دندراوى الهوارى

يسألون عن جيشنا..ونسألهم: ماذا قدمتم لفلسطين مثلما ضحت مصر بالأرواح والدماء؟!

السبت، 11 نوفمبر 2023 11:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الأحداث والملمات الكبرى، ينتهز المغرضون والمزايدون الفرصة، ويحاولون طمس الحقائق وتحقيق مآرب خاصة سواء بالنيل من دولة ما بشيطنتها، أو رفع شأن آخرين دون أى حيثية، مستغلين السموات المفتوحة على مصراعيها، من إعلام بكل مشاربه أو سوشيال ميديا يسيطر عليها ذباب إلكترونى، تابع لجماعات وتنظيمات وكيانات وأجهزة معادية، وتوظيف سيئ للمشاعر الغاضبة من مناظر القتل والدمار والتهجير القسرى للأشقاء فى غزة.
 
ووسط هذا الزحام المخيف، يبذل الذباب الإلكترونى كل جهده مواصلا الليل بالنهار للعمل على تصدير وعى زائف، عن تقاعس الأمة فى نجدة الأشقاء، وهو عنوان عريض، ثم يبدأون من خلاله الهجوم على مصر، جيشا وقيادة وشعبا، بالتحريض وكيل الاتهامات الباطلة، البعيدة كل البعد عن الحقيقة، وكأن التفاف الشعب المصرى بكل طوائفه حول قيادته يزعجهم، ورفضه التام الزج بجيشهم الوطنى فى فخ أتون معركة، يعلم القاصى والدانى أن الدول الكبرى والناتو، خلف الكيان الصهيونى، وفتحت له كل مخازن الأسلحة فى أمريكا وأوروبا وفى قواعدهم خارج القارة العجوز، أمر يقض مضاجعهم!
 
محاولات التسفيه والتسخيف والتقليل من دور مصر لم تكن وليدة اللحظة الراهنة، وإنما منذ النكبة 1948، إلا أن محاولات التشويه خلال الفترة الحالية اتخذت منحى الصخب والضجيج بفعل السوشيال ميديا، ودس أسئلة الشيطنة والاستخفاف بالعقول، من عينة «ماذا قدمت مصر للقضية الفلسطينية؟، وأين الجيش المصرى»؟ وكأن مصر شعبا وجيشا هم المنوطة بهم منفردين القضية نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية.
 
ومع ذلك، سنجيب بشكل مبسط للغاية على هذا السؤال الوقح بالأدلة والبراهين، وسنبتعد بالجميع عن التفاصيل التى يسكنها الشيطان.
 
جيش مصر، ومن قبله الوطن، شعبا وقيادة، حملوا لواء الدفاع عن فلسطين بمفردهم، منذ نكبة 1948، ومرورا بالعدوان الثلاثى 56 ونكسة 67 وانتصار 73، وما زالت مصر وجيشها وشعبها يدافعون بكل أمانة وصدق عن القضية الفلسطينية، إقليميا ودوليا، دون حسابات خاصة، اللهم إلا الدفاع عن مصالح الشعب الفلسطينى بكل مكوناته، دون محاباة طرف على آخر!!
 
مصر دافعت عن فلسطين بالأفعال قبل الأقول، فى الوقت الذى اكتفى فيه غيرها بترديد الشعارات الصاخبة والخطب الرنانة والملتهبة فى قاعات الفنادق الفارهة، ومن فوق الموائد العامرة بكل ما لذ وطاب من المأكولات، على شرف مقاطعة القاهرة لأنها اتخذت قرارات جريئة وقوية لإعادة أراضيها، وانتزعت اعترافا رسميا بإقامة الدولة الفلسطينية، لكن العنت وعدم القدرة على قراءة الواقع بعين خبيرة، دفع الأشقاء الفلسطينيين حينها لرفض الحل، وضاعت القدس والتهم الاستيطان ما تبقى من الأراضى المحتلة.
 
مصر دفعت الآلاف، فلا يقل عن 120 ألف شهيد من خيرة شبابها شهداء فى سبيل الدفاع عن فلسطين، فى حروب حقيقية واستنزاف قوى لاقتصادها، بينما كان الآخرون يشاهدون المعارك من مقاعد المتفرجين والمتابعين، ويعلنون تضامنهم بالشعارات الرنانة فقط، ويهددون بإبادة إسرائيل ومن خلفها أمريكا من فوق الخريطة الجغرافية، بآخر جندى «مصرى».
 
ونأتى لدورنا فى طرح الأسئلة على كل الكيانات والتنظيمات والجماعات، الذين يهاجمون مصر آناء الليل وأطراف النهار، أين أنتم مما يحدث منذ أكثر من شهر ومستمر حتى الآن فى غزة من مجازر وحشية يرتكبها العدو الصهيونى؟ وأين كنتم بطوال العقود الماضية من تحرير القدس؟ ولماذا الجميع يطالب الزج بجيش مصر فقط فى أتون حرب تستنفد قواتنا البشرية وإمكانياتنا العسكرية وقدراتنا الاقتصادية وإعاقة انطلاقتنا التنموية؟! وأين الصواريخ التى كنتم تهللون بأنكم تمتلكونها، ولديها القدرة على ضرب قلب تل أبيب، وتمزق المستوطنات الإسرائيلية تمزيقا؟ ولماذا تكتفون برفع العلم الفلسطينى فى مظاهراتكم السلمية، وارتداء «الكوفية» الفلسطينية الشهيرة حول أعناقكم أمام كاميرات القنوات الفضائية والصحف والمواقع الإلكترونية، ثم تخلعونها عقب انتهاء الفعاليات؟!
 
هذا بعض من أسئلتنا الموجعة، من بين مئات الأسئلة المشتاقة لإجابات شافية، وللأسف لا نجد سوى شعارات ولعب بالألفاظ ومحاولة توريط مصر فقط فى أتون الحرب المدمرة!
 
مصر تجرعت سم التشكيك والتسخيف والسباب، وتحملت نار التخوين والمقاطعة وتشويه تضحياتها، ومع كل اتهام ومع كل تشكيك ومع كل مقاطعة، كان التاريخ ينصفها ويسجل مواقفها بأحرف من نور فوق صفحاته ناصعة البياض، والمحصنة من تلوث البقع السوداء، وفى العدوان الوحشى الأخير على غزة، وقفت مصر صلبة قوية، تمارس دورها الريادى فى الدفاع عن القضية الفلسطينية بالدبلوماسية الخشنة، ورفع عشرات اللاءات فى وجوه كل زعماء الدول الكبرى، وباقى العالم، لا لتصفية القضية الفلسطينية، لا للتهجير القسرى، لا لأى حل على حساب مصر والأردن، لا لاحتلال غزة، لا لوجود الناتو على الأراضى الفلسطينية، لا بديل سوى لحل الدولتين، وغيرها من اللاءات.
 
ناهيك عن دورها فى تصحيح الصورة الذهنية المغلوطة عن الوضع فى غزة، من خلال قوتها الناعمة، والأهم إصرارها على إدخال المساعدات الإنسانية لغزة، وتعد مصر هى الأكبر من حيث كم المساعدات، رغم ما تعانيه.
تبقى مصر الكبيرة المترفعة الأبية الداعمة بالأفعال قبل الأقول.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة