أحمد طنطاوى

عبده جبير كاتب والكاتب لا يموت

السبت، 11 نوفمبر 2023 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مضى قطار العمر بالكاتب والروائى الكبير الأستاذ عبده جبير أحد أبرز أسماء جيل السبعينيات الذى يمكن وصفه بأنه جيل "اللبن المسكوب" أو جيل "الفجر المصلوب" أو أى تعبير آخر يمكن أن يسير فى سياق المعنى المعبر عن ضياع الفرص وتوالى الانتكاسات، حيث تتحول الآمال والأحلام القومية الكبرى إلى سراب بقيعة، حتى بلغ الأمر ذروته بهزيمة يونيو 67، هذا الجيل الذى عاش شبابه يحلم بمصر "مصر" لكن لحق الشبابَ الشيبُ دون أن يرى الواقع ما رأته الأحلام، وها هم يصعدون واحد تلو الآخر ليتقابلوا فى عالم آخر، ربما يسأل الأقدم منهم الأحدث عمّ إذا كان فجر مصر المصلوب قد تحرر؟

عرفت عبده جبير متأخرا، وفى العام 2018 كان أول لقائى به.

اتصلت به أرغب فى مساعدته.. كنت أدرس ما كتبه النقاد عن إنتاجه، استقبلنى فى موقف المنيب بالجيزة، كنا متجهين لمنتجعه فى قرية تونس بالفيوم، حيث مكتبته العامرة التى تحتل مساحة بهو كبير.

فى الطريق حكى عن بداياته كروائى وقاص، ولقاءاته بالفذ نجيب محفوظ.. تطرق لكل شىء.. كان ودودا وكريما، لا يضع بينك وبينه أى حاجز ولا يتصرف بتحفظ، ولا يجبرك على التصرف بتحفظ، يعطيك الانطباع بأنك من خاصته ودائرته القريبة.

وأطلق يدى فى كتبه وأمر لى بكل ما يلزمنى وأعطانى غرفة بسريرين وحمام مستقل لأسهر ليلة كاملة أواصل فيها فرز الكتابات التى تناولته، وهى كثيرة.

عبده جبير كان يدرك من يكون وماذا تمثل كتابته وكتابات جيله الاستثنائى، وكنت أعبر له عن إدراكى لهذه المعانى، ولهذا طلبت الاحتفاظ بأكبر جزء ممكن من تراثه/ تراث مصر، وقد مكننى من ذلك، وأظن أننى سأحافظ على هذا الجزء له ولغيره ممن أدركت كتاباتهم والكتابات التى كتبت عنهم، ومنهم: يوسف أبورية، وإبراهيم عبد المجيد، ومحمود الوردانى، وسلوى بكر، ورضا البهات، وغيرهم..

كنت أتردد بعد ذلك على الأستاذ عبده فى منزله بالسيدة زينب، خاصة بعد الوعكة الصحية التى ألمت به، وألزمته بيته وقد أصبحت حركته محدودة، كنا نملك حلمين متقاربين، أنا أرغب فى تدشين مركز متخصص لحفظ تراث جيلى الستينيات والسبعينيات من الأدباء المصريين لخصوصيتهم وخصوصية المرحلة الاستثنائية التى عاشوها وعبروا عنها، وهو كان يحلم بتأسيس مؤسسة ثقافية تحت اسم "دار الكتاب العربى" ليصبح منصة نشر ونقد تتابع الجديد على الساحة العربية من المحيط إلى الخليج، منصة تصدر دورية وتعقد جلسات حوار وندوات تستضيف أقلاما كبار، كان يحلم بمكتبة في كل شارع وكان يرى أن الثقافة هي الحل

رحم الله عبده جبير










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة