عصام محمد عبد القادر

الشائعات وأثرها السلبى على الرأى العام

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2023 10:27 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يُعبر الرأي العام عن معتقد أو فكرة الشعب عن قضية ما تُسلط وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الضوء عليها، ومن ثم تخرج التصريحات لتعبر عن وجهة النظر في صورتها العامة عن تلك القضية المثارة، وقد يؤثر الرأي العام فيما تتخذه الدولة من قرارات، أو تحتم على الدولة إجراء حوار مجتمعي حول قضية ما للوصول لحل مرضي يلقى القبول المجتمعي، ويحد من حالة التوتر أو التعصب أو القلق أو الخوف لدى المجتمع.

وفي ضوء سرعة انتشار الشائعات عبر الفضاء الرقمي أصحبت ذات أثر فعال في تغيير سياسات الدول، ومن ثم حرصت دول أخرى على رعايتها وتمويلها والتخطيط لها بصورة ممنهجة لتحقق الغايات والمآرب التي تعجز أن تنجزها الحروب العسكرية، وتؤثر على الأمن القومي للدول، وتضعف التنمية المستدامة لها خاصة في جانبها الاقتصادي، وتحد من كفاءة استثمار الطاقات البشرية؛ حيث تلعب على تزايد مستوى الإحباط والانكسار؛ لذا يمكنها أن تصل لحد إسقاط أنظمة مستقرة؛ لتحقق مطامع قد تكون خفية أو معلنة.

وتُعد حالة الشك الناتجة عن الغموض حول قضية ما إحدى المرتكزات الرئيسة التي تقوم عليها الشائعات المغرضة؛ حيث تمثل البديل الذي يلجأ إليه من لا يمتلك الوعي السليم، ويخضع هواه ورغبته لما جاءت به هذه الشائعات التي حلت بكل سهولة مكان الواقع، وبهذا تستطيع أن تُلبي رغبات واحتياجات من ينساقون وراءها ويعملون دون وعي على نشرها بما يدعم مروجيها بصورة إجرائية.

وبما لا يدع مجالًا للشك فإن الشائعات تزيد من حالة القلق بصورة مفرطة؛ لتحث من لديهم استعداد على استقبالها وتصديقها؛ لتهيئة البيئة التي تعمل على بثها بعد تثبيتها، ويُعد ذلك من الأسباب المهمة التي تساعد على انتشارها، ناهيك عن الأفراد الذي لم يتلقوا تعليمًا أو جانيًا تثقيفيًا كافيًا بما يجعلهم يستقبلون الشائعات الكاذبة ويصدقونها ويتبادلونها فيما بينهم بالطرائق السائد أو التقنية.

وهنالك أصحاب الضغائن الذين يكنون الحقد والكراهية تجاه الدولة ومؤسساتها برغم إقامتهم فيها ونيل كافة استحقاقاتهم منها؛ نتيجة لتباين أيديولوجي؛ حيث يجتهدون في نشر الشائعات وتعضيدها بمزيد من الأكاذيب بين أطياف المجتمع وعبر منابرهم المشبوهة؛ ليتلقى الإنسان البسيط بحسن نية ما يتردد من شائعات ويصدقها؛ ليتكون في النهاية الرأي العام السلبي تجاه قضية بعينها.

وفي ضوء ما يتمخض من آثار ناتجة عن الشائعات وقدرها على تعبئة الرأي العام وشحذه ضد الدولة ومؤسساتها وقياداتها السياسية يتوجب أن تبذل الجهود المخطط لها سلفًا لتؤدي إلى رفع المستوى الثقافي والفكري والتوعوي لدى المواطنين، داخل المؤسسات وخارجها؛ بغية تحصين الأذهان من تلك الشائعات المغرضة التي تستهدف النيل من استقرار ووحدة الوطن؛ بالإضافة لأهمية عقد الندوات التثقيفية للجمهور بكافة أطيافه وفئاته ومستوياته بما يعضد حالة الوعي السليم الذي يضمن المقاومة الذاتية ضد ما يثار من شائعات ضارة ومتجددة مثل النهر الجاري.

ومن العوامل التي تجعل الشائعات تؤثر بصورة سلبية وفورية على الرأي العام سرعة تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووصولها لعدد لا متناهي من الأفراد؛ لذا بات تشديد الرقابة على تلك المواقع أمرًا مهمًا كونه يحفظ أمن الدولة، كما يجب أن تتخذ الدولة الإجراءات الصارمة التي تحد من خروقات جماعات الظلام الساعية للتخريب وبث الفتن في كل زمان ومكان.

ويتوجب على السلطة التشريعية أن تزيد من العقوبات ضد مروجي الشائعات التي تستهدف إثارة الرأي العام، وتعمل على توجيهه بغرض إثارة الاضطرابات، وتسعى للمساس بالنظام والاستقرار المجتمعي وتكدير السلم العام، والإضرار بنظام الدولة العام ومصالحها الحيوية، وتهديد أمنها؛ لتصبح تلك العقوبات رادعة سواء أكانت هذه الشائعات في صورة رقمية أو غير رقمية، وذلك بعد توافر أركان ثبوت نشر الشائعات المغرضة كما حددها القانون.

وفي نهاية الأمر ينبغي أن ندرك جميعًا خطورة الشائعات على مجتمعنا المصري، والتي تسعى إلى تفكيك نسيجه، وإضعاف الروح المعنوية لدى المواطنين؛ لتصل إلى نفور الشعب لأن يخرج عن النظام القائم بواسطة إشاعة الفوضى لأسباب واهية في حقيقة الأمر.

ولندرك جميعًا بأن الأمم تبنى بالوعي السليم، والإرادة القوية، والعمل الجاد المتواصل؛ لتتحقق النهضة المنشودة بعيدًا عن الشعارات الزائفة التي تدعوا لهدم كيان الدولة وتدميرها، والقضاء على مستقبل الأجيال الحالية والمستقبلية، وهذا لن يحدث في مصرنا الغالية بفضل الله والمخلصين من أبناء الوطن كل في موقعه، تحت قيادة سياسية واعية.

حفظ الله وطننا الغالي وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة