شارك وفد من المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية برئاسة الدكتور جاد القاضى رئيس المعهد، فى اجتماعات مُبادرة "الحد من المخاطر" التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بحضور 20 دولة من الدول الأعضاء فى اليونسكو والأعضاء فى المبادرة، وذلك تحت رعاية وزير التعليم العالى والبحث العلمى الدكتور أيمن عاشور.
وأوضح الدكتور جاد القاضى، اليوم الثلاثاء، أن الاجتماعات تناولت أحدث التطورات فى مجال مواجهة مخاطر الزلازل على مستوى العالم بشكل عام، وعلى مستوى الدول الأعضاء بشكل خاص، فضلًا عن نتائج الأنشطة التى قامت بها كل دولة لتحقيق أهداف المُبادرة، كما تم عرض بعض التوصيات الخاصة بمنطقة الزلزال الذى ضرب الأراضى التركية والسورية فى فبراير من هذا العام.
وقال أن الدور المصرى فى الاجتماعات تضمن ترجمة الدليل العملي؛ لمواجهة مخاطر الزلزال من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية؛ لاعتماده كدليل مرجعى فى مجال التوعية ومجابهة المخاطر الزلزالية، كما تضمنت الجهود قيام الحكومة المصرية بتحديث الاستراتيجية الوطنية لمواجهة مخاطر الزلازل، وتحديث منظومة الرصد الوطنية، وتوسيع مكوناتها لتشمل تداعيات التغيرات المُناخية، وكذا إعداد دليل استرشادى لمواجهة تلك المخاطر، والذى قام مجلس الوزراء المصرى بتعميمه على المحافظات والجهات المعنية.
ولفت إلى قيام المعهد بتأسيس المركز الإفريقى لدراسات إدارة المخاطر الطبيعية (ADMIR)، كوحدة بحثية ذات طبيعة خاصة بالمعهد، والتى تتبناه المفوضية الإفريقية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار خلال اجتماعها السنوى فى مومباسا، مارس 2023، كأحد مراكز التميز الإفريقية فى هذا المجال، موضحا أن المركز الإفريقى يعتبر أحد الأدوات التى من خلالها يقوم المعهد بمد يد التعاون مع الأشقاء فى إفريقيا؛ للحد من آثار المخاطر الطبيعية وعلى رأسها الزلازل والبراكين والتسونامي.
وأوضح أن على هامش فعاليات اجتماعات المبادرة، تم تنظيم يوم خاص لعرض الأبحاث التى تمت على هذا الزلزال، سواء من الناحية الجيولوجية أو الهندسية فى ضوء كمية الضحايا والخسائر التى حدثت فى المنطقة جراء هذا الزلزال وتوابعه، وفى مجال الحد من المخاطر وتقليل الكوارث تضافرت جهود الدول الأعضاء فى المبادرة فى عرض أحدث تقنيات أكواد البناء والأحمال الزلزالية، وكذلك الأبحاث الهندسية لتصميم المبانى التى تتحمل الزلازل الكبيرة.
ولفت إلى أنه تم ترتيب زيارة لعدد من المناطق المنكوبة من الزلزال الذى ضرب الأراضى التركية، خلال فبراير الماضى، منها كهرمان مرعش، جولباشى، ساناليفر؛ للوقوف على مدى الدمار الذى لحق بتلك المناطق، وأيضًا استخلاص الدروس المهمة جيولوجيا وهندسيا لمواجهة مثل تلك المخاطر فى باقى الدول المشاركة.
ونوه إلى قيام فريق من كل من جامعة إسطنبول التكنولوجية وجامعة طوكيو اليابانية بعرض نتائج الزيارات الميدانية التى قام بها الفريق إلى منطقة الزلزال، وعرض بعض الآراء ووجهات النظر والآليات التى يتحتم على الدول استخدامها للحد من مخاطر وتبعات ذلك الزلزال الكبيرة، وبحث سبل تعزيز وبناء القدرات للدول الأعضاء فى مواجهة مخاطر الزلزال والتسونامى، من خلال برامج التدريب المشتركة، وتوفير الدعم الفنى وبعض الإمكانات المادية لتسهيل تبادل الباحثين بين الدول الأعضاء.
يذكر أن مصر كانت استضافت اجتماعات تلك المبادرة خلال عام 2017، بمناسبة ذكرى مرور 25 عامًا على الزلزال الذى ضرب القاهرة عام 1992، وذلك فى مقر المعهد بحلوان، كما أن المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية من خلال المنظومة الوطنية للأرصاد يقوم بمراقبة ومتابعة النشاط الزلزالى فى مصر، وفى المنطقة الإقليمية، كما أنه من خلال بروتوكولات التعاون المشتركة، يقوم بتبادل وجهات النظر وأحدث الأبحاث فى تلك المجالات؛ للعمل على الحد من تأثير تلك المخاطر الطبيعية، فضلًا عن قيام المعهد من خلال المركز الإفريقى لإدارة المخاطر الطبيعية بالتعاون الفنى مع عدد من الشركاء فى القارة الإفريقية، منها السودان، والكونغو الديمقراطية، والمغرب، ونيجيريا، وغانا، ورواندا، وجارِ توسيع دائرة التعاون؛ بما يحقق حماية المصالح المشتركة والمشروعات الاستراتيجية فى أنحاء القارة الإفريقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة