عصام محمد عبد القادر

قمة السلام: الثبات والرسوخ.. والرسائل الموجهة

الأحد، 22 أكتوبر 2023 01:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن تعبير الرئيس عبد الفتاح السيسي عن إرادة الشعب المصري الحر كان كالسيف الباتر؛ فعبر سيادته عما يتردد ما يجوش في صدور المصريين، بشأن القضية الفلسطينية؛ فأكد بلسانٍ مبينٍ فصيحٍ على أن تصفية القضية الفلسطينية محالٌ، ولن يكون على حساب الدولة المصرية، وهذا إن دل على شيءٍ إنما يدل قوة الموقف والثبوت ورسوخ المقدرة على التنفيذ، وهي رسالةٌ قويةٌ موجهةٌ للعالم بأسره بأن الشعب المصري وقيادته الجسورة لن تلين؛ فلا تفريط في شبرٍ من أرض الوطن ولا مساومة على ذرة رملٍ واحدةٍ.

لقد باغت السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي جموع الحاضرين بمختلف توجهاتهم بخطابه الذي حمل العديد من الرسائل القوية، والتي تؤكد على أن فكرة التهجير أبعد ما تكون عن طموحات أي ماكرٌ، أو كائدٌ، أو متآمرٌ، أو عميلٌ، أو خائنٌ للوطن؛ حيث الرفض التام والقاطع لفكرة التهجير القسري للفلسطينيين أصحاب الأرض والتاريخ، والذين تحملوا على مر عقود المتوالية مرارة العيش والتضييق والقتل وشتى الممارسات التي توصف بأنها ضد الإنسانية من قبل الكيان الصهيوني الذي لا يراعي إلاً ولا ذمة.

والرسالة التي تم التركيز عليها تأكيد سيادته على أن أرض سيناء أرض مصرية خالصة للمصريين ومحرمة على ما سواهم؛ فالذين يرغبون في نقل الصراع إلى الأراضي المصرية بأي وسيلة، مهما بلغت حقارتها ودناءتها- لن ينالوا خيرا، وسيردون على أعقابهم خاسرين مدحورين، بفضل قيادتنا الرشيدة الواعية المتيقظة، فلا مجال لإهدار المقدرات المصرية، ولا مجال للتفريط في المقدرات الفلسطينية المتمثلة في قضيتهم العادلة وحلمهم الذي طال انتظاره، والمتمثل في قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

ووصف القيادة السياسية المصرية للشعب الفلسطيني بأنه شعبٌ أبيٌ صامدٌ، له دلالةٌ لا جدال حولها؛ ألا وهي أنه تحمل وسوف يتحمل في سبيل قضيته وتحقيق حلم العروبة جمعاء، وحصوله على حقه المشروع الذي لا ينكره إلا الجاحدون الذين يكيلون بمكاييل مقيتةٍ لها حساباتٌ خاصةٌ تصب في مصالحهم بغض النظر عمّا يسفك من دماء وما يزهق من أرواحٍ بريئةٍ تحت القصف والعدوان المتوالي من إسرائيل.

وإشارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جهود الدولة المصرية المتواصلة في الحد من العدوان ونقل المساعدات والدعوة لوقف إطلاق النار والتهدئة من الطرفين، جاءت لتدل على ما نشر من أكاذيبٍ وادعاءاتٍ من المغرضين حول غلق معبر رفح من الجانب المصري، وتضييق الحصار على الشعب الفلسطيني، وهذا لم ولن يحدث؛ لأن مصر القوية هي من تستقبل أهلنا من فلسطين لتلقي العلاج ولأغراضٍ أخرى عديدة يصعب حصرها.

وفي ذات السياق وجهت القيادة السياسية المصرية في خطابها اللوم لمن يدعون ويتشدقون بالحريات، ويشاهدون عمليات القتل الممنهج والترويع الإجرامي، والكوارث التي سببها القصف على الشعب الأعزل في المساجد والكنائس، ويقفون موقف المتفرج المتمسك بمبرراتٍ تحت مسمى حق الدفاع عن النفس، وفي الحقيقة أن هذا الأمر أسقط أقنعةً مزيفةً لحكومات الغرب وفي مقدمتها أمريكا.

لقد أكدت قمة السلام المصرية على ترجيح لغة العقل كي لا تدفع الدول ثمنًا غاليًا عندما تتدخل أطرافٌ متعددةٌ لتأجيج الصراع وإشعال الحروب في المنطقة؛ فالرسالة جليةٌ تناشد الطرف المعتدي كي يتوقف عن سياساته الجائرة، ويتوقف عن تدنيس المقدسات، ويتوقف عن إرهاب أهل فلسطين العزل بغية إقصائهم من وطنهم؛ فذلك كله ينطلق من أوهامٍ سياسيةٍ لن تتحقق في وجود رعاة السلام وأصحاب المواقف الراسخة والقوية.

إن قمة السلام تؤكد للعالم كله بأن مصر راعية السلام، وليست من دعاة الحرب، وأنها دومًا تتمسك بالعدل وتنادي بتفعيل القوانين، ليسود الأمن والأمان والسلام؛ لذا فمصر تقود منطقتها نحو التعايش السلمي الذي تنادي به الإنسانية جمعاء وعقلاء العالم والمنصفون مهما تباينت ثقافاتهم وأجناسهم ومعتقداتهم.

وبما لا يدع مجالًا للشك أن قمة السلام تؤكد في رسالتها على نبذ الإرهاب والعنف وتجريم قتل النفس دون وجه حقٍ، وأن دماء الأبرياء سيحاسب عليها مرتكبوها؛ فإذا ما خالفوا قواعد القانون الدولي والإنساني؛ فإن عدالة السماء ستتحقق شاء من شاء وأبى من أبى.

ومن الرسائل الموجهة لقمة السلام والتي تدل على رسوخ وثبات القيادة السياسية الجسورة أن الدولة المصرية بشعبها ومؤسساتها الوطنية وقائدها لن يتهاونوا في أمن مصر القومي، وأن السيادة المصرية لا تفاوض حولها، وأن ما يحاك بالبلاد من مخاطرٍ وتهديداتٍ لن يكون لها أثرٌ في ضوء إرادةٍ شعبيةٍ وقيادةٍ واعيةٍ يسبق ذلك توفيق العلي العظيم.

حفظ الله وطننا الغالي وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.

 

أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس

كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر

 

 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة