أفريقيا هى الحاضر والمستقبل لمصر.. الدبلوماسية الرئاسية والسياسة الخارجية للقاهرة تضع القارة السمراء فى دائرة الأولوية من بين دوائرها الخارجية الاستراتيجية منذ 2014 بعد سنوات من سياسات التجاهل والانسحاب و" للخلف در" بعيدا عن أفريقيا فكانت النتيجة الكارثية..
الرئيس عبد الفتاح السيسى زار افريقيا حوالى 28 زيارة وهو أكثر رؤساء مصر الذين زاروا الدول الافريقية، استعاد من خلالها دور مصر التاريخى والريادى والقيادى فى القارة بدبلوماسية جديدة متطورة وهى دبلوماسية التنمية والبناء والتعمير والتعاون المشترك للنهوض بدول القارة ووضع قدرات وخبرات وإمكانات مصر تحت تصرف أشقاءها الأفارقة من منطلق المصالح المتبادلة والمشتركة.
طوال 9 سنوات عادت مصر للممارسة الدور التاريخى واستعادت مكانتها عقب ثورة يونيو 2013 فى مؤسسات الاتحاد الأفريقى حتى ترأسته فى 2019 داخل القارة وخارجها فى محافل التعاون بين أفريقيا والولايات المتحدة وروسيا والهند وألمانيا والصين. عادت الثقة على أرضية التعاون والاستفادة من الخبرة المصرية وهو ما يحدث بالفعل فى عدة دول افريقيا وما تقوم به مصر من تشييد سد جوليوس نيريرى خير دليل على ذلك، وأيضا دراسة تنفيذ مشروع الربط النهرى بين بحيرة فكتوريا والبحر المتوسط والذى يتولى الرئيس السيسى بنفسه متابعته والاشراف عليه فى إطار البرنامج الرئاسى للنهوض بالبنية التحتية الأفريقي.
الدبلوماسية الجديدة منذ 2014 أثمرت عن نتائج جيدة للغاية ربما لا تكون هى ما نتمناه ولكنها تسير نحو الأفضل فى السنوات المقبلة، زاد حجم التبادل التجارى مع دول القارة الى حوالى 9 مليار دولار، وبلغت قيمة الصادرات المصرية لدول إفريقيا 6.3 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 5.5 مليار دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 14%. والمتوقع أن تزيد خلال الأعوام القليلة المقبلة الى 20 مليار دولار فى اطار برنامج زيادة الصادرات المصرية للعالم الخارجى الى 100 مليار دولار.ارتفع حجم التجارة البينية الأفريقية بنحو 16% من إجمالى التجارة مع العالم الخارجى ومرشح للصعود سريعا مع بدء تطبيق آليات سوق التجارة الحرة بين الدول الأفريقية وتوحيد النظام الجمركى ودعم مشروعات البنية التحتية من طرق وموانئ ومطارات ونجاح البنوك المركزية فى إزالة المعوقات المصرفية والمالية.
افريقيا هى الفرصة الذهبية والسوق الضخم – 1,5 مليار نسمة- أمام المنتجات المصرية وسط صورة ضبابية للتجارة الدولية التى تواجهه تحديات صعبة نتيجة جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية وحاليا العدوان الصهيونى على غزة. والفرصة باتت متاحة للاتجاه جنوبا والقطاع الخاص المصرى عليه تكثيف تواجده فى الأسواق الافريقية من خلال معرض التجارة البنية الافريقية التى تستضيفه مصر حاليا بمشاركة 30 دولة افريقية وأكثر من 1200 عارض إضافة لرجال الأعمال الأفارقة لتأسيس وشراكة حقيقة بين الأسواق الأفريقية والشركات والمصانع بهدف تحقيق نمو ملحوظ فى الصادرات وحركة التجارة البينية فى قارة أفريقيا.
التركيز على السوق الأفريقى سيساهم فى تعميق الصناعة المصرية وهو ما تستهدفه الدولة المصرية فى المرحلة الحالية لزيادة الصادرات المصرية خاصة من الملابس والمنسوجات والأغذية ومستلزمات الصناعة فى مشروعات البنية التحتية. ويمكن الاستفادة من موارد افريقيا وموادها الخام وتوفير العملة الصعبة فى عمليات الاستيراد الخارجية من أوروبا وآسيا.
حضور الرئيس السيسى مع عدد من رؤساء أفريقيا لفعاليات المعرض دلالة مهمة على التوجه والاهتمام والأهمية بالقارة والمعرض وتأكيد بأن أفريقيا هى الحاضر والمستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة