متى تعلن الولايات المتحدة الأمريكية وقف حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في غزة ... متى تضغط على زر " الريموت كونترول" لوقف آلة المجازر الصهيونية و حرب التجويع والحصار ضد 2.5 مليون انسان من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب ... هل مشاهد الخراب والدمار والدماء وآلاف الضحايا من الشهداء لم تقنع إدارة بايدن لإشهار " الكارت الأحمر" في وجه حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب.. وكم من الدماء التي تراق كل ساعة من الأطفال الأبرياء ومن النساء حتى ترتوي واشنطن وترتوي وتقول " كفى .."
هل مازالت تعتقد أن ما تقوم به إسرائيل هو حرب من أجل "الدفاع عن النفس".. وهل سقوط أكثر من 10 آلاف فلسطيني ضحايا للمجازر اليومية نصفهم من الأطفال والنساء – أو أكثر – يردع ضمائر الساسة في الإدارة الأمريكية التي يبدو أنها بلا ضمير أو وازع انساني وليس ديني.
كل الشواهد تؤكد أن عار غز سيلاحق هذه الإدارة ويقض مضاجعها ويتسبب في زوالها ونهايتها مثلما تسببت دماء أكثر من ربع مليون فيتنامي في انسحاب إدارة الرئيس ليندون جونسون من المشهد السياسي الأميركي في نهاية الستينات ومثلما لاحق العار إدارة بوش في قتل مليون عراقي تحت ستار أكبر كذبة في التاريخ لتدمير دولة وقتل شعب... دماء أطفال غزة والشعب الفلسطيني ستطارد بايدن في كل مكان يذهب اليه حتى داخل مكتبه في البيت الأبيض أو فوق سرير نومه
غرور القوة العسكرية وغطرسة السياسة لم تنقذ أسلاف بايدن من المصير ومن محاكمات التاريخ و غضب الشعوب الحرة حول العالم وفي داخل الولايات المتحدة نفسها...فالذين أشعلوا الحروب ودمروا الأوطان في فيتنام ولبنان والعراق وأفغانستان والصومال طاردتهم دماء آلاف الضحايا ولعنة التاريخ ولم يسطروا الا أوهاما من أضغاث أحلامهم وغرقوا في بحر الدماء والخراب والدمار.
لم تخرج الولايات المتحدة بقوتها العسكرية المفرطة وقواعدها العسكرية المنتشرة في المنطقة وحول العالم- 38 قاعدة عسكرية منها 7 قواعد في دول المنطقة- منتصرة في حرب واحدة منذ الخمسينات وحتى الآن ..كل الحروب أدت الى تدمير وخراب وتقسيم الأوطان وتفكك الجيوش الوطنية وموت آلاف البشر دون ذنب
تورطت واشنطن في مستنقعات الحروب دون تحقيق أهداف كبرى لأنها لا تؤمن بأن السلاح والحرب لا يمكنها وحدها تنفيذ الهدف...ومهما كانت التهديدات والضغوط دائما ما يسخر التاريخ دولة أو جيش ما في وجه هذه التهديدات والمخططات. واشنطن لا تقرأ التاريخ جيدا وتؤمن دائما بأن قوتها العسكرية الكاسحة كفيلة بجعل الأحلام واقعا على الأرض وتنسى أن هناك شعوبا وزعامات وطنية استثنائية تقف في وجه هذه القوة وتجهض هذه الأحلام.
مشاهد آلاف الأطفال والنساء لم تؤرق ضمير إدارة بايدن ووزير خارجيته بلينكن ومازالت ترفض وقف الحرب وتدعو ذئاب إسرائيل الى الترفق في قتل ضحاياها من الشعب الفلسطيني عند استخدامه الأسلحة المحرمة دوليا.
الشعوب لن تنسى والتاريخ لن يرحم كل من تلوثت يديه بدماء الضحايا وتواطئ على القتل والتدمير والتجويع لشعب استحق أن يعيش فوق أرضه ويحلم بوطنه الحر...عار غزة سيلاحق كثيرون في واشنطن وتل آبيب ولندن وباريس وبرلين وسيكتب النهاية قريبا.