ارتباك ممتد تعيشه إسرائيل، وصل ذروته وطفا على سطح الأحداث بعد موجة التصعيد الأخيرة فى قطاع غزة والأراضى المحتلة بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال، وهو التصعيد الذى اعترفت تل أبيب خلاله بتكبدها 700 قتيل، بخلاف عدد لم يتم حصره حتى كتابة هذه السطور من الأسرى.
التصعيد الذى بدأ صباح السبت قابله جيش الاحتلال الإسرائيلى بسلسلة غارات ضد الأهداف المدنية فى قطاع غزة واستهداف عناصر الفصائل الفلسطينية، وذلك ردا على مقتل مئات الإسرائيليين وإصابة الالاف فى عملية طوفان الأقصى التى أطلقتها الفصائل.
وشن الطيران الحربى الإسرائيلى غارات مكثفة على عشرات الأهداف المدنية والسكنية داخل غزة، ما أدى لاستشهاد عدد كبير من المدنيين وإصابات حرجة فى صفوف أطفال ونساء وشيوخ، بالإضافة إلى استمرار المدفعية الثقيلة فى قصف مواقع للفصائل الفلسطينية فى غزة.
أكدت القناة 12 الإسرائيلية، الأحد، ارتفاع عدد قتلى المستوطنين بنيران الفصائل الفلسطينية إلى 700 قتيل و2150 مصابا بينهم 300 فى حالة حرجة وخطيرة.
وتعانى إسرائيل من حالة تخبط وترنح بسبب سياسة حكومة بنيامين نتنياهو المتشددة التى ترفض أى مسار لتفعيل عملية السلام مع الجانب الفلسطينى، مما تسبب فى حالة إحباط واسعة بين جموع أبناء الشعب الفلسطينى الذين يأملون فى الحصول على حقوقهم المشروعة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967، فضلا عن زعزعة أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط بسبب الجمود السياسى.
ومنذ صباح السبت، أجرى وزير الخارجية سامح شكرى مشاورات مكثفة مع وزراء خارجية دول إقليمية ودولية، وذلك فى ضوء التحركات والاتصالات التى تُجرِيها مصر لوقف التصعيد بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.
ركزت الاتصالات على تقييم وزير الخارجية سامح شكرى للموقف الراهن من التصعيد الجارى فى قطاع غزة ومحيطه، وبين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى على جبهات مختلفة، وما يتطلبه الأمر من تضافر لكافة الجهود على المستويين الإقليمى والدولى لحث الأطراف على تغليب مسار التهدئة وضبط النفس، والابتعاد عن دوامة العنف لتجنيب المدنيين الأبرياء تبعات هذا التصعيد.
وأكد وزير الخارجية فى اتصالاته على التزام مصر بمواصلة بذل كافة الجهود من أجل تحقيق التهدئة والوقف الفورى للتصعيد فى قطاع غزة، والمناطق الأخرى، وضرورة تكاتف جهود جميع الأطراف الدولية لتحقيق هذا الهدف باعتباره الأولوية فى المرحلة الحالية. كما دعا شكرى إلى أهمية التعامل مع القضية الفلسطينية من منظور شامل يعالج جذور الأزمة، ويكفل الحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
فى المقابل، سجلت وزارة الصحة الفلسطينية، الأحد، استشهاد 413 مواطناً منهم 78 طفلا و41 سيدة بالإضافة إلى تسجيل 2300 جريحاً منهم 213 طفلا و140 سيدة، مشيرة إلى أن الوزارة تتابع عن كثب تنفيذ خطة الطوارئ وتؤكد أن كافة الإدارات والوحدات والمرافق الصحية الحكومية والأهلية تعمل فى حالة اتزان لتأدية واجبها تجاه شعبها خلال العدوان الإسرائيلى الغاشم.
أكدت الصحة الفلسطينية أن الطواقم الطبية اكتسبت خبرات كبيرة استطاعت من خلالها التعامل مع حجم ونوعية الاصابات جراء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، مشيرة إلى تسجيلها 8 مجازر على الاقل حتى اللحظة بحق العائلات، راح ضحيتها نحو 54 مواطناً.
وأشارت إلى اشتداد العدوان الإسرائيلى الذى يزيد المشهد الصحى تعقيدا مع ما تعانيه غزة من عجز كبير فى الادوية والمستهلكات الطبية والوقود جراء الحصار الإسرائيلى، لافتة إلى أن استمرار أزمة الكهرباء يشكل تحديا أمام المنظومة الصحية وخطراً على حياة مئات الجرحى والمرضى فى الاقسام الحساسة.
فيما طالبت وزارة الصحة الفلسطينية المجتمع الدولى وكافة الجهات ذات العلاقة بالضغط على الاحتلال الإسرائيلى لإعادة تشغيل خطوط الكهرباء لما تسببه من خطر على المنظومة الصحية والإنسانية، مؤكدة حاجتها إلى تحركا عاجلا من كافة الجهات لدعم احتياجات الصحة الفلسطينية الطارئة من الادوية والمستهلكات الطبية والوقود والمولدات الكهربائية ذات القدرات العالية.
واستكمالا لحالة الارتباك فى تل أبيب، دعا مجلس الأمن القومى الإسرائيلى فى بيان له الأحد، المواطنين الإسرائيليين على ضرورة الامتناع عن السفر إلى دول الشرق الأوسط وأى دول أخرى بها تحذيرات من السفر، وذلك بعد حادث فردى تعرض له فوج سياحى بالإسكندرية، وفى ثانى أيام التصعيد الذى تشهده الأراضى المحتلة وقطاع غزة.
وتعانى إسرائيل من حالة هلع وخوف هيستيرى نتيجة التصعيد العسكرى مع الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة منذ صباح يوم أمس السبت، والذى خلف المئات من القتلى والجرحى بخلاف عدد لم يتم تحديده من الأسرى الإسرائيليين.
وظهر الأحد، قال مصدر أمنى بحسب ما بثته قناة إكسترا نيوز أن أحد أفراد الشرطة المعينين بخدمة تأمين منطقة المنشية بالإسكندرية قام بإطلاق أعيرة نارية من سلاحه الشخصى بشكل عشوائى أثناء تواجد أحد الأفواج السياحية الإسرائيلية بمزار عمود السوارى".
وأضاف المصدر الأمنى أن الحادث أسفر عن وفاة 2 من أعضاء الفوج وأحد المصريين وإصابة آخر حيث تم على الفور القبض على فرد الشرطة وجار اتخاذ الإجراءات القانونية حياله كما تم نقل المصاب إلى المستشفى للعلاج.
ويعد التصعيد الراهن فى قطاع غزة بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلى رد فعل لتعثر عملية السلام فى الشرق الأوسط نتيجة رفض تل أبيب الجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل مع الجانب الفلسطينى، وهو ما دفع أطراف إقليمية ودولية بتوجيه دعوات بضرورة العمل على حل الصراع بعيدا عن العنف ووفق المرجعيات الأممية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة