مأساة تتعرض لها مستشفيات قطاع غزة، بسبب العدوان الإسرائيلى الوحشي الذى يقصف القطاع برا وبحرا وجوا، مستهدفا المراكز الطبية والمشافى الكبري التى تأوى بجانب المرضى آلاف من النازحين الذين لجأوا إليها خوفا من القصف العنيف، ويواصل طيران الاحتلال الإسرائيلي ومدفعيته، قصف عنيف لمُحيط مجمع الشفاء غرب مدينة غزة، وحصار المجمع من كافة الجهات.
وكشفت مصادر، أن آليات الاحتلال باتت على مقربة من البوابات الرئيسية للمجمع، الذي استهدفت طوابقه بشكل مباشر، وسط غطاء ناري كثيف وتحليق كثيف للمسيّرات الإسرائيلية فوق المستشفى، ما جعل الخروج منه أو الدخول إليه أمرًا مستحيلاً، سواء للنازحين أو الجرحى، أو المرضى، والطواقم الطبية، والمسعفين، الذين بقوا دون كهرباء، ولا طعام، ولا ماء، ولا وقود.
وأضافت أن مدفعية الاحتلال دمرت مبنى قسم القلب القديم في الجهة الغربية من المجمع المذكور، وتطلق قذائفها بين الفنية والأخرى في مُحيطه، والقنابل الدخانية بين أقسامها.
فيما أعلنت مصادر طبية استشهاد 3 من الأطفال الخدج و5 من مرضى العناية الفائقة بمجمع الشفاء لنقص الأكسجين، في حين يواجه آخرون الموت في أي لحظة، ليرتفع عدد الأطفال الخدج الذين استشهدوا خلال أقل من 48 ساعة إلى خمسة، بسبب توقف الأجهزة الطبية عن العمل، لانقطاع التيار الكهربائي عن مُجمع الشفاء، لليوم الثالث على التوالي، علما بأن وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة أعلنت صباحا أن 39 طفلا معرضون للوفاة في أي لحظة، نتيجة انقطاع الكهرباء والأكسجين.ونقلت المصادر عن أطباء قولهم إنه بعد ساعات قد يكون هناك عدد كبير من الشهداء جراء الظلام الدامس، الذي تغرق فيه المستشفيات الآن.
وأفادت المصادر - كذلك - باستشهاد أطباء جراء استهداف طائرات الاحتلال مُستشفى "مهدي" للولادة غرب مدينة غزة، موضحة أن طائرات مُسيرة إسرائيلية تهاجم مجمع "الشفاء" وتطلق النار على النوافذ.
وأشارت المصادر إلى أن دبابات الاحتلال متمركزة الآن عند قسم الولادة بمجمع الشفاء، كما قصفت مدفعيتها قسم العناية المركزة، ما أدى إلى إصابة العديد بجروح.
وقالت المصادر إن العشرات من جثامين الشهداء ما زالت مُلقاة في ساحة المجمع وفي مُحيطه، ولم تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليها في ظل إطلاق الاحتلال النار بشكل مباشر على أي جسم مُتحرك، ومنذ الساعة 9 من أمس الأول، لم تصل سيارة إسعاف واحدة إلى المُجمع في ضوء هذه التطورات.
وأفادت مصادر في قطاع غزة، بانقطاع الكهرباء تمامًا عن مستشفى "العودة" شمال القطاع، ومُجمع "الشفاء" الطبي في مدينة غزة.
ولفتت المصادر إلى أن طائرات الاحتلال استهدفت المناطق الغربية والشمالية بمدينة غزة منذ منتصف الليلة، وهي: الشيخ رضوان، تل الهوا، وأبراج الكرامة، والمقوسي، والشيخ عجلين، والرمال، والنصر، دون أن تتسنى لسيارات الاسعاف الوصول إلى الأماكن المستهدفة، والوصول إلى الشهداء والجرحى.
من جانبها، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن هناك صعوبة بالغة في إخلاء مُجمع "الشفاء" الطبي كما يطالب الاحتلال، إذ أن هناك أكثر من 60 مريضًا بالعناية المكثفة، وأكثر من 40 رضيعا في قسم الخدج والحضانة، وأكثر من 500 مريض في أقسام غسيل الكلى.
على صعيد متصل، تعرض مُستشفى "النصر" للقصف المتواصل وللحصار منذ أيام، حيث تم اخلاؤه بالقوة من الأطباء والممرضين والنازحين، وبقي المرضى والجرحى وحدهم، واستهدفت مدفعية الاحتلال مستشفى "القدس" بمدينة غزة بشكل مباشر، ما خلق حالة من الهلع بين المرضى المقدر عددهم بـ500 مريض، والنازحين الذين لجأوا إليه وعددهم 14 ألف نازح.
فيما حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" من أن المستشفيات في قطاع غزة ستتحول إلى "مشرحة"، إذا لم يتم اتخاذ إجراء فوري.وقالت المنظمة - في منشور عبر موقع (إكس) أوردته قناة (فرنسا 24) الإخبارية "إن الكهرباء في المستشفيات هي شريان حياة، وإذا لم يتم اتخاذ إجراء الآن، وإذا لم نُوقف إراقة الدماء فورا من خلال وقف إطلاق النار أو على أقل تقدير إجراء إجلاء طبي للمرضى، فإن هذه المستشفيات ستتحول إلى مشرحة".
كما أعلن المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني الدكتور عبد الجليل حنيجل، توقف جديد لعدة مستشفيات عن العمل في قطاع غزة؛ بسبب حصار الدبابات الإسرائيلية لمحيطها من كافة الجهات.. مؤكدا أن هناك تضييقا على عمل المستشفيات في غزة.
وتعرض ايضا مقر برنامج الأمم المتحدة الانمائي في غزة للقصف الإسرائيلي، ما أسفر عن استشهاد 5 نازحين، وإصابة 15 آخرين بجروح.
ومنذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر الماضي، استشهد 198 من الكوادر الصحية، و36 من الدفاع المدني، وجرح أكثر من 130، بينما تضررت 60 سيارة إسعاف بينها 53 تعطلت عن العمل بشكل كامل، و51 من أصل 72 مركز رعاية صحية أولية بسبب الأضرار الناجمة عن القصف أو نقص الوقود، وتم الطلب من 24 مُستشفى بالإخلاء في شمال قطاع غزة (السعة الإجمالية لهذه المشافي 2000 سرير).
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى أكثر من 11100 شهيد، بينهم أكثر من 8000 طفل وإمرأة، في حصيلة غير نهائية. فى المقابل أعلن الجيش الإسرائيلى مقتل 5 من جنوده وإصابة 6 آخرين بجروح، في شمال قطاع غزة، يرتفع عدد القتلى الإسرائيليين منذ التوغل البري في القطاع إلى 44 قتيلا، بينما يرتفع الإجمالي منذ 7 أكتوبر إلى 361 قتيلا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة