أحمد طنطاوى

دماء الفلسطينيين تحيى قضيتهم

الأربعاء، 15 نوفمبر 2023 05:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كانت الخسارة من طبيعة الحياة.. فبعض الخسائر لا تخلوا من مكسب
ليبيا ـ مثلا ـ خسرت فى يوم واحد نحو 11 ألف شهيد فى سيول درنة وهو العدد نفسه الذى خسرته غزة حتى الآن 
ودون التقليل من التعاطف والاحترام مع "الموت" فى ليبيا
فالموت فى غزة كان مختلفا.. فقد أحيا قضية شبه منسية 
قضية اسمها "فلسطين"
الآن هى العنوان الأول على شاشات التلفزة ومنصات النشر فى جميع أنحاء العالم
الآن.. رأى العالم ـ كما لو كان يرى لأول مرة ـ أن هناك حالة احتلال بين جنباته
انتبه فجأة لوجود سياسة فصل عنصرى وعقاب جماعى وجرائم حرب ترتكب فى ألفيته الثالثة 
أبصر أرضا مسلوبة وشعبا سليبا يعانى الفقد اليومى فى الأرواح والممتلكات
لقد غسلت دماء الفلسطينيين فى غزة والضفة مساحيق الديمقراطية والتحضر عن إسرائيل
وبات من الصعب على الإعلام الغربى أن يعالج الوجه القبيح
هل كان من الممكن أن نتخيل رؤية العلم الفلسطينى يكسو شوارع العواصم الأوروبية قبل حرب غزة؟
هل كان من الممكن أن نرى فى لندن عاصمة ـ الضباب واللامبالاة ـ 300 ألف إنجليزى مهتم؟
هل كنا سنرى الجامعات الأمريكية تفصل شبابها لانحيازهم العنيف لأصحاب الأرض؟
الموت فى فلسطين أيقظ ضمائر العالم الحر 
وأعاد السيولة فى دماء كانت متخثرة.. وجيّش ـ فى صف قضيتنا المركزية ـ شعوبا لم تكن يوما ما معنية
الآن جيل جديد يتشكل وعيه ـ فى القارات الست ـ على شر مطلق اسمه إسرائيل
ما يضع أمام هذه الدولة الفاشلة معركة جديدة فاشلة بعد معركتها الفاشلة فى غزة 
هى معركة الكراهية والرفض
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة