عادل السنهورى

هنا السويس.. المخطط لن يمر

السبت، 28 أكتوبر 2023 02:35 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
في مقابل الجنون الإسرائيلي الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتينياهو في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وسعيه إلى خلط الأوراق وجذب المنطقة والعالم إلى أتون حرب شاملة، هناك صوت العقل والرشد والحكمة الصادر من القاهرة والداعي إلى وقف المجزرة البشعة لآلة الحرب الإسرائيلية ضد غزة، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان القطاع، وحل القضية على أساس الدولتين، وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
صوت العقل من مصر يدرك تماما  مدى خطورة الأوضاع في حال إذا ما قررت إسرائيل الاجتياح البري لقطاع غزة وتداعياته على المنطقة والعالم، فالشرق الأوسط ليس أوكرانيا أو صربيا، فكافة مصالح الولايات المتحدة وأوروبا تتقاطع في المنطقة و"برميل البارود" سوف ينفجر في وجه الكل إذا لم يتحكم صوت الضمير في تحجيم جنون تيار التطرف في تل ابيب، ولجم نتينياهو  عن حربه المجنونة، ومحاولته هدم المعبد عليه وعلى كيانه وحلفائه وأصدقائه.
خبرة وتجربة مصر التاريخية بالقضية وبتعقيدات الأوضاع في المنطقة يجعلها تحذر وبشدة من أوهام القوة الزائفة، وغياب المنطق والحكمة في ضرورة إيقاف الحرب الدائرة، فهذا قدرها ودورها التاريخي والمحوري داخل الإقليم وخارجه.
حكمة مصر وسعيها الدائم إلى السلام واستقرار المنطقة لم يجعلها تغفل منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئولية الحكم عن استشراف المستقبل، وإعادة بناء قدراتها وقوتها رغم الصعوبات والتحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية التي واجهتها طوال السنوات العشر الماضية. القيادة الجديدة الواعية لمصر ممثلة في الرئيس السيسي أدركت منذ اللحظة الأولى أن الإنجاز والعمل والبناء والتنمية يلزمه قوة تحميه وتصونه وتحافظ عليه من أي طامع أو واهم في تحقيق مخططاته على أرض مصر.
تحديث قواتنا المسلحة وتطويرها وتجهيزها ورفع كفاءتها القتالية كانت المهمة ذات الأولوية القصوى، وأثبتت الأحداث الرؤية الصائبة والتخطيط السليم لقائد مصر في التحديث والتطوير والجاهزية، لحماية وصون الأمن القومي المصري، فالسلام والاستقرار لا بد له من قوة تحميه.. قوة تدافع ولا تعتدي.. قوة تصون ولا تبدد.
الرئيس السيسي وهو يتحدث عن عقل وحكمة مصر  يعي تماما أن مصر القوية القادرة والواثقة هي من يقدرها ويحترمها العالم، فالعالم يحترم الحكيم والعاقل القوي.
من هنا جاءت رسالة السويس الباسلة في عيدها القومي وأعياد نصر أكتوبر المجيد، وكانت رسالة جديدة مطمئنة للغاية لكافة أطياف الشعب المصري المصطف خلف قيادت في ظل الظروف البالغة في التعقيد في المنطقة، ورسالة جديدة أيضا بأن أمن مصر القومي خط أحمر يحرق كل من يتجاوزه بأوهامه وأطماعه.
فالمشهد الذي تابعه المصريون والعالم خلال تفقد الرئيس السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة لاصطفاف تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث، فهم مغزاه ورسالته الجميع،  فالرئيس أكد ان الأمن القومى والحفاظ عليه هو دور أصيل ورئيسى للقوات المسلحة، بهدف حماية الحدود، دفاعا عن الأمن القومى ومصالح مصر،  ومصر تمتلك القدرة والقوة للدفاع عن النفس وحماية البلد، وأن الدولة تتصرف مع الظروف والأحداث بعقل وصبر، وأن الجيش المصرى يبنى ويصون ويحمى ولا يعتدى، ومصر لم تكن أبدا تتجاوز حدودها وأهدافها وتحافظ دوما على أرضها دون أن تمس.
اللافت في مشهد السويس ما قاله الرئيس أيضا وبكل وضوح بأن مصر لن تسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى، وهو التحذير المتكرر منذ بداية الأحداث، لإجهاض أية مشروعات أومخططات يتم التلويح بها لتهجير سكان غزة، وهو المخطط الذي كشفه الرئيس ويكرره في كل مناسبة -وما أدراك ما المناسبة الأخيرة-  وأن السلام العادل والشامل، القائم على حل الدولتين، هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقى والمستدام للشعب الفلسطينى وللمنطقة.
قوة مصر واصطفافها الوطني على قلب رجل واحد لن يسمح بأن يمر المخطط على حساب أمنها القومي وجيش مصر قادر وجاهز على أن "يطوي الأرض".
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة