على الرغم من محاولات الاحتلال الإسرائيلى لتصفية القضية الفلسطينية عبر دعوات التهجير، والتي تهدف في الأساس إلى وأد دولة فلسطين المنشودة، عبر القصف الوحشي على قطاع غزة، إلا أن الأمور اتخذت مسارا مختلفا، في ظل دعوات دولية لإضفاء الزخم مجددا لحل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الشرعية الدولية، وهو ما بدا في تصريحات العديد من المسؤولين الدوليين .
أكد وزير الخارجية الصينى وانج يى الحاجة الملحة فى الوقت الراهن إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، مشيرا إلى أهمية دفع الجانبين إلى المفاوضات وإنشاء قنوات إنسانية طارئة لمنع حدوث أزمة إنسانية على نطاق أوسع.
وقال وانج، إن الصين تدين جميع أشكال الأعمال التي تضر بالمدنيين وتعارض أي عمل ينتهك القانون الدولي، داعيا الدول الكبرى إلى ضرورة لعب دور فعال حيال هذا الأمر، مضيفا أن النهج الأساسي يكمن في تفعيل حل الدولتين، والسعي للوصول إلى توافق أوسع وتعزيز تأسيس جدول زمني وخارطة طريق لاستعادة الحقوق المشروعة للأمة الفلسطينية.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أن الولايات المتحدة تريد أن تخرج أزمة غزة خارج نطاق منطقة الشرق الأوسط .. قائلا : "إن واشنطن غير مستعدة لأى شئ سوى هدنة إنسانية بلا التزامات، وهى لا تريد عمليا تقييد أيدى إسرائيل".
وقال لافروف "إن طهران وبيروت لا تريدان التورط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولن تشاركا فيه إذا لم تكن هناك استفزازات، ولا أعتقد أن إيران أو لبنان يرغبان في التورط في هذه الأزمة، ولا أرى أية رغبة من جانب أي من الدولتين لشن حرب واسعة النطاق في المنطقة".
وعلى صعيد متصل .. قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا : "إن المحكمة الجنائية الدولية لا تبالي بوضع الأطفال في غزة، بينما تبالغ في توجيه اتهامات اختطاف مزعومة لأطفال أوكرانيين".
وتساءلت زاخاروفا، "أي نوع من التقييم والأولويات لهؤلاء الأشخاص الذين يتمتعون بالسلطة؟ ، هؤلاء على استعداد للإعلان عن قصة مختلقة حول الاختطاف المزعوم للأطفال الأوكرانيين فيما لا يقولون كلمة واحدة فيما يتعلق بالأطفال الحقيقيين الذين يعانون كل يوم على هذا النطاق الهائل في غزة".
وكانت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة كاثرين راسل قد صرحت في وقت سابق بأن هناك نحو مليون طفل مفقودون أو محاصرون تحت أنقاض المباني المنهارة في قطاع غزة.
كما وعد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، بأن تعمل حكومته الجديدة في أوروبا وإسبانيا من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مطالبًا إسرائيل بوقف القتل الأعمى للفلسطينيين في غزة .
وطالب رئيس الوزراء الاشتراكي "بوقف فوري لإطلاق النار من جانب إسرائيل في غزة، والالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني الذي لا يتم احترامه الآن بشكل واضح".
كما طالب رئيس الوزراء بالإفراج الفوري عن الرهائن الذين تحتجزهم الفصائل الفلسطينية منذ هجوم 7 أكتوبر.
وأضاف سانشيز: لكن بنفس القدر من الوضوح، نرفض القتل الأعمى للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، متعهداً بأن تعمل حكومته الجديدة في أوروبا وفي إسبانيا من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية".
وفي 2014، تبنى البرلمان الإسباني بالإجماع تقريباً قراراً غير ملزم يدعو إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وفي عام 1991، استضافت مدريد مؤتمر السلام في الشرق الأوسط، والذي شاركت فيه لأول مرة منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948، جميع الأطراف العربية المنخرطة في نزاع مباشر مع الدولة العبرية.
وبعد عامين من هذا المؤتمر، تم التوقيع في واشنطن على اتفاقية أوسلو التي تنص على اعتراف متبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
كما دعا سانشيز، إلى عقد قمة دولية للسلام من أجل إيجاد حل طويل الأمد للأزمة بين إسرائيل وحماس، وسرعة التوصل لحل الدولتين.
وقال رئيس الوزراء الإسباني "من المهم أن تكون لدينا في الأفق قمة سلام يمكننا من خلالها توجيه مشاركة المجتمع الدولي للتوصل إلى اتفاق نهائي، اتفاق سلام بين إسرائيل وفلسطين مع حل الدولتين"، وفقا لموقع بوليتيكو الأوروبي.
كما دعا سانشيز صراحة إلى وقف إطلاق النار في غزة للسماح للمساعدات الإنسانية بدخول الأراضي الخاضعة للسيطرة الفلسطينية، على عكس زعماء الاتحاد الأوروبي الآخرين الذين تجنبوا هذا الطلب.
وقال سانشيز: "بصفتي رئيس وزراء إسبانيا، أود أن أرى وقفا لإطلاق النار لأغراض إنسانية، ولكن إذا لم يكن لدينا هذا الشرط، فعلى الأقل هدنة إنسانية من أجل توجيه جميع المساعدات الإنسانية التي يحتاجها السكان الفلسطينيون بشكل عاجل".
وأضاف أن الحاجة إلى "هدنة إنسانية" أمر ملح للسماح بفتح ممر لتوصيل جميع المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون في غزة، وكذلك لمساعدة المنظمات غير الحكومية المحلية على القيام بعملها.
وفي حين أن سانشيز قال إنه يدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فقد ردد صدى قول زعماء الاتحاد الأوروبي الآخرين إن الدفاع يجب أن يتم ضمن حدود القانون الإنساني والدولي، ووصف صور المعاناة في غزة بأنها "غير مقبولة".
وقال سانشيز: "لا أستطيع أن أتخيل الوضع في فلسطين، في قطاع غزة، حيث ما يقرب من نصف السكان هم من الأطفال، ومن المهم جدا أن نرسل رسالة إنسانية واضحة، نتعاطف فيها مع هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من هذا الوضع الرهيب".
كما أعرب عن رغبته في التوصل إلى حل الدولتين بكل سرعة، وقال: "إن المجتمع الدولي يعترف بالفعل بإسرائيل، وما يتعين علينا فعله الآن هو الاعتراف بالدولة الفلسطينية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة