحلام وآمال إسرائيل التي تمارس صور القهر والطغيان وتضع المنطقة بكاملها على صفيحٍ ساخنٍ، ومن ثم انتفض الشعب العظيم المدرك لخطورة وجاسمة الأمر ليعبر عن موقفه الذي يتسق مع موقف قيادته السياسية الرشيدة.
كما فقه الشعب المصري مساعي إسرائيل نحو الهينة على المنطقة بأسرها؛ لتتحكم في النظم السياسية والاقتصادية من خلال أذرعها وحلفاؤها، بما يضمن تعزيز أمنها وتحقيق استراتيجيتها الطموحة في التوسع؛ لكن مصر وشعبها وقيادتها ومؤسساتها الوطنية لن تسمح بذلك ما دامت السماوات والأرض باقيةً وإلى قيام الساعة؛ فالشعور المصري العام تُرجم بكل وضوحٍ من خلال انتفاضة الشعب خلف القائد.
إن الشعب المصري الأصيل نبذ كل ممارسات الاحتلال الصهيوني، ونبذ سياسات الغرب المقيتة وفي المقدمة السياسية الأمريكية التي تحمل الافتراءات وتدعي الحريات في صورتها العنصرية وتمييزها السافر غير المبرر، وهذا أدى لفقد الثقة في تلك الدول ومؤسساتها؛ فالثقة باتت كامنةً في قيادتنا السياسية المخلصة التي واجهت العالم كله برغم التحديات التي تواجهها والمشكلات التي تعاني منها؛ لأن القيم والمبادئ لا تتجزأ والمواقف لا تتحمل التردد.
وتشكل انتفاضة الشعب المصري خلف قائده تكرارًا للتفويض لسيادة الرئيس والمؤسسة العسكرية لاتخاذ كافة الإجراءات وكل ما هو مناسب حيال الأحداث الجارية والخروج بالأزمة لبر الأمان ودعم وصون القضية الفلسطينية وحفظ أرواح أهالي غزة، كما يتحمل الشعب عن تراضٍ كافة التبعات المحتملة والمتوقعة التي قد تواجه البلاد، وتشد على عضد القيادة السياسية؛ لتخوض غمار التحدي وتحقق النصر المبين في إيقاف سيناريوهات الاحتلال التي أضحت حيز التنفيذ.
ولا ريب من أن انتفاضة الشعب خلف القائد تؤكد على مسار السلام والدبلوماسية وفق التوافق على الحلول القانونية والإجرائية بما يحقق العدالة بين جميع الأطراف، ويشمل المنطقة بسلامٍ دائمٍ؛ حيث إن الدولة المصرية وفق سياستها الشفافة تعمل بإخلاصٍ وبجهدٍ متواصلٍ لإيجاد المسار الذي يؤدي للسلام ولا يفاقم حالة الصراع التي قد تجر المنطقة لويلات حروبٍ لا تنتهي.
لم تنس الذاكرة للحظة القضية الفلسطينية ولم تتجاهل مسببات نصرتها؛ لكن ممارسات الطغيان تتزايد يومًا بعد يومٍ، والعمل على تنفيذ المخططات صار عيانًا بينًا، وهذا ما أثار حفيظة الشعوب المسالمة، وفي ذات الوقت لا تقبل الهوان وفرض السيطرة، وردة فعلها لا تُحمد عقباها؛ بالإضافة إلى أن الانتفاضة المصرية للشعب الغيور لها طابعٌ خاصٌ.
ونسأل الله تعالى التأييد وانفراج الأزمة ونصرة القضية الفلسطينية والأخوة الأشقاء أهالي غزة؛ لتعيش شعوب الأرض في أمانٍ واستقرارٍ ويعم السلام بالمنطقة، وتضمحل قوى الشر، وفي ذات السياق نشد على يد الرئيس ونقول له إن شعبك يفخر بأن يصطف خلفك ويقدم كل ما هو غالٍ ونفيسٍ في سبيل رفعة الدولة والحفاظ على أمنها القومي الذي يشكل الخط الأحمر الذي يقف عنده الجميع دون استثناءٍ.
حفظ الله بلادنا وشعوب العرب قاطبة وقيادتنا السياسية الرشيدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة