25 يوما من الجهود الدؤوبة التى تقوم بها مصر فى إطار مساعيها لخفض تصعيد العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة، وحقن دماء الأشقاء الفلسطينيين، والحفاظ على أمنها القومى والحيلولة دون تصفية القضية واتساع رقعة الصراع، كان لهذه الجهود ثمار أثرت بالإيجاب على القضية الفلسطينية.
ويأتى فى مقدمة هذه الثمار، نجاح مصر فى انتزاع مواقف دولية للحيلولة دون تصفية القضية الفلسطينية، على نحو ما جاء فى الموقف الأمريكى الذى تحول لتبنى الموقف المصري، خلال مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي بنظيره الأمريكي جو بايدن الأخيرة، حيث ناقش الزعيمان- بحسب البين الرسمي للبيت الأبيض والرئاسة المصرية- ضمان عدم تهجير الفلسطينيين من غزة إلى أي مكان، فيما أكد الرئيس الأمريكي رفض الولايات المتحدة لنزوح الفلسطينيين خارج أراضيهم، معرباً عن التقدير البالغ للدور الإيجابي الذي تقوم به مصر والقيادة المصرية في هذه الأزمة.
وبخلاف التهجير انتزعت مصر من الولايات المتحدة الاعتراف بمبدأ حل الدولتين، وجاء على لسان القائمة بأعمال السفير في السفارة الأمريكية في القاهرة بيث جونز خلال قمة القاهرة للسلام 2023التى عقدت فى القاهرة، "تظل الولايات المتحدة ملتزمة بتطلعات الشعب الفلسطينى إلى حل الدولتين وملتزمة بحق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة وتقرير مصيره، ولا نزال أكبر مساهم في العالم في تقديم المساعدات له".
وبخلاف الموقف الأمريكى جاء التحول فى الموقف الفرنسي، وأصبحت باريس حريصة على الدفع نحو ضرورة البحث في نهاية المطاف عن حل سياسي للقضية الفلسطينية، وفق حل الدولتين وبما يضمن الأمن والسلام للإسرائيليين والفلسطينين . وفي هذا السياق شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فى خطاب سابق له، بثه التلفزيون الفرنسي، على أن "السبيل الوحيد لحل الأزمة هو الضمانات الأمنية لإسرائيل إلى جانب إنشاء دولة فلسطينية".
وبالإضافة إلى ذلك تمكنت مصر من انتزاع مواقف دولية ومنظمات أممية ودولية كالأمم المتحدة والمجلس الأوروبي برفض تصفية القضية الفلسطينية، حيث تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة اعتماد مشروع قرار أردنى -يعتبر غير ملزم -، يدعو إلى وقف الأعمال العدائية وإقامة هدنة إنسانية فورية فى قطاع غزة.
وقامت مصر بحشد دولى لإدخال المساعدات، فقد دعا المجلس الأوروبي فى بيان سابق صادر عن قمة دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل إلى "ممرات إنسانية وهدنات" تتيح إدخال مساعدات إلى قطاع غزة. ولطالما انقسمت الكتلة الأوروبية بين الدول الأكثر دعما للفلسطينيين مثل إيرلندا وإسبانيا، والداعمين الثابتين لإسرائيل مثل ألمانيا والنمسا.
وبخلاف ذلك قامت مصر بحشد دولي تمكنت عن طريقه توضيح مفهوم القضية الفلسطينية وتسليط الضوء عليها في ضوء القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة والتأكيد على مبدأ حل الدولتين، عبر اللقاءات الثنائية والقمم الدولية والتنسيق مع القوى الدولية، وخلال الأسابيع الماضية، كثفت عدد من الدول الأجنبية والأوروبية تحديدا من اتصالاتها وزياراتها إلى العاصمة المصرية القاهرة، للتشاور حول تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة للاستماع إلى وجهة النظر المصرية في كيفية معالجة التصعيد العسكري في قطاع غزة.
كما تواصلت مصر مع كافة الأطراف الدولية الفاعلة وغيرها، بحسب ما جاء فى رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل أيام، قائلا: "إننا نتواصل مع جميع القوى الدولية وجميع الأطراف الإقليمية المؤثرة من أجل التوصل لوقف فوري للعنف، وتحقيق تهدئة تحقن دماء المدنيين من الجانبين"، وزار القاهرة قادة وزعماء دول أبرزها رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، المستشار الألماني أولاف شولتس، رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون... ولاتزال مصر تواصل جهودها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة