جعلونى مجرما.. رحلة فى سيكولوجية الخارجين عن القانون وقراءة نفسية للإجرام بين الوراثة والصدفة.. الدكتور محمد الحديدى: الحب والغيرة والحقد دوافع الجرائم عند السيدات.. ويكشف: "فيديوهات الجيمز" تصنع مجرمين صغارا

الإثنين، 30 أكتوبر 2023 07:00 م
جعلونى مجرما.. رحلة فى سيكولوجية الخارجين عن القانون وقراءة نفسية للإجرام بين الوراثة والصدفة.. الدكتور محمد الحديدى: الحب والغيرة والحقد دوافع الجرائم عند السيدات.. ويكشف: "فيديوهات الجيمز" تصنع مجرمين صغارا الدكتور محمد عادل الحديدي
حوار محمود عبد الراضي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
  • أستاذ الطب النفسى: السوشيال ميديا بيئة خصبة لإلهام الجناة بخطط شيطانية.. وهذه "روشتة" للسلام والعيش فى هدوء

  • الفئات من 20 لـ40 سنة الأكثر ارتكابا للجرائم.. والبعض يعتبرون العلاج النفسى وصمة عار فيلجأون للمشعوذين

  • المخدرات التخليقية الأخطر وتحوّل الشباب لعتاة إجرام.. وتأهيل الجناة بعد الجريمة الأولى يُعدّل السلوك ويمنع تكرار التجاوزات

 

ما تزال الجريمة موضوعا دائمًا للبحث؛ يقول البعض إنها طارئة على الإنسان، ويرى آخرون أنها مُتأصلة فى النفس. كانت الواقعة الأولى عندما قتل قابيل شقيقه هابيل، ولم يكن العالم مزدحما ولا الضغوط قاهرة، وإلى اليوم هناك مؤمنون بنظرية "لامبروزو" التى تقول أن هناك سمات شكلية وجينية للمُجرمين؛ كأنهم قبيلة يتوارثون الإجرام فيما بينهم بالأصل والميلاد. تبدو المشكلة مُعقدة بين النظر إلى الإنسان كمجرمٍ بالسليقة، أو افتراض البراءة الكاملة فى البشر وأن الحياة تُجبرهم على ما لا يحبون.. الإجابة قد تكون فى عُهدة السيكولوجى، ولدى المختصين فى الطب النفسى.

 

حملنا التساؤلات البسيطة والمعقدة، ورغبتنا فى مقاربة حالة الإجرام من زاوية التشريح النفسى، وجلسنا إلى الدكتور محمد الحديدى، الذى قدّم مُقاربة علمية ميسرة وشاملة لعلاقة النفس البشرية بالجريمة، والأسباب والبواعث التى قد تُلقى إنسانا بين المُجرمين، وتُفلت غيره حتى لو تعرضا للضغوط والامتحانات نفسها، وعن البُعد الوراثى فى اختراق القانون وهل له وجود فعلا أم أنه تصوّر خيالى يتجنى على آدمية المجرمين، وكذلك تأثيرات التقنيات الحديثة ووسائط الاتصال الرقمية وأدوات الترفيه والدراما على تنشئة النزعة العدوانية وتطويرها لدى النفوس المؤهلة لقفز الحواجز الإنسانية والأخلاقية. كانت الأسئلة كثيرة ومُتداخلة، والإجابات وافية ومتسعة، فكان هذا الحوار:

 

 

 

ما هى الدوافع النفسية التى تجعل مواطنا يرتكب جريمة؟

الجريمة موجودة منذ بداية الخلق، ولها جوانب وراثية وأسباب أخرى، فهناك مجرمون يرتكبون الجرائم بالوراثة أو بالتسلسل والبعض يرتكبها بسبب الجنون وهم المرضى النفسيين، وهناك مجرم بالصدفة الذى تحول لمجرم فجأة، وهناك مجرم بالحب، وبعض الجرائم حدثت بسبب الحب والغيرة والخيانة، وهناك من يعيشون فى محيط أسرى مفكك ومن فقد أحد الأبوين، ومن ليس لديه قدرة على التواصل الاجتماعى بشكل جيد، ومن يعانى من السوكيات الاندفاعية، ومن يستهلكوا كميات من الكحوليات والمخدرات، ومن ثم تتعدد وتتنوع أسباب ارتكاب الجرائم.

 

كيف يتحول الشخص لقاتل متسلسل.. مثل السفاح؟

القاتل المتسلسل أصبح القتل لديه نوع من التعود، وهناك اعتبارات نفسية أو جنسية أو عنصرية وراء تكرار الجرائم، فهناك البعض يشعرون بنوع من أنواع السعادة أو تحقيق الذات فيكررون الجرائم، ومنهم من تعرض وهو صغير للعنف فقرر تكرار الجرائم.

 

هل هناك بوادر نفسية لارتكاب شخص لجريمة؟

نعم، تظهر بعض البوادر على الأشخاص الذين يرتكبون الجرائم، هذه البوادر النفسية يجب ملاحظاتها والتعامل معها قبل ارتكابهم للجرائم، مثل الميل لتحقيق الرغبات العدوانية أوالإحساس بالنقص والأفكار السيئة، وهناك من يرتكب الجرائم بدافع الحب أو بهدف الحصول على المال أو حبا فى الظهور واثبات أنه "قوي".

 

كيف يرتكب المواطن العادى جريمة بالصدفة؟

لكل إنسان منا غرائز بداخله، والبعض لديهم غريزة قوية فى الدفاع عن النفس، فقد يتعرضون للعنف ومن ثم يدافعون عن أنفسهم فيرتكبون الجرائم ويتحولون لمجرمين بالصدفة، فاذا وضع الشخص تحت ضغوط معينة قد يتحول لقاتل، وكثيرا منهم بعد ارتكاب الجرائم يندمون.

 

كيف يتم تقويم الشخص نفسيا وسلوكيا بعد ارتكاب الجريمة؟

يجب نسأل: هل مرتكب الجريمة كان يعلم بأنه ما يقوم به خطأ قبل ارتكابه لها؟، وهل تعمد ذلك وترصد له، وكانت لديه الدوافع النفسية؟، وبناء على ذلك يتم تحديد سلوكه وعلاجه، لا سيما اذا كان يعانى من اضطرابات نفسية، لتفادى تكرار هذه الجرائم.

 

كيف يتم تأهيل المذنب أثناء قضاء العقوبة لاعادة دمجه فى المجتمع؟

يجب دراسة حالة المذنب دراسة فردية، فربما يكون نشأ فى مجتمع تسوده الجريمة، ومن ثم يجب أن يتعود على السلوكيات السليمة، ومن الأهمية بمكان تعليمه حرفة يشغل نفسه بها ويحصل منها على رزق من حلال، وعلاج الإضرابات النفسية التى يعانى منها.

 

ما هى أكثر الفئات العمرية استعدادا لارتكاب الجرائم؟

الفئات المتوسطة من سنة 20 حتى 40 سنة الأكثر ارتكابا للجرائم، بسبب القوة الجسدية التى يمتلكوها، أما بعد هذا السن فيتميز الانسان بالعقل والهدوء والرزانة، ومن ثم تقل الجرائم تدريجيا كلما تقدم فى السن.

 

متى تكون السيدات أو الفتيات أكثر استعدادا لارتكاب الجرائم؟

الجرائم العنيفة يرتكبها الذكور، خاصة المتعلقة بالقتل، بينما السيدات يرتكبن الجرائم الأقل عنفا مثل السرقة، وربما أحيانا جرائم الخيانة الزوجية، ويلجئن السيدات لجرائم القتل فى حالات الخيانة الزوجية، وبعض النساء التى تعرضن للقهر أو العنف خاصة الجنسى يجعلهن يرتكبن الجرائم، وبعض السيدات ترتكب الجرائم بدافع الحب والخيانة.

 

هل السوشيال ميديا تؤثرعلى الأطفال فى تحويل سلوكهم عدوانيا؟

دعنا نتفق أن السلوك العدوانى يمكن تعديله، وهو أمر ضرورى، وبعض الأطفال يجلسون كثيرا أمام السوشيال ميديا ويشاهدون أعمالا عنيفة وفيديوهات صادمة وألعاب فيها عنف، ومن ثم يؤثر ذلك بشكل كبير على سلوكهم النفسى ويجعلهم أكثر عدوانية.

 

هل الدراما العنيفة قادرة على تحويل الأشخاص المسالمين للمجرمين؟

نعم، خاصة اذا كانت هذه الأعمال تقدم مشاهد عن العنف والايذاء فتعدل من سلوكيات البعض ومساراتهم، وربما تقدم للبعض حلولا خاطئة لبعض مشاكلهم عن طريق ارتكاب الجرائم، فهناك أشخاص مسالمون يحاولون حل المشاكل بالقانون والطريق السليم، لكنهم يعدلون من أفكارهم بمشاهدة هذه الأعمال العنيفة.

 

كيف نتفادى جرائم " الناس العُزاز "الأقارب أو الأصدقاء"؟

المشاكل تحدث مع المحيطين بنا الذين نتعامل معهم، فأغلب جرائم الزوجات ضد الأزواج، وبعض الأصدقاء يتخلصون من أصدقائهم، لأن البعض يثق بزيادة فى هؤلاء الأشخاص فتحدث المشاكل التى تنجم عنها الجرائم، بينما الأغراب عنا لا نتعامل معهم بشكل كبير، ومن ثم تقل هذه المشاكل، فيجب علينا أخذ الحيطة والحذر فى التعامل مع دائرة الأشخاص الذين نتعامل معهم.

 

لماذا يعتبر البعض العلاج النفسى وصمة عار؟

البعض يقول أن هذا الشخص "ملبوس" أو يعانى من السحر للهروب من الحقيقة، وكان قديما لا يوجد علاج لهؤلاء الأشخاص ومن ثم البعض ينظر إليهم على أنهم "مجانين"، فكان الأسهل للوالدين أن يقولوا أنهم "ملبوسين"، وللأسف بعض الأعمال الدرامية كانت تستخف بالمرضى النفسيين مما جعل البعض يعزف عن الطب النفسى، لكن مع الوقت البعض بدأ يتفهم ذلك وظهر العلاج للمرض النفسى، ومن ثم بدأت الوصمة تقل وبدأ الكثيرون يبحثون عن العلاج. 

 

ما هى الروشتة النفسية للعلاج فى سلام وأمان؟

الاعتراف أنه يوجد مشكلة، واللجوء للعلاج للنفسى، خاصة إذا عرفنا أن هناك أعراض خاصة أن الشخص اذا عزف عن الجميع، ويجب أن يكون العلاج دوائى وسلوكى، ويجب العلاج عند متخصصين وليس دجالين ومشغوذين، ويجب الابتعاد عن الضغط النفسى ونتعلم كيفية مواجهة هذه الضغوط، كما يجب تعلم مهارات تنظيم الوقت وحل المشاكل واتخاذ القرارات، وممارسة الرياضة لانها تفرغ الطاقة، وإقامة علاقات اجتماعية وممارسة الهوايات المختلفة والنوم فى مواعيد ثابتة بقدر كافى وتجديد النشاط.


كيف نحمى شبابنا من الإدمان؟

التوعية هى الخطوة الأولى لعلاج الإدمان، خاصة أن الإدمان مرض يمكن علاجه فى حالة التوعية، والتجربة هى أولى الخطوات للادمان فيجب الابتعاد عنها، ويجب عقد ندوات داخل المدارس، والتوعوية بأضرار الإدمان، ويجب تعريف الصغار بأضرار المخدرات ومن الخطورة "التكتيم" على الأمر حتى لا نترك الصغار يحصلون على معلومات مغلوطة من الخارج، ويجب تشديد العقوبات على الأشخاص الذين يتاجرون بالمخدرات العلاج، فضلا عن العلاج الالزامى لمتعاطى المخدرات فور القبض عليهم.

 

ما هو الأخطر فى الإدمان.. المخدرات الطبيعية أم التخليقية؟

المخدرات التخليقية أخطر بكثير من الطبيعية، لان الطبيعية نبات طبيعية لكن تدخل فيها العامل البشرى وتم وضع الكمياء عليها، والخلط الغير طبيعى بوضع مخدرات على بعضها يؤدى لكوارث، ويدمر الأجهزة العصبية للجسم فيتم ارتكاب الجرائم.

 

كيف ندرك أعراض الإدمان عند الصغار مبكرا؟

 لو لاحظنا سلوك الطفل متغير ومزاجه متغير وعزوفه عن اللعب أو تغيرت معدلات النوم وشهية الأكل تغيرت وحرصه على الانعزال فضلا عن وجود علامات فى العينين ونقص الوزن وخروج روائح من فمه، كل ذلك يدل على أن الطفل بدأ تعاطى المخدرات مستواه الدراسى لاحقا يتأثر وسلوكياته تتغير، يدخل فى دائرة الأصدقاء أشخاص آخرين، وتحول لشخص عصبي.

 

أخيرا.. كيف نعيش فى هدوء وسلام نفسي؟

إذا اتبعنا كل ما سبق، وعشنا فى مجتمعات هادئة، وراقبنا سلوكيات الأبناء وعدلنا المغلوط منها باستمرار، فلا نتركهم فريسة للسوشيال ميديا والدراما غير الهدافة، ونُعلى من القيم الرائعة والسامية، ونشدد على ممارسة الرياضة والنوم فى مواعيد ثابتة وممارسة الهوايات المختلفة، كل ذلك يضمن حياة هادئة آمنة لا صخب فيها ولا عنف ولا جريمة، وإنما "راحة بال".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة