"مصر لم تكن أبدا تتجاوز حدودها وأهدافها وتحافظ دوما على أرضها وترابها دون أن تمس.. وفى ظل الظروف التي تمر بها المنطقة من المهم عندما تمتلك القوة والقدرة يجب أن تستخدمها بتعقل ورشد وحكمة فلا تطغى ولا يكون عندك أوهام بقوتك، لكي تدافع عن نفسك وتحمي بلدك، وتتعامل مع الظروف بعقل ورشد وأيضا بصبر، ولا تدع الغضب والحماس يجعلك تفكر بشكل تتجاوز فيه".. رسالة قوية وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اصطفاف تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني بمحافظة السويس، يوم الأربعاء الماضي، تعبر عن قوة وقدرة الجيش المصري على حماية أمن مصر القومي، رسالة تحذير وردع للخارج بعدم السماح بالمساس بأمن مصر، ورسالة طمأنة للشعب المصري في ظل الأحداث المشتعلة في المنطقة بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة.
شاهدنا بكل فخر وعزة بالجيش المصري القوي، الفرقة الرابعة المدرعة في الجيش الثالث الميداني، فرقة واحدة في الجيش المصري، هذا الكم من التنوع في فرقة واحدة تمتلك دفاع جوي وصواريخ وغواصات وطائرات وأجهزة استطلاع ودبابات ومدرعات ومدافع ذاتية الحركة وجيش لا ينتهي على مرمى البصر، جيش عصري متطور مواكب لأحدث أنواع الحروب والتطور التكنولوجي في العالم، فأغلب الأسلحة التي ظهرت مصرية الصنع مائة في المائة، عرض مهيب يليق بالدولة المصرية لجزء بسيط من قدرات الجيش المصري الذي لا مثيل له في الإقليم، يحمل رسائل للداخل والخارج.. للداخل، اطمئنوا جيشنا جاهز ومستعد لحماية الأمن القومي المصري، ورسالة للخارج بأن مصر تمتلك القوة والقدرة اللازمة للدفاع عن مصالحها والسيادة المصرية، رسالة ردع بروح نصر أكتوبر المجيد، جاءت في ظل ظروف صعبة تشهدها المنطقة وفي ظل احتفال مصر بالذكرى الخمسين لنصر أكتوبر، رسالة لكل من تسول له نفسه أن يفكر في المساس بأمن مصر.
واستمعنا لكلمة اللواء أركان حرب شريف جودة العرايشي قائد الجيش الثالث الميداني، بأننا اليوم في أعلي درجات الكفاءة القتالية والاستعداد القتالي وجاهزون لطى الأرض في نطاق مسؤوليتنا أو أي مكان آخر يتم تكليفنا بالانطلاق إليه.."واضعين نصب أعيننا المصلحة العليا بالبلاد، محافظين على أمنها وأمانها واهبين أنفسنا وأرواحنا فداء لترابها الغالي، لا ندخر جهدا في التدريب ولا نضيع وقت في ما لا استفادة منه"، كلمات قوية وصادقة تعبر عن الثبات والقوة وتؤكد أن الجيش المصري كان وسيظل دائماً هو العمود الفقري للدولة المصرية سندها وأمانها ودرعها وسيفها.
مشهد يدعو للفخر، ويؤكد وبكل قوة على جاهزية القوات المسلحة للدفاع عن حدود وأمن مصر، واستعدادها لأى عمليات عسكرية، ما يؤكد أهمية جهود الدولة في عهد الرئيس السيسي في دعم وتطوير الجيش، وأتفق مع كلمته بأهمية أن تكون القوات المسلحة جاهزة ومتسلحة بالعلم والمعرفة، لنكون قادرين على استيعاب التقدم في مجالات التفوق وتطور التسليح الذي تشهده المعدات والأسلحة الحديثة، وأن التسلح بالإيمان يدل على الخلق والنزاهة والشرف وعدم الخيانة وعدم التآمر، وهى رسائل ثقة واطمئنان للداخل وأيضا رسائل ترهيب ووعيد للخارج، وكان اختيار مكان الاحتفال أيضا رسالة قوية لقربه من حدود مصر فى ظل الأحداث الراهنة.
وقد كانت كلمات الرئيس السيسي رسائل قوية بأن الجيش المصرى بقوته ومكانته وقدرته وكفاءته هدفه الأساسى هو حماية مصر وأمنها القومى دون تجاوز وأنه يبنى ويصون ويحمى ولا يعتدى، وأنها قوة رشيدة وهى سمة من سمات الجيش المصرى، وأنها جاهزة ومستعدة دائما للحفاظ على الأمن القومى المصرى، وأن هدف مصر وجيشها الأساسى والرئيسى هو حماية أمنها القومى وسلامة أراضيها وليس استخدام القوة للتجاوز أو طغيان.
مصر دائماً صامدة رغم كل الأزمات التي مرت عليها ومازالت، فهى تؤدي دورها في كافة المسارات، تواصل العمل والإنتاج ومسيرة التنمية، وفي ظل الأزمة الراهنة في قطاع غزة تقوم مصر بدور إيجابي وموقف مشرف وتتصدى لمخطط تهجير الفلسطينيين بكل قوة، والرئيس نوه إلى جهود مصر لوقف نزيف الدم وإطلاق النار بشكل أو بآخر في قطاع غزة من خلال التعاون مع الأشقاء والأصدقاء والشركاء من أجل احتواء التصعيد، وأيضا لمساندة المدنيين في القطاع بالمساعدات التي هم حاليا في أمس الحاجة إليها، خاصة في ظل انعدام المياه والكهرباء والوقود والمستلزمات الطبية والإغاثية والغذائية.
رسائل الرئيس السيسى لا تتوقف، حيث تضمنت كلمته خلال فعاليات النسخة الثانية من الملتقى والمعرض الدولى السنوى للصناعة، يوم السبت الماضي، رسائل قوية، كانت محل اهتمام الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية الكبرى، خاصة فيما يتعلق بتحذيره من تفاقم الأوضاع فى قطاع غزة وتوسيع دائرة التصعيد إقليميا مما يؤدى إلى تحويل المنطقة بأكملها إلى "قنبلة موقوتة"، وتشديده على ضرورة احترام سيادة الدولة المصرية وعدم المساس بها، وقوله"إن مصر دولة قوية لا يمكن المساس بها"، وإصراره على طمأنة الشعب المصري، قائلا: "متقلقوش .. بفضل الله سبحانه وتعالي زى ما حفظ البلد في 2011 و 2013 هيحفظها دائما .. لأن إحنا أبدا في سياستنا ما كانش فيها سياسات غدر ولا خسة ولا تآمر ولا انتهازية ولا حتي مصالح .. كان مصلحتنا إن المنطقة كلها تبقا مستقرة ونبنى ونعمر في بلدنا ده اللى إحنا اشتغلنا عليه..بفضل الله وشبابها وشعبها وجيشها ووعيهم قادرة على حماية بلدها تماما.. ما تقلقوش شوفوا شغلكم وحالكم.. وعيشوا حياتكم"، والحقيقة أقول إن من لديه دولة قوية مثل مصر وقيادة واعية وجيش قوي، يجب أن يطمئن ولا يقلق وأن يفتخر ويعتز ببلده وجيشه العظيم.
مكانة مصر وتأثيرها الكبير جعلتها محور الاهتمام العالمي في التشاورات بشأن القضية الفلسطينية، فكل يوم إما أن تستقبل رئيس أو قيادة كبيرة للدول الكبرى أو يتلقى الرئيس السيسي اتصالات هاتفية من زعماء العالم، وآخرها اتصال هاتفي من الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الأحد أمس الأول، حيث قدم بايدن الشكر، على جهود القاهرة في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، وأكد البيت الأبيض في بيان رسمي، أن الزعيمين ناقشا أهمية حماية أرواح المدنيين، واحترام القانون الإنساني الدولي، وضمان عدم تهجير الفلسطينيين من غزة إلى أي مكان، وأهمية الحيلولة دون توسّع دائرة الصراع للمحيط الإقليمي، حيث أكد الرئيس السيسي موقف مصر بضرورة التوصل لهدنة إنسانية فورية، لتعزيز الجهود المكثفة لإيصال المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية لأهالي غزة، وأكد موقف مصر الثابت برفض سياسات العقاب الجماعي والتهجير وأن مصر لم ولن تسمح بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية، فيما أكد الرئيس الأمريكي رفض الولايات المتحدة لنزوح الفلسطينيين خارج أراضيهم، وكل ذلك يؤكد مكانة مصر وتأثيرها في حل القضية الفلسطينية.
والحقيقة مواقف مصر نابعة من إيمانها بالقضية الفلسطينية، ولن تجد دولة في المنطقة تقوم بدور مثل مصر، فذلك قدرها أنه أم الدنيا وضمير الأمة العربية، وصدقا وحقا ما قاله الرئيس بأنه: "خلال العشرين عاما الماضية حدثت خمس جولات صراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وكان دور مصر دائما إيجابيا في احتواء التصعيد وتهدئته وتخفيف آثار هذا الصراع"، والعمل على أهمية إيجاد حل للقضية الفلسطينية من خلال العمل الدبلوماسي وحل الدولتين الذي يعطي الأمل للفلسطينيين ويقيم لهم دولة وفق حدود 1967.
مصر دولة كبيرة وقوية تختار معاركها في الوقت الذي تحدده لا الذي يحدده العدو، ولا تنساق وراء أي استفزازات أو محاولات لإدخالها في أي صراع، مصر لن تسمح بأن تموت القضية الفلسطينية أو يتم تصفيتها، فهى تدافع عن القضية وعن حقوق الشعب الفلسطيني بكل قوة وتبذل جهوداً كبيرة من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات.. مصر دائما هى الفاعل الرئيسى فى حل الصراعات والوصول للتهدئة كما هو الحال فى الوقت الراهن.