منطقة تونا الجبل بملوى جنوب محافظة المنيا، واحدة من أهم المقاصد السياحية التى تجذب السائحين من مختلف بقاع الارض، هناك توجود ايزادورا شهيدة الحب، والساقية الرومانية والسراديب وغيرها من تاريخ جميل تحمله المنطقة التى عشقها الدكتور طه حسين عميد الادب العربى ابن عزبة الكيلو بمركز مغاغة شمال محافظة المنيا ، بعد عودته من أوروبا وتوليه منصب عميد كلية الآداب، قرر أن يذهب إلى تونا الجبل وهناك كان صديقه الدكتور الأثري سامى جبره، وبعد تردد الدكتور طه حسين على المنطقة، أقام له سامى جبره استراحته الخاصة به التى كان يأتيها فى فصل الشتاء ويسكن فيها مع زوجته ومرافقه وسائقه فقط.
وكان لوجود عميد الادب العربى فى تلك المنطقة أثرا كبيرا فى العديد من الاكتشافات، وظهور المنطقه امام العالم، وجعلها قبله للجميع من الكتاب والادباء والمثقفين، والسياسيين ، حتى تحولت المنطقة إلى منارة ثقافية، ولدت فيها الكثير من الاعمال وكتبت فيها الكثير من الروايات وأهمها رواية دعاء الكروان.
إنشاء الاستراحة
ذكرت مذكرات الدكتور سامى جبره،انه عندما كان يتردد الدكتور طه حسين الى تونا الجبل كثيرا، وجدت ان يكون له المكان الخاص به، فكان إنشاء استراحة الدكتور طه حسين في عام 1935/1936 وتتكون من طابقين الدور الاول مكتبه خاصة للدكتور طه حسين وغرفه متسعه والطابق الثانى غرفتين وصالة للمعيشه، وقد جرت بعض الترميمات على الاستراحة مؤخرا، وكان ياتى اليها برفقة زوجته ومرافقه والسائق وكانت تلك الاستراحه تشبه الصالون الثقافي يلتقى فيها عميد الادب العربى العمال وتقام بها الحفلات الليلة مع عمال الحفائر،كما استقبل فيها العقاد وملوك ووزراء وسفراء ورؤساء أجانب ومصريين اصحاب مصارف وسياسيين. كما استقبلت الاستراحة أبطال فيلم دعاء الكروان التى كتبها الدكتور طه حسين بها ، وكان السبب تلك الرواية هو صوت الكروان الذى كان يسمعه عميد الادب العربى كل يوم وهو جالس فى شرفة الأستراحة.
قال فرج الجهمى مدير تنشبط السياحة بالمنطقة، أن الدكتور طه حسين كان يعشق ايزادورا، وكان يزور ضريحها كل يوم ، تلك الفتاه اليونانيه ابنة السبعة عشر من العمر والتي ماتت غرقا في النيل وقدسها الاغريق والمصريين لموتها في النيل العظيم، واطلق عليها طه حسين لقب شهيدة الحب وكان حريصا على سماع أبيات الشعر الحزين او الرثاء والتي تركها والد ايزادورا على باب ضريحها وكان يشعل لها الشموع ويترك الورود والبخور في قبر ايزادورا كما اوصي والدها.
واضاف قائلا أن الدكتور طه حسين كان دائما يلتقى بالعمال ويجلس معهم، ويقيم لهم حفلات السمر الليلة،وكان ذلك بمثابة واجب دائم، وذلك لان الدكتور طه حسين كان قريبا من العمال ويجلس معهم ويسمع منهم، ويقيم لهم حفلات بسيطه للفن الشعبي والتحطيب ويقدم لهم حفل عشاء في فناء استراحته.
ولفت قائلا ان المنطقة استقبلت خلاف السياسيين والادباء والرؤساء، ابطال فيلم دعاء الكروان وفى مقدمتهم هنري بركات وفاتن حمامه واحمد مظهر وقد تم تصوير مشهدين من الفيلم فى استراحة الدكتور طه حسين من ولكن نظرا لبعد المكان وصعوبة الظروف تم نقل العمل إلى محافظة الفيوم.
لم يكن تاثير الدكتور طه حسين على المنطقة قاصرا على الادب فقط بل كان له اثر كبير فى العديد من الاكتشافات من خلال بعثة جامعة القاهرة، والتى عهدت إلى الدكتور سامى جبره ببدأ حفائر منطقة تونا الجبل فى فبراير 1931،وفى ذلك الوقت اعتمدت الجامعة مبلغ مالى بموافقة عميد الادب العربى وعميد كلية الاداب وقتها الدكتور طه حسين وكانت الاعتمادات الماليه اولا مبلغ 500 جنيه ثم رفع الى1500 وتم رفعه الى 2000 جنيه ثم الى 4000 جنيه وفى عام 1938 تم رفع المبلغ 8000 جنيه منها اعمال البعثه وماتشمله من ترميم ثم اعمال انشاء المتحف القبطى بالقاهره مناصفه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة