أكد الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، على أهمية استكمال جهود الوزارة فى تطوير المنظومة التعليمية، التى بدأت عام 2018 بتطوير مناهج رياض الأطفال والصف الأول الابتدائى ثم المضى فى التطوير وصولاً إلى الصف السادس الابتدائى هذا العام، مشيرا إلى أن التعليم مسئولية تشاركية وتكاتفية، جاء ذلك، خلال ورشة عمل حول "تعزيز مهارات القراءة والكتابة: خطة عمل قصيرة إلى متوسطة الأجل.
وأشار الوزير إلى أنه كان من الضرورى إجراء عملية تقييم لمعرفة مدى تحقق الأهداف المبتغاة من التطوير، ومعرفة المعوقات التى حالت دون تحقق هذه الأهداف على الوجه الأكمل، فكانت التقييمات الوطنية والدولية للقرائية بعد جائحة كورونا كاشفة لبعض مواطن الضعف فى القراءة والكتابة لدى أبنائنا الطلاب فى المرحلة الابتدائية وتحديد بعض الفجوات التعليمية ورصد أسبابها ومظاهرها كبداية لوضع خارطة طريق لسد تلك الفجوات، وتحديد خطوات إجرائية للتعامل مع هذه المشكلة.
وأشار الوزير، إلى أن قمة التحول فى التعليم كانت قد أصدرت نتائج حول الفاقد فى التعليم على مستوى العالم، والذى يمثل 70% من الدول ذات الدخل المتوسط، من الطلاب الذين لا يجيدون القراءة والكتابة.
وأضاف الوزير، أن اللغة تمثل وعاء الفكر، وإذا لم يكن لدينا لغة لا نستطيع أن نفكر، قائلًا أن ضعف القراءة والكتابة هى أم الصعوبات فالقرائية تؤثر على فهم الطالب لبقية المواد التى يدرسها كما أنها تؤدى إلى التسرب من التعليم، وضعف ثقة الطالب بذاته، بالإضافة إلى ضعف علاقاته الاجتماعية.
وأكد الوزير، أن الوزارة لديها مناهج جديدة مطورة على أعلى مستوى وهى مناهج مصرية بمعايير دولية، مشيرًا إلى أن المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى أعد دراسة قومية وكانت نتائجها أن 30٪ من الأطفال فى مصر دون المستوى فى القراءة والكتابة.
وأشار الدكتور رضا حجازى إلى ضرورة الاهتمام بمشكلة ضعف القراءة والكتابة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، وضرورة التحرك سريعا لعلاج هذه المشكلة، مضيفا أنها تنطلق من أهمية القراءة والكتابة فى حياة المتعلم داخل المدرسة وخارجها، قائلا: "إن ضعف القراءة يؤثر على عملية التواصل الفعال للمتعلم مع محيطه الاجتماعى، ويؤثر كذلك على اتصاله بمصادر المعرفة قديمًا وحديثا، كما يؤثر فى استمراره فى عملية التعلم، فبدونها لا يمكن للمتعلم استيعاب المواد الدراسية المختلفة، حيث يفقد حماسه لمتابعة عملية التعلم، وبالتالى يجد صعوبة بعد ذلك فى مواجهة أعباء الحياة".
وتابع الوزير، أن القراءة تساعد على تطوير الذات، وبناء ثقة الإنسان بنفسه وتعزيزها، كما أنها تساعده على اتخاذ القرارات المناسبة، والقيام بإجراءات أفضل فيما يتعلق بحياته ومستقبله، كما أكد الدكتور رضا حجازى أن مواجهة هذه المشكلة تتطلب تضافر كل الجهود وتعاون الجميع والتزامهم المستدام، بدءًا من الأسرة، ومرورًا بالمدرسة، ووسائل الإعلام والمجتمع المدنى ومجتمع الأعمال، وكافة الوزارات الأخرى، وكل المعنيين بالعملية التعليمية.
وأشار إلى أن نجاح أى مشروع يقوم على الالتزام بخطة يتم من خلالها تشخيص الصعوبة ويقوم مدير المدرسة بتطبيقها فى المدرسة بمساعدة الوزارة بعد إعطائه الأدوات والتدريب اللازم.
وتابع أن موضوع هذه الورشة هو تعزيز مهارات القراءة والكتابة للخروج بخطط عمل قصيرة ومتوسطة الأجل، وخطوات قابلة للتطبيق لتكون خطوة فى طريق العلاج لمشكلة ضعف القراءة والكتابة لدى بعض أبنائنا، لافتا إلى أن ضمان نجاح أى مشروع يتوقف على إيمان القائمين عليه بأهميته وخطورته، وأثره على الفرد والمجتمع فى كل النواحى، ولن يتحقق ذلك إلا باجتماع كل المسئولين للتشاور للوقوف على ما ينبغى عمله والالتزام بالخطة التى سيتم الاتفاق عليها، لهذا قد حرصنا أن يكون معنا فى هذه الورشة كل المعنيين بالقراءة والكتابة، ابتداءً بالتخطيط، وانتهاءً بالتقييم من المسئولين عن تخطيط المناهج وصياغتها، وتنفيذها، وتقويمها، والمسئولين عن تدريب المعلمين، وممثلين عن كليات التربية وكليات رياض الأطفال، والمجلس الأعلى للجامعات ولجنة قطاع التعليم ومنظمات المجتمع المدنى، والقطاع الخاص.
من جانبه أوضح الدكتور أكرم حسن رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج، أن مشكلة ضعف مستوى الطلاب فى مهارات القراءة والكتابة تعد من المشكلات متشابكة الأسباب، فمنها ما يرتبط بالبيئة الاجتماعية للطفل فى السنوات الأولى من عمره، ومنها ما يرد إلى الازدواج اللغوى والتباين بين مفردات العامية والفصحى فضلا عن تشوه اللغة بمفردات دخيلة ليس لها أصول لغوية، وغيرها من أسباب ترتبط بأساليب تعلم اللغة والمواد التعليمية المستخدمة فى تعليمها وغيرها الكثير من الأسباب التى تكاتفت على إحداث هذه المشكلة، مشيرا إلى أن من الآثار السلبية المترتبة عليها هى تسرب الأطفال من المدارس.
واستعرض رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج بعض الحقائق لمشكلة ضعف مستوى التلاميذ القراءة فى مهارة القراءة والكتابة، قائلا: "فى عام 2017 تبنت القيادة السياسية قضية التعليم وتطويره كأحد الركائز الأساسية التى تقوم عليها الجمهورية الجديدة، وفى عام 2018 تبلور هذا الاهتمام فى انطلاق مسيرة التطوير فى كافة أركان العملية التعليمية، ومنها المناهج التعليمية والنقلة النوعية التى حدثت فى هذا المجال".
وأضاف الدكتور أكرم حسن، أنه كان من الضرورى بعد أن وصلت مسيرة تطوير المناهج إلى الصف السادس الابتدائى لهذا العام 2024/2023 أن تستمر مسيرة تطوير المناهج بشكل أكثر قوة من خلال الاستفادة بالدراسات التقييمية بكافة أدواتها للمرحلة السابقة للتطوير، ومسايرة التغيرات الكبيرة التى حدثت فى السنوات القليلة الماضية، مثل التقدم الهائل فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وطفرة تطبيقات الذكاء الاصطناعى والتوجهات العالمية نحو التربية والتعليم فى العقود القادمة فى ظل الدعوات الدولية بالأخطار التى باتت تهدد الحياة على كوكب الأرض، وهو ما يحتم التوجه إلى التوسع فى مفاهيم التعليم البيئي؛ لحماية مقدرات العيش على سطح الكوكب، وبالإضافة إلى العناية بالمهارات الحياتية فى ظل التغير الشديد والمستمر فى نوعية الوظائف الحالية والتوقعات باستمرار هذا التغير إلى واقع مختلف لا يمكن التنبؤ به، والقضايا ذات الصبغة المحلية كالقضية السكانية والصحة الإنجابية وتأثير الزيادة السكانية غير المنضبطة سلبيًا على جودة الخدمات والخصائص السكانية.
وأوضح رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج،أنه لهذا السبب، كانت الرؤية بتشكيل لجنة وطنية من خبراء المناهج مع الاستعانة بالخبرات الدولية المتميزة فى هذا المجال لإكمال المسيرة، لافتا إلى توجه الوزارة فى المرحلة القادمة إلى الاهتمام بالكيف دون الكم، وإبراز المفاهيم الرئيسية والاهتمام بنواتج التعلم وما يحققها من ممارسات وأنشطة، والاهتمام بمهارات العصر التى لا غنى فى تمكين الطلاب منها لإعدادهم جيدًا لمواجهة موجات التغيرات السريعة فى جميع مناحى الحياة.
وتابع الدكتور أكرم حسن، أنه تم تطوير المناهج الدراسية، والتأكد من كل عوامل النجاح التى تحقق الغايات والأهداف المنشودة، ومنها الأداة التى سوف يستخدمها الطالب فى الحصول على كل هذه المكتسبات والتى تمكنه من مهارات القراءة والكتابة، مؤكدا أن القراءة هى مفتاح المعرفة وأساس النجاح فى الحياة؛ ووسيلة فعالة للتواصل مع الآخرين والتعبير عن الآراء والمشاعر والاتجاهات وهى وسيلته للانفتاح على العالم ومعرفة ما يحدث على الصعيدين المحلى والعالمى، ولا يمكننا إغفال علاقة القراءة بالتنمية المستدامة للمهارات والقيم التى تضمن مشاركة المتعلم فى الأنشطة الحياتية الحالية والمستقبلية.
وأوضح أن هناك دراسة أجريت عام 2016 كشفت أن الأطفال فى سن الثالثة والذين يتعرضون للقراءة من قبل والديهم يكونوا أقل عرضة للعدوانية وتجنب فرط النشاط، وليس لديهم صعوبة فى الانتباه، مشيرا إلى العديد من الدراسات كشفت أن القراءة يمكن أن توقف التدهور المعرفى والأنشطة الفكرية، حيث تجعل القراءة العقل يعمل بشكل أكثر كفاءة، وتؤثر على الاضطرابات العصبية المرتبطة بالعمر، مشيرا إلى أن الباحثين أوصوا بأن المدة المثالية للقراءة فى الطفولة المبكرة هى حوالى 12 ساعة فى الأسبوع.
وأشار رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج أن القراءة تحفز العقول وتحافظ على القدرات المعرفية، حيث تشرك عمليات عقلية مختلفة فى فهم الأفكار وربطها، للحماية من التدهور المعرفى وتعزيز الوظيفة الإدراكية.
وتابع رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج أن العلاقة وثيقة بين امتلاك مهارات القراءة والكتابة وقدرة الطالب على تحصيل جميع المواد، وأى قصور فى القراءة بشكل عام يتزايد كلما تقدم الفرد فى السلم التعليمي؛ وتؤثر سلبا على تحصيله الأكاديمى بشكل عام، لافتا إلى أن الأبحاث والدراسات تشير إلى أن التفوق فى الدراسة لا يتحقق إلا بإتقان مهارات القراءة والكتابة، وأى قصور فى إتقانها فى المراحل الدنيا سوف يحمل التلميذ معه القصور إلى المراحل التالية التى تتطلب منه مهارات عقلية عليا؛ فتكون بذلك معوقاً من معوقات نجاحه وتقدمه دراسيا.
وأشار الدكتور أكرم حسن إلى أن بعض الباحثين كشفوا أن مؤشرات أداء الأطفال الذين بدأوا بالقراءة فى سن مبكرة أعلى فى التعلم اللفظى والذاكرة والكلام وفى مستوى النجاح المدرسى، ويتمتعون بصحة نفسية أفضل، وأقل ميلا للاكتئاب والتوتر وتركيزهم وانتباههم أفضل وأقل عدوانية وانتهاكا للقواعد الاجتماعية ويقضون وقتا أقل فى مشاهدة التلفاز واستخدام الأجهزة الإلكترونية وفى المتوسط ينامون فترة أطول.
كما أكد الدكتور أكرم حسن أن أهمية القراءة والكتابة لا تتوقف على التحصيل الأكاديمى بل تمثل احتياجا حقيقيا للمتعلم ليعيش بشكل سوى دون اضطراب؛ وكثيرا من الأطفال الضعاف فى القراءة والكتابة يعانون من اضطراب، وفقدان الثقة بالنفس، وتأخر النمو الاجتماعى والعقلى، وظهور المشكلات السلوكية مثل القلق والسلوك العدوانى واعتزال الأصدقاء والأقارب؛ حيث تهدد تلك المشكلات تمتع الطفل بحياته؛ ويبتعد عن الانخراط الإيجابى فى الأنشطة الهادفة الممتعة والمحببة لديه، سواء داخل الفصل أو خارجه وبذلك يحرم الطفل من فرص إيجابية تزيد من شعوره برفاهية حياته واستمتاعه بها، وتقف أمام تحقيق جودة ورفاهة حياة الطلاب وأسرهم.
وقال رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج أن تنمية مهارات القراءة والكتابة وسيلة الوصول إلى سوق العمل، والتخلص من الفقر، والتكيف مع عالم العمل المتغير، كما أن التأخر فى اکتساب مهارات القراءة والكتابة يعوق الفرد عن بلوغ أهدافه، ولذلك عواقب اجتماعية واقتصادية طويلة المدى؛ فالتأخر فى القراءة يهدد المستقبل المهنى للطالب أو الخريج؛ وتقل فرصته فى الحصول على عمل أو مهنة مستقرة، وبشكل مستدام، خاصة فى ظل تعقيدات المعدات والأدوات والأجهزة؛ حيث أصبح من متطلبات سوق العمل لمعظم الوظائف بما فيها المهن إتقان القراءة والكتابة، لذا لابد أن تتضافر الجهود للتعلم المتواصل ؛ لضمان انتقال عادل وشامل إلى مستقبل عمل يسهم فى التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية.
واستعرض الدكتور رمضان محمد رمضان مساعد الوزير للامتحانات والتقويم التربوى الدراسة الأساسية للتقييم الوطنى – إبريل 2023، مشيرا إلى أن "الغرض الرئيسى من برنامج التقييم الوطنى (G4NAMA)"، والذى يتم وضعه على نظام مؤسسى، قائم على المنهج العلمى لجمع أدلة دقيقة وموثقة بشكل دورى منتظم، لمراقبة التقدم فى تعلم التلاميذ اللغة العربية والرياضيات بنهاية الصف الرابع الابتدائى، ولتقييم تأثير المناهج المطورة فى إطار مشروع تطوير التعليم (2.0 EDU).
وأكد الدكتور رمضان أن هذا البرنامج استهدف تقييم خمسة نواتج تعلم أساسية مشتقة من تحليل إطار منهج الصف الرابع الابتدائى فى اللغة العربيّة وتتضمن (الاستماع، والمفردات، والقراءة الأدبية، والقراءة المعلوماتية، والكتابة)، كما أشار إلى أنه تم تقييم أربعة نواتج تعلم مشتقة من إطار منهج الصف الرابع الابتدائى فى الرياضيات كما يلي: (المفاهيم والإجراءات الرياضية، حل المشكلات الرياضية، والتواصل الرياضى ونواتج تعلم اللغة العربية)، كما استعرض الدكتور رمضان محمد رمضان نواتج تعلم الرياضيات (المفاهيم والإجراءات الرياضية) والتى تقيس قدرة المتعلم على شرح وتطبيق المفاهيم الرياضية وتنفيذ الإجراءات الرياضية، وحل المشكلات الرياضية، بالإضافة إلى التواصل الرياضى، والنمذجة الرياضية.
وأضاف الدكتور رمضان، أنه تم إجراء الدراسة على عينة قوامها (12314) تلميذا يمثلون (245) مدرسة، وتم عمل استبيانات تضمن (اختبار اللغة العربية، واختبار الرياضيات، واستبيان التلميذ، واستبيان المعلم، واستبيان مدير المدرسة)، مؤكدا أن الغرض الأساسى من تطبيق الاستبيانات هو جمع بيانات عن السياق التعليمى فى كل من المحاور التالية: طرق التدريس وأنشطة التعلم، وأساليب التقييم والمتابعة، وإدارة الصف، وبيئة التعلم ومصادره.
وأوضح أنه تم تحديد أربعة مستويات معيارية متدرجة، لتصف الأداء المتوقع من التلاميذ الذين أتموا دراسة منهج الصف الرابع الابتدائى فى اللغة العربية والرياضيات عند كل مستوى من مستويات التحصيل، وهي: (متقدم، كفء، مبتدئ، أقل من مستوى الصف)، لافتا إلى أنه تم تحديد الدرجة الحدية التى تفصل بين كل مستوى معيارى للأداء، والمستوى الأدنى منه، ليتم تقييم الأداء فى ضوئها.
كما استعرض الدكتور رمضان محمد رمضان، الدراسة الأساسية للتقييم الوطنى – إبريل 2023، موضحا أنه بلغت عينة الدراسة الأساسية (12,875) من بين التلاميذ الذين درسوا ما لا يقل عن 85 من مقررى اللغة العربية والرياضيات فى المنهج المطور للصف الرابع، كما طبقت الاستبيانات على عدد (780) معلمًا ومعلمة ممن درسوا اللغة العربية والرياضيات لهؤلاء التلاميذ فى الصف الرابع، وعدد (247) مديرا أو شيخ معهد أو من يقوم بعملهم فى المدارس التى شملتها عينة التطبيق الأساسى وعددها (247) مدرسة ومعهدًا أزهريا، وهى نفس المدارس والمعاهد التى طبق فيها دراسة خط الأساس، وتم استخدم عدد أربع صور اختبارية فى اللغة العربية، وأربع صور اختبارية فى الرياضيات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة