فى الوقت الذى أغفل فيه قانون التمويل المؤقت فى الكونجرس الأمريكي مساعدات الولايات المتحدة أوكرانيا، كان الحلفاء الأوروبيون مجتمعين فى العاصمة الأوكرانية كييف لطمأنة الأخيرة على مواصلة الدعم، لاسيما بعد فوز مرشح موال لروسيا بالانتخابات في سلوفاكيا، والتقارير التى تتحدث عن فساد فى كييف، الأمر الذى يثير بعض التساؤلات حول ما إذا كان الفساد هو ورقة الكونجرس لقطع المساعدات العسكرية التى تقرها الإدارة الأمريكية لأوكرانيا.
وتشير وثيقة استراتيجية أمريكية سرية إلى أن إدارة بايدن تشعر بقلق بشأن الفساد فى أوكرانيا أكثر مما تعترف به فى العلن، فيما قالت مجلة بولتيكو الأمريكية، التى حصلت على الوثيقة، أن خطة أمريكية طويلة المدى تتخذها واشنطن لمساعدة كييف على التخلص من المخالفات وإجراء إصلاحات أخرى لعدد من القطاعات الأوكرانية
فيما تؤكد الوثيقة أن الفساد يمكن أن يدفع الحلفاء الغربيين إلى التخلي عن معركة أوكرانيا ضد روسيا، وأن أوكرانيا لا يمكنها أن توقف مساعى مكافحة الكسب غير المشروع.
وتحذر الوثيقة من أن الفساد على مستوى عال يقوض ثقة الرأي العام فى أوكرانيا والقادة الأجانب فى حكومة وقت الحرب.
ولفتت الصحيفة إلى أن النسخة السرية من استراتيجية بلد متكامل نحو أطول بثلاثة أضعاف، وتحتوى على تفاصيل أكثر حول الأهداف الأمريكية فى أوكرانيا، بدءا من خصخصة بنوكها وحتى مساعدة مزيد من المدارس على تدريس اللغة الإنجليزية، وتشجيع جيشها على التكيف مع بروتوكولات الناتو. والعديد من الأهداف مصممة لخفض الفساد الذى يستشرى فى البلاد.
وتريد الإدارة الأمريكية أن تضغط على أوكرانيا لوقف الكسب غير المشروع، لأن المساعدات الأمريكية لها على المحك. لكن الحديث عن هذه القضية بصوت مرتفع يمكن أن يقوى شوكة معارضة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، والعديد منهم من الجمهوريين الذين يحاولون منع هذه المساعدات. وأى تصور لضعف الدعم الأمريكى لكييف يمكن أن يدفع أيضا مزيد من الدول الأوروبية إلى التفكير مرتين فى هذا الأمر.
وفى الوقت نفسه، اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا، في مسعى لإظهار الدعم لكييف، وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، إن دعم واشنطن لكييف لا يضعف، وقلل من أهمية مشروع قانون التمويل المؤقت للكونجرس.
وأضاف كوليبا أن كييف تجري محادثات مع الجمهوريين والديمقراطيين في الكونجرس، وأن الأحداث المحتدمة المحيطة بمشروع القانون المؤقت الذي حال دون إغلاق الحكومة، السبت، كانت "واقعة فردية" لا تعبر عن توجه ممنهج.
وأوضح: "لا نشعر أن الدعم الأمريكي قد تناقص.. لأن الولايات المتحدة تدرك أن ما يحدث في أوكرانيا أكبر بكثير من أوكرانيا فقط".
وتابع قائلاً: "يتعلق الأمر باستقرار العالم وإمكانية التنبؤ به، وبالتالي أعتقد أننا سنكون قادرين على إيجاد الحلول اللازمة".
وعلى الجانب الأمريكى، يعتزم الرئيس جو بايدن الاتصال بحلفاء الولايات المتحدة لطمأنتهم بأن الدعم لأوكرانيا سيستمر، وفقاً لما نقلته "بلومبرج" عن أشخاص مطلعين على الأمر.وقال الأشخاص الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إنه يمكن أن تتم المكالمة، الثلاثاء. ورفض متحدثون باسم البيت الأبيض التعليق.
وقدمت الولايات المتحدة حوالي 44 مليار دولار من المساعدات الأمنية لأوكرانيا منذ الغزو الروسي في أوائل عام 2022. وطلبت إدارة بايدن 24 مليار دولار أخرى كجزء من حزمة الإنفاق التكميلية في أغسطس.
وقبل أقل من أسبوعين، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مبنى الكابيتول الأمريكي للمطالبة بأنظمة أسلحة جديدة ودعم مالي وعسكري مستمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة