** طبيعة المعارضة تشويه كل شيئ وأقول لهم «ابتعدوا عن المصالح الشخصية»
** مصر دولة كبيرة وتحتاج قائد لديه رؤية و«جايب الموضوع من بدايته»
** الرئيس استطاع الحفاظ على الأمن خلال سنوات حكمه
** نحتاج معارضة إيجابية تطرح حلولا وأفكار
**الشعب لديه وعى متكامل وقادر على اختيار من يسير بالدولة إلى الأمام.. ولا يوجد سجناء رأى
الحفاظ على الدولة وأمنها القومى، كان المحور الرئيسى فى تفاصيل هذا الحوار، فلم تغب الخلفية العسكرية للواء طارق نصير الأمين العام لحزب حماة الوطن ووكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشيوخ، عن تحليله السياسى للمشهد فى الانتخابات الرئاسية 2024، وتفنيده للأسباب التى استند عليها الحزب فى تأييده للمرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى خلال الانتخابات.
وخلال هذا الحوار تحدث الأمين العام لحزب حماة الوطن، عن تصور الحزب لدعم المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى، وعن الحراك الحزبى مع انطلاق الدعاية الانتخابية، ووجه رسائل عاجلة للمرشحين المنافسين ولأحزاب المعارضة أيضا.. التفاصيل بنص الحوار:
أبدأ معك برؤيتك للمشهد السياسى مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.. ما تحليلك؟
دعينى أقول إن القيادة السياسية تحترم وتقدر ملف «الانتخابات الرئاسية»، باعتبارها استحقاقا دستوريا مهما، وحين طرح أمر الانتخابات داخل حزب «حماة الوطن»، عقدنا بالحزب اجتماعا للمكتب التنفيذى، لحسم موقفنا بشأن الانتخابات الرئاسية، وتوافقنا جميعا على دعم الرئيس السيسى، وكنا أول حزب يعلن توافق الجميع على دعم الرئيس السيسى.
والمشهد الحالى فيه 3 أحزاب تقدمت بمرشحين لها فى الانتخابات الرئاسية لهم رؤية وبرامج تم الإعلان عنها، والشعب المصرى يستطيع اختيار من يستحق أن يتولى قيادة البلاد، ويسير بالدولة إلى الأمام ولديه رؤية وأجندة يستطيع من خلالها أن يصل بالدولة لمستوى من التقدم والأمان.. وهنا أقول إنه يجب أن نضع أكثر من خط أسفل مصطلح «الأمان»، وأن يكون «قد المسؤولية».
اللواء طارق نصير الأمين العام لحزب حماة الوطن
هل ترى أن الناخب يعى أيضا أهمية «الأمن» إلى جانب مطالبه أو آماله الأخرى؟
الشعب المصرى أصبح لديه وعى متكامل بعد ثورتى يناير ويونيو، وأعتقد أن «كل المصريين فاهمين سياسة»، ويدركون استحقاقاتهم الدستورية، ولكن يحتاجون مزيدا من التوعية والحث على التجاوب مع هذه الاستحقاقات، وإحداث حالة «إفاقة» من وقت لآخر.
والأحزاب هنا لها دور.. أليس كذلك؟
بالطبع، لا بد أن ترسل الأحزاب رسائل توعوية من وقت لآخر بأهمية الاستحقاقات السياسية، والانتخابات الرئاسية هى من أهم هذه الاستحقاقات.
نعود لحزب حماة الوطن والأسباب التى استند إليها فى دعم الرئيس السيسى؟
دعينى هنا أسرد بعض التفاصيل حول الرئيس السيسى، قبل توليه رئاسة الدولة، فدائما عبر التاريخ كانت الدولة لمصرية تحتاج لحاكم وشخصية مميزة، والرئيس السيسى صاحب اسم مميز طوال حياته وتاريخه العسكرى، وهو ما أوصله لقيادة المخابرات الحربية فى توقيت مهم جدا عام 2010، حيث كانت القوات المسلحة تبحث عن أحد القادة العسكريين المميزين ليتولى زمام المخابرات فى توقيت تضمن توقعات بعدم الاستقرار خلال 2011، وتم التوافق عليه بناء على التميز المتسلسل لحياته العسكرية.
وعقب ثورة 2011، كان العبء الأكبر على القوات المسلحة فى أمن وسلامة الدولة المصرية، ورعايتها، فى وقت كانت تعانى كل الأجهزة بالدولة من حالة «وهن».
وحين تولى وزارة الدفاع، شهدت القوات المسلحة تطويرا ليس له نظير، سواء على مستوى الأفراد أو التسليح والمعدات وتنوعها، كما أنه وقف أمام وجه الإخوان فى ثورة 30 يونيو، واختاره الشعب لتولى المسؤولية وإدارة البلاد.
وخلال سنوات حكم الرئيس، أعتبر أن الإنجاز الأهم هو أن الدولة المصرية لم تخترق أمنيا، وميزان الأمن والحفاظ على قوام الدولة المصرية وعدم اختراقها لا بد أن نضعه أمام ميزان الإنجازات والمشروعات، «لأن القصة مش بس أكل وشرب، ولكن الحفاظ على الدولة مهمة صعبة جدا»، ومن يتولى قيادة هذه الدولة يجب أن تكون لديه رؤية وأن يكون واعيا و«جايب الموضوع من بدايته، مش مجرد إنه شايف نفسه كده، أو إنه رئيس حزب أو عضو فى حزب وعنده أفكار وإمكانيات فيتولى دولة زى مصر.. مصر كبيرة جدا مش بالكلام، ولكنها كبيرة بقوامها وإمكانياتها ومواردها ورعاياها داخل مصر وخارجها».
كل هذه التفاصيل، جعلتنا على يقين بأن المرشح الأنسب للحزب فى الانتخابات الرئاسية، هو الرئيس عبدالفتاح السيسى، فهو القادر على استكمال المشوار.
الإنجاز الأهم حسب حديثك هو الحفاظ على الأمن المصرى وهذا لم يحدث بشكل مفاجئ؟
بالطبع، والحفاظ على الأمن القومى يحتاج مزيدا من الحديث خلال هذه الأيام، لأن الرئيس السيسى عمل ما عليه منذ سنوات، حين أعاد مصر لأفريقيا، وتحرك تجاه ليبيا وساندها، وأوجد ترابطا كبيرا مع كل دول الخليج، وكذلك الترابط مع أوروبا من خلال حقل ظهر، كل ذلك يعد دعما وحفاظا على الأمن القومى المصرى، وكذلك يدعم اقتصادها، فهى بالطبع إنجازات دولية كبيرة.
وخلال العام الأول لحكم الرئيس، كانت كل زيارة خارجية للرئيس السيسى، تمثل مكسبا مهما للدولة، سواء كان هذا المكسب، دعما أو ثقة أو علاقات ثنائية، فكلها تحركات إيجابية، بجانب المشروعات التنموية الكبيرة التى تشهدها الدولة، فى الصناعة والزراعة والطرق، والبنية التحتية، مجهود جبار، خلال سنوات قليلة، رغم أن تنفيذه يحتاج عشرات السنين، هذا المجهود لم تشهده مصر خلال الـ60 سنة الماضية.
اللواء طارق نصير الأمين العام لحزب حماة الوطن
التحديات الاقتصادية إلى جانب أحداث غزة وتطوراتها هل ستنعكس على اختيار الناخبين لمرشحهم فى الانتخابات الرئاسية؟
الحزب داعم للرئيس عبدالفتاح السيسى، لكن دعينا نتحدث كمواطنين عاديين، ونحلل المشهد المصرى بعد تأثره بأحداث غزة، وهنا أستطيع أن أقول إن المواطن ووفق قياس قمنا به، بعد 7 أكتوبر، وتكالب الدول الغربية على دعم إسرائيل والتخلص من فلسطين على حساب الدولة المصرية، وإسقاط الأمن القومى المصرى، هذا كله «خلى الناس فاقت»، وحتى أحزاب المعارضة، اتجهت للوقوف إلى جانب الرجل الذى يفهم جيدا يعنى إيه أمن الدولة المصرية، ويقف بثبات، إنه لن يقبل أى توافق أو أى دعم على حساب أرضنا وبلدنا.. وهنا الجميع أصبح داعما للدولة المصرية «مؤيد ومعارض»، وبالتالى سينعكس ذلك على حجم مشاركة المواطنين فى الانتخابات المقبلة بكل تأكيد، لاختيار رئيس دولة يدير المنظومة، التى تحتاج لإدارة ناجحة، والنجاح هنا يقاس بالحفاظ على الأمن القومى وليس بالمشروعات فقط.. ومصر لازم يكون لها هيبة ورهبة لأنها دولة قوية لها جيش قوى.. والرئيس السيسى استطاع أن يحافظ على الدولة وأمنها وإحداث حالة من التوافق رغم أنف المتربصين بالدولة.
هل تقصد أن شعور الناخب تجاه الدولة اختلف مع تصاعد الأحداث فى غزة وتصاعد شعوره بالمخاطر التى تحيط به؟
بالطبع، ولذلك أتصور أن يكون مشهد المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، من كل الفئات، وكأن مصر فى حالة حرب.
وجود 3 مرشحين ينتمون لأحزاب سياسية فى الانتخابات الرئاسية أحدث حالة من التنوع فى المشهد الانتخابى، هل يعكس ذلك قوة الأحزاب فى الشارع؟
الأحزاب لديها قوام يساعدها على الدفع بمرشح فى الانتخابات الرئاسية، فلديها أمانات معنية بمختلف المجالات وقواعد بالمحافظات، يمكن أن نقول إنها دولة داخل الدولة، أى لها انتشار على كل المستويات، فكلها عوامل مساعدة تمكنها من ذلك، والترشح فى الانتخابات يمثل تأكيدا للديمقراطية التى تشهدها الدولة.
هل وجود القواعد الشعبية يضمن التمثيل الجيد فى المشهد الانتخابى؟
من الوارد أن يخفق الحزب فى الانتخابات، ولكن ما يكسبونه فى هذه الحالة هو الأمل فى الانتخابات المقبلة، باعتبارهم خاضوا التجربة وأخذوا خبرة من المعركة، والأحزاب لا تعتمد على أشخاص ولكن قوام، فأساس الأحزاب ليس الأشخاص ولكن اسم الحزب وقوامه، وخوض المعركة يمنحهم الخبرة.
أليس خوض الانتخابات اختبارا حقيقيا لقوة القواعد الشعبية؟
الأحزاب لديها أمل فى مشهد الانتخابات الرئاسية، ولكن هذا المشهد يختبر تأثير الأحزاب وقوامها على الأرض من حيث الحشد فى الانتخابات والحصول على أصوات، والانتخابات ستوضح نتيجة هذا الاختبار،لكنها تجربة تخوضها الأحزاب وتبنى عليها فى الاستحقاقات القادمة.
ما الذى سيقوم به حزب حماة الوطن دعما للرئيس السيسى فى الانتخابات الرئاسية؟
نعمل على التوعية بشأن الاستحقاقات الانتخابية بصفة عامة منذ فترة كبيرة على مستوى كل الأمانات بمحافظات الجمهورية، من خلال لقاءات تدريب وتثقيف والتواصل مع شخصيات مؤثرة، ونعمل أيضا ضمن حملة الرئيس السيسى، على التوعية بمن هو المرشح وأسباب دعمه من خلال المؤتمرات الحاشدة وأهمية التوافق عليه فى السباق الانتخابى.
واتساقا مع توجيه الرئيس السيسى بدعم أهالى غزة وتوجيه التبرعات لها، وتقليل نفقات الحملة الانتخابية، قررنا خفض تكاليف المؤتمرات الانتخابية وتوجيهها لدعم الأهالى فى غزة.
فيما يخص القياس والاستطلاعات التى قام بها الحزب فى الانتخابات الرئاسية.. ما النتائج التى توقفت أمامها؟
فى البداية، رصدنا أن أغلب الناخبين يتجهون للتفكير فى التحديات الاقتصادية ومصلحتهم الشخصية، وأيضا سيطرت عليهم حالة غلاء الأسعار، وهو ما تسبب فى إحداث حالة من عدم الرضا لديهم، رغم أن الدولة «مظلومة» فيما يخض الوضع الاقتصادى، لأنها تتعرض لضغوط كبيرة تستهدف إحداث حالة من عدم الرضا وسط المواطنين تجاه دولتهم، وهذا مرصود.. وبالتالى نفكر دائما فى كيفية دعم المواطن بشكل مستمر فى الجزء الغذائى وتوفير المواد الغذائية حتى بعد انتهاء انتخابات الرئاسة.
ولكن بعد أحداث غزة الناس نسيت الغلاء وارتفاع الأسعار وأصبحت تفكر فى الأمن، بعد محاولات استهداف الدولة المصرية، واختيارهم للمرشح الأنسب لهذه المرحلة هو الرئيس عبدالفتاح السيسى.
بالنسبة لأحزاب المعارضة والحديث المتكرر عن ضمانات نزاهة الانتخابات.. كيف ترى هذا الحديث وهل تعتبره استمرارا لمحاولات تشويه المشهد؟
طبيعة المعارضة هى تشويه كل شىء والتشكيك فى الانتخابات، ولكن أعتقد أنه لا بد من التكاتف، لأننا فى حالة حرب، ولا أعتقد أن تشهد الانتخابات تفككا داخل أسرة الدولة المصرية، ولكن سيكون هناك ترابط كبير جدا.
هل التشكيك يندرج تحت المعارضة البناءة التى تحتاجها الدولة؟
المعارضة لا بد أن تكون إيجابية، من خلال طرح الحلول والأفكار، وأقول لهم اطلبوا ما يعود على مصلحة الدولة والمواطنين بالنفع، وليس لتحقيق المصالح الشخصية، وهنا أحب أن أشير إلى أن المعارضة أيضا تروج لمصطلحات غير صحيحة، مثل وجود سجناء الرأى، بل هؤلاء محبوسين على ذمة قضايا.
هناك مخاوف من أن تصل محاولات البعض لتشويه مشهد الانتخابات بالتحريض على المقاطعة؟
كل محاولات التشويه لن تحدث، لأن ظروف هذه الانتخابات مختلفة، والمواطنون داعمون للرئيس السيسى فى ترشحه للانتخابات، بخلاف وعيهم وحرصهم على منح صوتهم لمن يستحق.
ماذا تقول لأحزاب المعارضة؟
أتمنى من أحزاب المعارضة التوافق مع الدولة المصرية والقيادة السياسية فى الفترة القادمة أيا كان من يتولى الرئاسة، بكل إيجابية، خاصة أن التفكك يتسبب فى الانهيار، كما حدث فى دول أخرى، «وبلاش هدم دون فكر فى الدولة المصرية».
ما الرسالة التى توجهها للمواطنين قبل أيام من التصويت فى الانتخابات الرئاسية؟
أدعو جميع المواطنين إلى النزول والمشاركة فى الانتخابات بغض النظر عن التصويت لصالح أى من المرشحين.
إذا أردنا الخروج بمشهد انتخابى يليق بحجم الدولة المصرية.. ما رسالتك للمرشحين المتنافسين فى الانتخابات؟
الرئيس السيسى لديه فكره وأجندته ويعلم الدعم الشعبى لمساندته للنهوض بالدولة واستكمال المسيرة، وأقول للمرشحين المنافسين أتمنى أن تكونوا على قدر أهمية الانتخابات، لأنكم أصبحتم مرشحين فى السباق الانتخابى الرئاسى، وسواء حققتم المكسب أم لا، فلا بد أن تسير الحملات بكل نزاهة وحياد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة