أكرم القصاص

القاهرة ومفاتيح الحل.. مأساة المدنيين وأزمة نتنياهو

الإثنين، 30 أكتوبر 2023 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دخل الصراع أسبوعه الرابع، ويتواصل العدوان على غزة، من دون أفق، يتحرك بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة بدافع الانتقام، ولم يحقق أيا من أهدافه غير قتل المزيد من المدنيين وتدمير غزة، فى حرب إبادة واضحة، تجاوز عددهم 8 آلاف، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، بجانب حالة دمار غير مسبوقة، بجانب محاولات الاجتياح البرى التى لم تعد مطروحة، مع وجود مطالب دولية، وأيضا كون الاجتياح البرى عملية غير مأمونة فى ظل تقارير عن خسائر واضحة فى صفوف الاحتلال، وغياب أى تقارير عن حجم ما تحقق فى صفوف  الفصائل.   
 
بنيامين نتنياهو فى مأزق أمام الداخل الإسرائيلى، واستمرار مظاهرات أهالى المحتجزين، وحالة الغضب والارتباك بالداخل الإسرائيلى فى ظل غياب أى معلومات عما تحقق، مع استمرار سقوط الصواريخ على تل أبيب ومناطق أخرى، حتى لو كان تأثيرها محدودا لكنها تشير إلى فشل الحديث عن تدمير المقاومة.
 
ومن تحليل خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى مؤتمره الصحفى بحضور وزير الدفاع يوآف جالانت، وعضو المجلس الحربى بينى جانتس، الذين يتحدثون عن حرب صعبة وطويلة، قال  نتنياهو «إن الحرب ضد حركة حماس فى قطاع غزة ستكون طويلة وصعبة.. ولن نتراجع وسندمر العدو فوق وتحت الأرض»، بينما  وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت، قال «وجهنا ضربات لحماس تختلف عن جولات الحروب السابقة، نقاتلهم تحت الأرض وفوقها، ليست لنا مصلحة فى توسيع الحرب لكننا مستعدون على كل الجبهات»، وقال عضو المجلس الحربى فى إسرائيل بينى جانتس: نعمل فى كل الجبهات حتى يفهم أعداؤنا الرسالة، نعمل على إعادة المحتجزين إلى ديارهم، والعملية البرية يمكن أن تساعد فى إعادة المحتجزين.
 
بالرغم مما يبدو من خطاب نتنياهو والعسكريين من إصرار، لكنه يعكس ترددا وتراجعا، خاصة مع الحديث عن حرب طويلة وصعبة، وهو اعتراف بصعوبة الموقف، وغياب المعلومات حول ما تحقق، وما زال يقول إن الهدف هو تدمير العدو، مع اعتراف واضح بأن القصف أشد من أى مرات سابقة.
 
ملف المحتجزين يمثل ورقة كبرى فى الحرب، نتنياهو قال إنه تعهد لأهالى المحتجزين بالعمل على إطلاق سراحهم، لكنه لا يذكر أن هناك رسائل متبادلة، وأن حماس تشترط تبادل المحتجزين بالأسرى من الحركة، وهم عدة آلاف، وهناك بالفعل مفاوضات أعلنتها عنها أطراف مختلفة، تقوم بها مصر لحل هذا الملف.
 
الشاهد أن كل الأطراف فى مأزق، وتدفع الدولة المصرية نحو وقف إطلاق نار، يوقف نزيف المدنيين والدمار، ويفتح الباب لمفاوضات،  واستمرار دخول المساعدات، ووقف عملية الحصار والإبادة، وتقدم مخرجا من المحرقة التى تستهدف المدنيين فى الأساس، وأنه من دون حل القضية والدولتين لا يمكن توقف الصراع.
 
وحتى الدول الداعمة للعدوان تتحدث عن وقف إطلاق النار أو هدنة فى قطاع غزة، خاصة أن الأزمة الإنسانية الكبرى مستمرة فى غزة، وهناك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذى ينص على إنفاذ هدنة إنسانية فورية تحفظ أرواح المدنيين، وتسمح بدخول المساعدات الإغاثية إلى القطاع بشكل فورى وكافٍ من خلال الآلية المتفق عليها تحت إشراف الأمم المتحدة.
 
ورغم التطرف الذى يظهر فى تصريحات الأطراف، فإنه من الواضح أن هناك خسائر كبرى، تجبر الجميع على قبول وقف إطلاق النار، والذهاب إلى مفاوضات.
 
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ثمّن  الدور الجوهرى لمصر على هذا الصعيد، مشيدا بالالتزام المصرى الراسخ بالعمل الإيجابى نحو السلام والاستقرار، وبالفعل يعول عدد كبير من الدول العالم على الدور المصرى الكبير لوقف العدوان على قطاع غزة، ومعالجة جذور الصراع بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى خلال الفترة المقبلة، باعتبار الرؤية المصرية لا تزال الأقوى، وهو ما قدمته مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، فى تحليل كتبه جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بالمجلة، بعنوان «العالم لا يستطيع إنهاء الحرب دون مصر»، ويرى أن كل الأطراف عالقة، وأن مصر هى التى تمتلك الاتصالات والنفوذ لدى كل القوى بما يجعلها الطرف الأقدر على فهم وحل الأزمة، وأن «قمة القاهرة» جاءت بهدف تهيئة الظروف الملائمة لتفعيل عملية السلام فى الشرق الأوسط، والدفع نحو نزع فتيل الأزمة، والتأكيد على أن الصراع المسلح لن يحقق أهدافا، مع رفض مصر الحاسم لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
 
كل الطرق والحلول تأتى من القاهرة، لوقف العدوان، ومنع توسع الصراع، مع التأكيد على استحالة تحقيق انتصار فى حرب لا نهائية.
 
p.8

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة