تنتشر الشائعات أثناء الحروب؛ بغية بث حالةٍ من الفوضى والخوف في قلوب الأخرين؛ بالإضافة إلى تزييف الحقائق، وإيجاد حالةٍ من تضليل المسار السياسي، ومن ثم تشويه الرأي العام والتأثير عليه بصورةٍ ممنهجةٍ، وبالطبع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بتنوعاتها أداةٌ فعالةٌ ونافذةٌ لتحقيق مآرب الشائعات بسرعةٍ فائقةٍ.
ومن ثم يتوجب تحرى ما ينشر من أخبارٍ ومعلوماتٍ متداولةٍ بالرجوع لمصادر موثوقةٍ وفي مقدمتها وسائل الإعلام الرسمية للدولة، وتقارير المنظمات الدولية المعترف بها، وما يتم تداوله من صورٍ وفيديوهاتٍ أصبح التأكد من صحتها من خلال مواقع التحقق من الأخبار ليس بالأمر الصعب، ناهيك عن تقارير وبيانات الدولة الرسمية التي يعول عليها في الحصول على المعلومات الصحيحة.
ويعد انتهاج النقد فيما يعرض من أخبارٍ ومعلوماتٍ أمرًا مهمًا لتحليلها وتبيان مدى صدقها، وتناغمها مع الواقع، ويمكنك ايضاً البحث عن الشاهد والدليل الذي يؤكد صحة الأخبار والمعلومات المتداولة، ويدفعك لتفسيرها كي لا تقع في براثن التشكيك والإحباط التي تستهدفها الأخبار المغلوطة، وهذا المسار التفكيري يضمن تكوين وعيٍ صحيحٍ تجاه الشائعات المغرضة.
وما تقوم به قوى الشر من حملاتٍ ممنهجةٍ ضد مسيرة النهضة المصرية يؤكد بوضوحٍ أهدافها القميئة ونواياها السيئة، التي تستهدف إيجاد حالةٍ من الاستقطاب المجتمعي تحقق غاياتها المستحيلة؛ كي لا تستطيع الدولة الشامخة استكمال مشروعها النهضوي، بل وتخضع لما يُملى عليها من الخارج، وهذا بفضل الله لن يحدث؛ لأسبابٍ عديدةٍ يأتي في مقدمتها توفيق الله فيما بُذل من جهودٍ ضخمةٍ في مشروعات الدولة القومية، وتوافر العزيمة والإرادة نحو استكمال البناء من رجالٍ مخلصين يعلمون جيدًا طريق الحق والرشاد ويستوعبون ما يحاك ضد البلاد من مكائدٍ، كما أن هناك شعباً عظيماً يدرك أن الوطن لا يقدر بثمنٍ وأن الحفاظ عليه ببذل الدماء وكل ما هو غالي.
ويتزايد أعداد المشاركين في حملات الشائعات والافتراءات يومًا بعد يومٍ ضد الدولة المصرية، ويطلون برؤوسهم عبر فضائياتٍ مسمومةٍ ليقوموا بتشويه النجاحات والإنجازات المصرية في حملاتٍ من الشائعات التي تشكل هجماتٍ شرسةً تنال من الدولة ورموزها بغية إسقاطها وإحداث فوضي تُذهب مقدراتها وتطيح بأحلامها وأمالها وتطلعاتها؛ لتبقى تابعةً لدولٍ بعينها؛ لكن هذه أضغاث أحلامٍ؛ لأن مسار التنمية والبناء يعمل على قدمٍ وساقٍ برعاية القيادة السياسية المخلصة، وبدعمٍ من مؤسسات الدولة الوطنية، وبدفعٍ جماهيريٍ فعالٍ.
إن بطل النهضة المصرية هو الشعب المصري العظيم، ورائدها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن ثم تعمل المنابر التي تبث الشائعات على النيل من الشعب المصري العظيم من خلال تفكيكه، وشرذمة جهوده، وتشتيته نحو الخوض والغرق في أكاذيب تؤدي إلى إنهاك قوته؛ ليصبح مريضًا لا يستطيع البناء أو الإعمار، كما تلعب قوى الشر على التحديات العالمية وتعكسها على الدولة المصرية؛ لتظهر أوجه القصور التي تعاني منها الدولة ومؤسساتها، وتحثُ الشعب للخروج على نظام الدولة؛ لكن قيادتنا السياسية من خلال قراراتها التاريخية تخفف عن عاتق المواطن ليحيا حياةً كريمةً كي يحافظ على مقدرات وطنه ويساهم بفعاليةٍ وبشراكةٍ حقيقيةٍ في استكمال إنجازات الدولة المصرية العظيمة.
إن ما ينتظر الجمهورية الجديدة من نهضةٍ وإعمارٍ تجعلها في مصاف دول العالم المتقدم، ويعطي مبررًا لشن حملات الشائعات التي تحاول تعويق وتقويض مسيرة النهضة؛ فبرغم محاولات التدخل الخارجي في شئون البلاد التي قوبلت بالرفض والاستنكار من الشعب المصري وقيادته السياسية، وبرغم محاولات الاستقطاب لدولٍ تمتلك مقومات القوة؛ إلا أن الدولة آثرت التوازن في العلاقات الدولية ولم تنحاز ولم تقبل فرض الإملاءات، لتضع الدولة مبدأ الشموخ والعزة وتحميها وتعضدها القيادة السياسية الحكيمة.
ونظرًا لما شهدته البلاد في ربوعها المختلفة من حالة الإعمار بكل أنماطه والبناء والتغيير، جعل جموع الشعب المصري تدرك أهمية مؤازرة القيادة السياسية؛ لتستكمل الإنجازات الوطنية التي تحقق جودة الحياة، وتلبي احتياجات الدولة كي لا تصبح في حالةٍ من العوز التي كانت عليها من ذي قبل؛ لذا لا تتوقف الشائعات التي تحمل البهتان والافتراءات بصورها المتلونة والمختلفة؛ لتحدث شروخًا بين الشعب وتحضه على الخلاف وتدعم الفكر المتطرف الذي يتبنى فكرة الهدم والتدخل السافر في شئون الدولة.
ويصعب بحالٍ الإشارة لكل من قامت به الدولة من إنجازاتٍ قوميةٍ؛ إلا أن ما حدث على سبيل المثال في سيناء أرض الفيروز من تنميةٍ بعد دحرٍ للإرهاب فاق الخيال، بل وما تم من ربطٍ لتلك البقعة المصرية الطاهرة من خلال الموانئ والطرق والأنفاق، جعلها أرضاً خصبةً للاستثمارات بشتى تنوعاتها، ويرجع الفضل كله بعد الله عز وجل، ودماء الشهداء في أكتوبر العظيم، وللسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي دفع بالتنمية وحماها ورعاها وحقق حالةً الأمن والأمان والاطمئنان للشعب المصري على سيناء من خلال العيون الساهرة العاملة على حفظها وصيانة مقدراتها؛ لذا فحملات الشائعات وما تحمله من افتراءاتٍ وتقولاتٍ وبياناتٍ تحمل الأكاذيب لا ولن تنتهي ما بقيت حالة الإعمار والنهضة قائمةً.
حفظ الله شعبنا العظيم ومؤسساتنا الوطنية وقيادتنا السياسية أبدَ الدهر.
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة