دندراوى الهوارى

حكومة نتنياهو تعيد شحن بطاريات الكراهية.. ودماء غزة تُلحق بإسرائيل خسائر فادحة

الأحد، 29 أكتوبر 2023 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حكومة بنيامين نتنياهو، فقدت بوصلة العقل والمنطق، أو القدرة على قراءة المشهد وتقدير الموقف سياسيا ودبلوماسيا، لردة الفعل العنيفة بالتصعيد عسكريا على غزة، وكأنها تنظر تحت أقدامها فقط، دون النظر سنتيمترا واحدا للمستقبل.
 
كما سقطت مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية بمؤسساتها الرسمية والإعلامية ومنظماتها الحقوقية، فى قاع مستنقع عدم المصداقية، بانحيازها الواضح لطرف المعتدِى المحتل، على حساب المعتدَى عليه، فى ازدواجية معايير واضحة وضوح الشمس فى كبد السماء، فبينما تدعم المحتل فى فلسطين، ترفضه - وبغضب - فى مناطق أخرى.
 
ردة الفعل غير المحسوبة بدقة سياسية بشكل عام، وتغليب الحسابات السياسية الخاصة، للحصول على شعبية داخلية مرهونة بفترة قصيرة، كَبَّد إسرائيل خسائر فادحة، والدليل ردة الفعل الساخطة والغاضبة من الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، بجانب حالة التعاطف مع الأشقاء الفلسطينيين فى الإقليم كله، وهى الحالة التى امتدت عالميا.
 
القرارات النابعة من مشاعر غاضبة، ومتصادمة مع الحنكة والحكمة والعقل والمنطق، مثل قرار إعلان الحرب على قطاع غزة وبشكل وحشى، عزز - من جديد - مشاعر السخط والغضب فى صدور الشعوب العربية، وأعاد الأمور إلى «المربع صفر»، فبينما الأجيال الجديدة لم تضع - من بين مقدمة أولوياتها - قضية الصراع العربى الإسرائيلى، بفعل عوامل الزمن، من ناحية، والهدوء النسبى رغم هشاشته، وسياسة ضبط النفس ومحاولة الجنوح نحو السلام، ومحاولات إعادة العلاقات الطبيعية بين الشعب الإسرائيلى وشعوب المنطقة ومنها إسرائيل من ناحية أخرى، جاءت القرارات الغاضبة بالحرب البربرية، لتوقظ الشعور القومى لدى الأجيال العربية الجديدة ووضع القضية الفلسطينية فى بؤرة اهتماماتهم.
 
ويمكن القول - فى قوالبه المختلفة، سواء قالب الحكمة والعقل والمنطق، أو قالب الدبلوماسية، أو حتى قالب المشاعر - إن حكومة بنيامين نتنياهو، بحربها الوحشية على قطاع غزة، نجحت بجدارة فى إعادة شحن بطاريات الكراهية من جديد فى صدور الأجيال الجديدة، وأوقفت قطار رغبتها فى إعادة العلاقات الطبيعية مع الشعوب، ومع كل ساعة تمر على هذه الحرب، يرتفع منسوب السخط والغضب فى صدور الشعوب العربية من مخطط محاولة تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى مصر والأردن.
فعلى سبيل المثال، الشعب المصرى عن بكرة أبيه - وفى القلب منه الأجيال الجديدة - اصطف خلف قيادته السياسية، وأعلن غضبه من الطرح المسرب بتصفية القضية الفلسطينية وإعادة عجلة الزمن للوراء من خلال إحياء الفكرة العنصرية المقيتة «أرض بلا شعب.. لشعب بلا أرض» لإقامة الدولة العبرية.
 
وبتقييم موضوعى للحرب الوحشية على قطاع غزة، سياسيا ودبلوماسيا وشعبيا، نستخلص نتائج معقدة، جميعها خسائر فادحة لإسرائيل وشعبها، بدءا من إعادة زرع السخط والغضب والكراهية فى صدور الأجيال الجديدة فى مصر وباقى الدول العربية، والغضب الشعبى الإسرائيلى خاصة اليسار، من اليمين المتطرف، وأنهم ورطوا إسرائيل بقرارات غاضبة غير محسوبة، أعادت الأوضاع إلى «المربع صفر»، وأوقفت محاولات إعادة العلاقات الشعبية مع الشعوب العربية.
 
النتيجة الأبرز من الحرب، هو موقف مصر القوى والفاعل، والذى أثبت أنه الموقف الأقوى والأوضح، أمام رفض المخططات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، وتهجير أهلها.
تحيا مصر.. شعبا وأرضا وقيادة وجيشا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة