الروح: يقتلون أطفال فلسطين يجب أن نتحرك.
العقل : لو تحركنا سيضاف أطفال مصر إلى أطفال فلسطين.
الروح: ألا نستطيع حماية أي شيء! أنت تسبب لي الشعور بالخجل.
العقل: أنا لا أخجل من الحقائق.
الروح: لكن كوننا لا نتحرك حقيقة مخجلة.
العقل: نتحرك إذا اقتربوا من سيناء.
الروح: من تقصد.. الفلسطينيون أم الإسرائيليون؟
العقل: أي منهما.
الروح: أتساوي بينهما؟
العقل: لا.. لكن الحسابات السياسة وموازين القوى تستدعي التحرك بحكمة وفقا للمعطيات المتغيرة كل يوم.
الروح: أليس هناك ثوابت إنسانية ناهيك عن الثوابت القومية؟
العقل : الأولوية الآن لثوابتنا الوطنية، أما القومية والإنسانية، فمسؤوليتنا عنها بقدر حجم تأثيرنا القومي أو الإنساني.
الروح : ومن يجب أن يشعر بالمسؤولية الإنسانية؟
العقل : هؤلاء الذين فتحوا بابا للحرب دون استشارتنا أو الاتفاق معنا على كيفية مواجهة آثار الحرب.
الروح : هل نلوم فصيل من شعب تحت الاحتلال لأنه واجه الطغيان؟
العقل : لا طبعا، لقد وجد سبيلا للمقاومة فسلكه، لكن الدول التي أمدته بالسلاح والمعلومات الاستخباراتية هي المسؤولة الآن عن مواصلة الإمداد بالسلاح لمواجهة آثار ما قام به.
الروح: ولماذا لا تستمر هذه الدول في مواصلة الإمداد بالسلاح لتوسيع المقاومة.
العقل: ربما لأن مصلحة هذه الدول انتهت عند هذا الحد، وعندما تلوح لها مصلحة أخرى ستستأنف مد يد العون، وربما تفاجئنا بما هو أكثر، ربما تتحرك الدول الآن، نحن لا نعرف، ونحن وفقا لمصلحتنا الوطنية لنا دور.
الروح : إذن فسنتحرك.
العقل : نحن نتحرك بالفعل، لكن ليس كما تتمنين، وإنما وفقا للمعطيات المتغيرة ومصلحتنا فيها، فلو تقدمنا عن دورنا المحكوم بقدراتنا خطوة واحدة ربما يكون في ذلك الهلاك، وإذا تأخرنا خطوة تقع الكارثة أيضا.
الروح : كل ما يحدث ولا ترانا تأخرنا؟!
العقل : بمعاييرك أنت أيتها الروح فإن العالم كله متأخر..انصتي لكلامي فهذه التفاصيل من اختصاصي، ولا نجاح بدون تحكيمي، كما أنه لا حياة بدونك، نحن الاثنان الجانب اللامادي الراقي، والحياة بدون أحدنا خراب.
الروح : أنت تسحبني إلى مناطق رمادية تسلبني فيها قيمتي وحياتي.. الأكسجين الذي أتنفسه يشح وينضب.
العقل: هي مناطق يجب فيها تحكيم العقل، فكما أن لك قيمة ومجال نعود إليك فيه، فإنه يجب العودة إلى أنا في أمر كهذا.
الروح: لكنك تغلق النوافذ على كل قيمة ببرودك هذا، وفي هذا نهايتي.
العقل: بل أحاول أن أنقذ كلينا، هي ليست حرب بين إسرائيل وحماس فقط، أو إسرائيل والفلسطينيين فقط، لكنها حرب بين قوى إقليمية ودولية تستخدم القضية الفلسطينية في صراعها ولا يهمها قضية أو أطفال. ألا ترين حتى الفيسبوك ووسائل الإعلام العالمية ضدنا.
الروح : كفى.. لا أستطيع التنفس، لا يوجد أكسجين على الإطلاق.
العقل : هناك تركيا وإيران وروسيا وأمريكا والصين والغرب كله وبقية العالم.. صراعات معقدة تتبادل فيها الأطراف العداوة والصداقة وفقا لتغير المصالح.
الروح : أصمت قليلا أنا أموت مختنقة.
العقل : ومن الأهداف المقصودة، جر بلادنا إلى مستنقع لا نخرج منه.. هل ستكونين سعيدة إذا تساوى أطفالنا مع أطفال فلسطين؟
الروح: صمت.
العقل: لماذا لا تردين علي أيتها الروح؟ أجيبيني؟ أين أنت؟ أين ذهبت؟ ارجعي أرجوكي.. عودي أيتها الروح، لا أستطيع العيش وحيدا، لا أستطيع التنفس.. الأكسجين يشح وينضب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة