عادل السنهورى

مشاهد فى القمة العربية الإسلامية المشتركة

الأحد، 12 نوفمبر 2023 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إيجابيات كثيرة لأول قمة عربية إسلامية في الرياض أمس السبت.. فالقمة استثنائية بحضور زعماء ورؤساء وممثلي 57 دولة عربية وإسلامية، في ظل المجازر وحرب الإبادة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في غزة وبكلمات عبرت عن حالة الغضب والرفض من الكيان الصهيوني على أرض غزة وما نتج عنه من استشهاد أكثر من 11 ألف شخص حتى الآن، 70 بالمائة منهم من الأطفال والنساء وفقا لمنظمة الصحة العالمية... وتدمير المستشفيات والمساكن والمساجد والكنائس ومحاولة اجبار أهالي القطاع على التهجير القسري.
 
المفارقة التاريخية أن منظمة التعاون الإسلامي تأسست عقب إحراق المسجد الأقصى في أغسطس 1969 وتجتمع لأول مرة في قمة عربية مشتركة عقب مرور شهر على المذبحة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
 
القمة في قراراتها أكدت دعم القادة لمصر في خطواتها لحماية الشعب الفلسطيني والوقوف في وجه ما يخطط له العدوان الصهيوني. وهو ما يؤكد على الموقف المصري الواضح والقوي منذ بداية العدوان وحرب الإبادة، وتصريحات الرئيس السيسي برفض مخططات التهجير القسري لنحو 2 ونصف المليون الى سيناء أو أي شبر من الأراضي المصرية.
كلمة الرئيس السيسي في القمة المشتركة كانت واضحة ومحددة، وتتسق مع التوجه العام للموقف المصري والعربي في قمة القاهرة للسلام منذ حوالي 3 أسابيع.
مصر حذرت من استمرار التصعيد الصهيوني في غزة بما يدفع إلى انفلات الأمور في المنطقة، ومن مغبة السياسات الأحادية، كما تحذر الآن، من أن التخاذل عن وقف الحرب فى غزة، بما ينذر بتوسع المواجهات العسكرية فى المنطقة.. وأنه مهما كانت محاولات ضبط النفس، فإن طول أمد الاعتداءات، وقسوتها غير المسبوقة.. كفيلان بتغيير المعادلة وحساباتها، بين ليلة وضحاها.
التحذيرات لا بد أن تصل لمن يملك ردع "إسرائيل" عن تماديها في جرائمها الإنسانية ومن يتخاذل ويتوارى خلف الدعم الأمريكي اللامحدود للعدوان الإسرائيلي "فالمعادلة يمكن أن تتغير بين ليلة وضحاها". واشنطن المعنية بضرورة الردع ومن وراءها أوروبا التي تعيش حالة من الارتباك والتناقض التاريخي الرهيب بين موقفها الحالي، وبين قيمها وثوابتها الإنسانية التي تنادي بها دائما من العدل والمساواة وحقوق الإنسان.
مصر أدانت منذ البداية، استهداف وقتل وترويع جميع المدنيين من الجانبين وأدانت جميع الأعمال المنافية للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني والادانة الشديدة الواضحة لسياسات العقاب الجماعي لأهالي غزة، من قتل وحصار وتهجير قسري غير مقبولة لا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس ولا بأية دعاوى أخرى وينبغي وقفها على الفور.
 
النقاط التي جاءت في كلمة الرئيس السيسي حددت الاطار العام لقرارات القمة وخاصة مع المطالبة بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار فى القطاع، بلا قيد أو شرط، ووقف كل الممارسات التي تستهدف التهجير القسري للفلسطينيين إلى أى مكان داخل أو خارج أرضهم.
ومطالبة المجتمع الدولي بالقيام بمسئوليته لضمان أمن المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني. وضمان النفاذ الآمن والسريع، والمستدام، للمساعدات الإنسانية.. وتحمل إسرائيل مسئوليتها الدولية.. باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال. والتوصل إلى صيغة لتسوية الصراع، بناء على حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967.. وعاصمتها القدس الشرقية.
 
النقطة الأهم في كلمة مصر هي إجراء تحقيق دولي في كل ما تم ارتكابه من انتهاكات ضد القانون الدولي وهو ما طالبت به احدى القرارات الـ31 للقمة العربية الإسلامية المشتركة بالطلب من المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية استكمال التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وتكليف الأمانتين العامتين في المنظمة والجامعة متابعة تنفيذ ذلك، وإنشاء وحدتي رصد قانونيتين متخصصتين لتوثق الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 وإعداد مرافعات قانونية حول جميع انتهاكات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني التي ترتكبها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية على أن تقدم الوحدة تقريرها بعد 15 يوما من إنشائها لعرضها على مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية وعلى مجلس وزراء خارجية المنظمة، وبعد ذلك بشكل شهري.
من بين القرارات المهمة للقمة- إلى جانب الإدانة للجرائم والمجازر الوحشية للكيان الصهيوني- هو رفض توصيف هذه الحرب الانتقامية دفاعا عن النفس أو تبريرها تحت أي ذريعة ومطالبة جميع الدول بوقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى سلطات الاحتلال التي يستخدمها جيشها والمستوطنون الإرهابيون في قتل الشعب الفلسطيني وتدمير بيوته ومستشفياته ومدارسه ومساجده وكنائسه وكل مقدراته. وكسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية والإسلامية ودولية، تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري، ودعوة المنظمات الدولية إلى المشاركة في هذه العملية، وتأكيد ضرورة دخول هذه المنظمات إلى القطاع، وحماية طواقمها وتمكينها من القيام بدورها بشكل كامل، ودعم وكالة الأمم المتحدة للإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
مراقبون للأوضاع رأوا انه كان من الضروري إدانة الموقف الأمريكي صراحة، لأن مطالبة مجلس الأمن لاتخاذ قرار حاسم وملزم بوقف الحرب والعدوان سيعوقه "الفيتو الأمريكي" الحامي لإسرائيل وتحذير واشنطن من موقفها من الحرب الدائرة مع وجود مصالح لها في المنطقة.
 
القرارات عموما في مقبولة مع الأخذ في الاعتبار تباين المواقف والمصالح لكنها تعبر عن موقف عام عربي وإسلامي ضد الهمجية الصهيونية وضد الموقف الأمريكي.
 
الحضور المصري على المستوى الرئاسي كان له الأثر الإيجابي في المزيد من التشاورات والتنسيق مع عدد من الدول العربية والإسلامية، وكانت أبرز وأهم هذه اللقاءات هي لقاء الرئيس السيسي مع الرئيس الإيراني والرئيس التركي والرئيس السوري وهو ما له من تداعيات إيجابية على مستوى العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك والمواقف المتطابقة من الأحداث الجارية.
 
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة