روشتة مصرية، تسير عليها الدولة المصرية فى التعامل مع القضية الفلسطينية، ينبع من دورها التاريخي والريادى فى تبنى القضية منذ عقود، وهو ما أكدت عليه القيادة السياسية خلال العدوان الإسرائيلى الغاشم اكتوبر 2023، ونادت به فى المحافل الدولية، من أجل استقرار المنطقة ومنع تفجر الأوضاع.
منع اتساع رقعة الصراع
قرأت مصر المستقبل، وأطلقت تحذيرات بما سيحل بالمنطقة من ويلات الحرب واتساع رقعة الصراع فى حال استمر تصعيد العدوان الإسرائيلي على غزة، وتنبأت بأن احتدام النزاع سيقود لاشتعال جبهات أخرى ولا سيما اللبنانية والسورية، والعراقية، الأمر الذى تحقق بالفعل مع تعدد العمليات التي استهدفت قواعد أمريكية بالمنطقة منذ انطلاق عمليات طوفات الأقصى فى الـ 7 من أكتوبر.
وقبل أسابيع أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى تحذيرات مبكرة، ففى أكتوبر الماضى، حذر الرئيس خلال مداخلة، علق على إسقاط طائرتين مسيريتن في طابا ونويبع بشبه جزيزة سيناء، قائلاً: "أنا حذرت من توسعة دائرة الصراع، أيًا ما كان المكان اللي جاية منها، المنطقة ستصبح قنبلة موقوتة تؤذينا جميعا".
ليس التحذير الأول ولن يكون الأخير، فقد حذر الرئيس فى السابق من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية يكون تأثيرها مدمرا خلال لقائه برئيس الوزراء البريطاني سوناك، مؤكدا "أنه يجب منع انزلاق المنطقة في حرب على مستوى الإقليم بالكامل يكون تأثيرها على السلام في المنطقة، لذلك نحتاج إلى إحياء السلام مرة أخرى وإعطاء أمل للفلسطينيين في إقامة دولتهم على حدود يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية".وعلى هامش القمة العربية الإسلامية المشتركة بالرياض السبت الماضى، جدد الرئيس تحذيره خلال لقاءه بالرئيس الإيراني على أهمية عدم اتساع دائرة الصراع في المنطقة والحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي.
ثوابت مصرية تجاه القضية الفلسطينية
تبنت مصر ثوابت تجاه القضية الفلسطينية تضمن حق الفلسطينيين المشروع فى اقامة دولة مستقلة، لذلك قامت الدولة المصرية بجهود متعددة المستويات والأبعاد، لخدمة ملفات القضية، للوصول إلى الهدف النهائى هو إقرار تسوية عادلة للصراع الإسرائيلى - الفلسطينى من خلال مبدأ حل الدولتين على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
وأعلنت مصرعن رؤيتها التى تستهدف حلًا عادلًا وشاملًا يضمن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، من خلال إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، رؤية أجهضت من خلالها المخططات الغربية تنحاز لإسرائيل وتستهدف استبعاد غزة من سيناريو حل الدولتين وتخطط لاستبعاد فصائل فلسطينية معينة من المشهد وإقصاءها.
خارطة طريق لإنهاء المأساة الإنسانية
ووضعت القاهرة أيضا خارطة طريق خلال "قمة القاهرة للسلام 2023" التى استضافتها اكتوبر الماضى، تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام، من خلال عدة محاور، تبدأ بالتدفق الكامل والآمن، والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة، ثم التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار، ثم البدء العاجل، فى مفاوضاتٍ لإحياء عملية السلام، وصولًا لأعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التى تعيش جنبًا إلى جنب، مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولى، مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها، بشكل كامل، فى الأراضى الفلسطينية".
وجاءت القمة العربية الإسلامية لتؤيد موقف وجهود مصر السياسية والإنسانية وتعزز مفهوم الوحدة العربية والإسلامية للوقوف فى وجه الاحتلال، وتؤكد خارطة الطريق نحو الاستقرار.
رفض التهجير وتصفية القضية
رفض المخططات الخبيثة للعدو الإسرائيلى وفى مقدمتها مخطط التهجير القسري لسكان غزة وفى ضوء خطابات القادة العرب فى "القمة العربية الإسلامية المشتركة" بالرياض" وفى مقدمتها خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي بشعار "لا للتهجير القسري"، على نحو ما قال الرئيس السيسي : "جميع الأعمال المنافية للقانون الدولى.. التهجير القسرى غير مقبولة ولا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس ولا بأية دعاوى أخرى وينبغى وقفها على الفور". كما جاء فى كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن"عوات التهجير القسرى والتي تمثل جريمة دولية ومخالفة صريحة للقانون الدولي والإنساني".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة