أكرم القصاص

«طوفان الأقصى» فى مواجهة عدوان الاحتلال.. لا بديل عن الدولة الفلسطينية

الأحد، 08 أكتوبر 2023 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الصور والفيديوهات التى انتشرت فى القنوات ومنصات النشر، من الأراضى المحتلة، تكشف عن تحول كبير فى عمل المقاومة الفلسطينية، وفشل إسرائيلى، وفقدان للسيطرة فى مواجهة صواريخ أربكت الاحتلال. 
 
وهذه التحولات يفترض أن تدفع الدول الكبرى والمنظمات الدولية لاتخاذ خطوات لحماية الفلسطينيين من الانتقام الإسرائيلى، والسعى لدعم الحل النهائى للقضية الفلسطينية.
 
وما يجرى فى الأراضى المحتلة من تصعيد يؤكد حقيقة واحدة على الأرض أنه مهما طال الزمن وسعت قوات الاحتلال الإسرائيلى لطمس الحقائق فإن القضية الفلسطينية تستمر وتولد كل يوم خطوات، وأنه لا بديل عن دولة فلسطينية، وعلى العالم أن يدرك هذه الحقيقة، ويسعى لوقف العدوان الإسرائيلى على الفلسطينيين، وربما يكون على البرلمان الأوروبى أن يلتفت إلى الانتهاكات الواضحة لحقوق الشعب الفلسطينى، وهى انتهاكات يمكن رؤيتها بالعين المجردة ولا يمكن طمسها وسط ازدواجية البرلمان الأوروبى والانحياز الأمريكى.
 
ففى مواجهة العدوان الإسرائيلى المتكرر تحركت المقاومة الفلسطينية وسط صمت دولى، وشنت الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة هجوما بالصواريخ على مستوطنات غلاف غزة، ضمن عملية «طوفان الأقصى» التى أطلقتها الفصائل فجر أمس السبت، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلى وتحديدا المستوطنات المحاذية لغلاف غزة.
 
وأعلنت المقاومة الفلسطينية إطلاق عملية طوفان الأقصى ضد الاحتلال الإسرائيلى بإطلاق 5 آلاف صاروخ دفعة واحدة خلال 20 دقيقة، مؤكدة ارتقاء المئات من الشهداء والجرحى الفلسطينيين هذا العام بسبب جرائم الاحتلال.
 
وسائل إعلام إسرائيلية، أكدت سيطرة الفصائل الفلسطينية على عدد من المستوطنات الإسرائيلية، واندلاع اشتباكات فى حوالى 10 مناطق داخل مستوطنات جنوب غزة بعد اقتحام مئات المقاومين الفلسطينيين للسياج الحدودى. 
 
ونقلت عن مصادر طبية إسرائيلية، سقوط 22 قتيلا وإصابة 545 آخرين من بينهم 40 فى حالة صعبة وحرجة وأسر عدد آخر، ونشر الإعلام الإسرائيلى صورا تبرز أسر الفصائل الفلسطينية لعدد من المستوطنين وجنود الاحتلال من غلاف غزة خلال علمية طوفان الأقصى.
 
وفى غزة، أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد وإصابة عشرات من الفلسطينيين، برصاص الاحتلال الإسرائيلى.
 
الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، عقد اجتماعا قياديا طارئا ضم عددا من المسؤولين المدنيين والأمنيين، ووجه بضرورة توفير الحماية للفلسطينيين، مؤكدا على حق الشعب الفلسطينى فى الدفاع عن نفسه فى مواجهة إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال، وتوفير كل ما يلزم من أجل تعزيز صمود وثبات أبناء الشعب الفلسطينى فى وجه الجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال الإسرائيلى وعصابات المستوطنين.
 
ومنذ اللحظات الأولى تحركت الدولة المصرية لمتابعة الموقف وإجراء  اتصالات مكثفة على كل المستويات لاحتواء الأزمة الحالية، وتابع الرئيس عبدالفتاح السيسى، الموقف العام للأحداث من خلال مركز إدارة الأزمات الاستراتيجى،  فى ضوء تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، ووجه بتكثيف الاتصالات المصرية لاحتواء الموقف ومنع المزيد من التصعيد بين الطرفين.
 
وحذرت مصر فى بيان الخارجية من مخاطر وخيمة للتصعيد الجارى بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، فى أعقاب سلسلة من الاعتداءات ضد المدن الفلسطينية.
 
ودعت مصر إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر، محذرة من تداعيات خطيرة نتيجة تصاعد حدة العنف، الأمر الذى من شأنه أن يؤثر سلبا على مستقبل جهود التهدئة.
 
ودعت مصر الأطراف الفاعلة دوليا، والمنخرطة فى دعم جهود استئناف عملية السلام، إلى التدخل الفورى لوقف التصعيد الجارى، وحث إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطينى، والالتزام بقواعد القانون الدولى الإنسانى فيما يتعلق بمسؤوليات الدولة القائمة بالاحتلال.
 
وبناء على توجيهات الرئيس السيسى، بدأ وزير الخارجية سامح شكرى، فور اندلاع الأحداث فى إجراء اتصالات مكثفة مع نظرائه وعدد من المسؤولين الدوليين للعمل على وقف التصعيد الجارى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومنها اتصال مع «جوزيب بوريل» الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبى، تناول التطورات الخطيرة على الصعيد الفلسطينى / الإسرائيلى وأهمية وقف التصعيد الجارى وممارسة ضبط النفس من جميع الأطراف، لما ينطوى عليه الأمر من مخاطر وخيمة.
 
وأوضح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أن الاتصالات التى يجريها وزير الخارجية فى هذا الشأن تتركز على الأطراف الدولية ذات التأثير، لضمان توحيد الجهود واتساقها وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل التوتر وعدم الاستقرار، والحيلولة دون خروج الوضع عن السيطرة.
 
وفى كل مواجهة تتحرك مصر فى كل الاتجاهات وتملك أوراقا ومعلومات تمكنها من القيام بدور محورى، فى أزمة معقدة ودقيقة تهدد بالمزيد من التوتر بالمنطقة، باعتبار أن العدوان الإسرائيلى هو سبب التوتر، وتؤكد مصر دائما أنه لا سلام من دون دولة فلسطينية.
 
وبجانب المساعى السياسية والاتصالات مع أطراف الأزمة، ومع توقع قيام الاحتلال بعمليات انتقام تتخذ الدولة المصرية إجراءاتها لإغاثة وعلاج الجرحى، من خلال معبر رفح ودعم مستشفيات العريش لعلاج الجرحى، وتحرك وزارة الصحة عشرات من سيارات الإسعاف المجهزة، وتم تجهيز عدد من المستشفيات بالعريش ومحافظات شمال سيناء والإسماعيلية والقاهرة، ودعم شمال سيناء بعدد من الفرق الطبية  من مختلف التخصصات الطبية، فضلا عن مستلزمات طبية ومشتقات دم، وسيارات إسعاف أخرى مجهزة بعناية مركزة وتنفس صناعى، فضلا عن إمدادها بتجهيزات ومستلزمات طبية وأدوية متكاملة.
 
الدولة المصرية تتحرك فى كل الاتجاهات بسياسة الفعل، لكونها الطرف الأكثر معرفة بالملف المعقد، والذى يمتلك خطوطا مع كل الأطراف الإقليمية والدولية، وسوابق نجاحها فى تقديم مبادرات لوقف التصعيد، وحماية الفلسطينيين، ودعم حقهم فى دولة مستقلة عاصمتها القدس.
 
p
p

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة