"وتشعر أن، فرحك خيانة وراحتك خيانة وسقف بيتك خيانة فتكاد أن تعتذر لهم على بقائك على قيد الحياة" ربما تكون قابلت هذه العبارة الأيام الماضية، ووجدت أنها تعبر عنك وأنك تشعر بالذنب تجاه ممارستك حياتك الطبيعية بينما الأشقاء في فلسطين يعانون انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه.
أحيانًا قد يتخطى الشعور بالذنب التأثير الفعلي على طريقة ممارستك لحياتك، وشعورك بأنك غير راغب في العمل أو ممارسة الحياة بشكل طبيعي، فما هو السبب؟
عقدة الناجي
تقول الدكتورة أسماء صالح استشارية علم النفس الإكلينيكي لـ"اليوم السابع" إن هذا الشعور يعرف بـ"عقدة الناجي". وتوضح: في ستينيات القرن الماضي تواصل المحلل النفسي ويليام نيدرلاند بـ2000 ناجي من أزمات كبيرة مختلفة، بين كوارث طبيعية، حوادث سير، ووجد أنهم يشتركون في المعاناة من أعراض نفسية وجسدية مثل الاكتئاب، مشاكل في الذاكرة، أرق، كوابيس، الشعور بالغضب وتسارع ضربات القلب، مما قاده إلى استنتاج مهم، حقيقه البقاء على قيد الحياة قد تسبب الشعور الشديد بالذنب.
وتابعت: "كانت هذه العبارة مدخل لما يعرف بعقده الناجي بسبب شعورهم بالذنب لنجاتهم دون غيرهم أو أنهم لم يقوموا بما يكفي لإنقاذ البقية.
وأوضحت أن الشعور بعقدة الناجي لا يقتصر على جنس أو عمر أو حادث معين يمكن ان يكون حرب أو حادث سير أو حصول على وظيفة، ولكن ليس بالضروري أن يمر بها كل الناجين، فالمسألة تختلف من حالة لأخرى، فيتحكم في الأمر الظروف النفسية والاجتماعية والثقافية
كيف حال من يمر بهذا الاضطراب؟
وهنا يوجد جزئيين للصورة ففي أحداث فلسطين يوجد من هو داخل النار والألم و يوجد من هو مشاهد بعيد جغرافياً، ومع اختلافهم جغرافيًا لكن يجمعهم شعور الحزن والحسرة لدى الناجي من أثر هدم مبنى أو اللجوء إلى مدرسة للاحتماء بها ولدي من هو مقيم خارج البلاد شعور بالذنب لأنهم أحرار لديهم طعام كاف ومكان آمن للنوم عكس أهلهم الذين فقدوا، عندما يقارنون أنفسهم ويقارنون وضعهم بالأفضل نسبيا بالآخرين الذين لم ينجوا من المأساة.
لماذا أنا نجوت والباقي ماتوا أمامي؟
وتقول: كثيرا ما يراود البعض سؤال "لماذا نجوت أنا والباقون ماتوا أمامي؟" وهذا إذا كان داخل المأساة أو يشاهدها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ويحدث هذا لأصحاب الضمير الحي أو الذين يحاسبون أنفسهم بشكل كبيرأوالشخصيات الحساسة وتحدث هنا عقده الناجي والتي تكون ناتجة عن الإحساس بالذنب أو الغضب من الذات وهي جزء من مراحل الحداد عند التعرض للصدمة والذي يعتبر مأساة أقل فداحة مقارنة بمن ماتوا.
كيف تواجه الشعور بعقدة الناجي؟
وتقول: "إذا كنت تعاني بالشعور بالذنب بسبب النجاة أو الأمان يجب عليك معرفة أنه لا شعور يلغي الآخر أو يقلل من أهميته، بمعنى أن الإحساس بالامتنان أو السعادة؛ لأنك تعيش ببلد آمن لا يتعارض إطلاقا مع شعورك بالحزن عليهم، وتوقفك عن مهام عملك لا يفيدك أو يفيد المتضررين بشيء وأنت أيها الناجي وجودك على قيد الحياة يعتبر من حسن حظك ونجاتك من إطلاق نار أو قصف لا يعني ذنبا عليك، فهذا لن يفيدك بشيء ويجب عليك هنا أن تسأل نفسك سؤال هل لو عاد بي الزمن هل سأتصرف طريقه أفضل؟ الإجابة ما كان بالإمكان أفضل مما كان، وهذا قطعا لا يلغي إحساسك بالانتماء للمجموعة المتأثرة بالحدث.
وتقول: "من الطبيعي الشعور بالذنب عند إيذاء أحد ولكن من غير الطبيعي أن تشعر بالذنب إذا لم تكن أنت القائم بالضرر أو إنك لا تملك شيئا يمكن أن يغير هذا الوضع، لذا ينصح الخبراء في هذه الحالات بأنه عندما تشعر بإحساس قاتل مثل هذا عليك اتباع الإرشادات التي تقلل من حده هذا الشعور، مثل:
- تمارين التنفس
- استرخاء ذهني وجسدي
متلازمة الناجي
فتاة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة