حققت سياسة العدالة والمساواة المنتهجة بالدولة المصرية ثمرات غير مسبوقة، والتي رسخها رئيس الجمهورية بصورة وظيفية، وحصدت من ثمراتها المرأة المصرية بصورة عامة، والمرأة السيناوية بشكل خاص؛ حيث نالت المرأة الحضرية والبدوية على السواء العديد من الامتيازات؛ فاستطاعت أن تحقق ذاتها وتشارك في تنمية مجتمعها بصورة فاعلة تكاد تفوق الرجل، ومن ثم ساهم ذلك في تعددية أدوارها التنموية في الجانب الإنتاجي والخدمي بأرض الفيروز.
وبما لا يدع مجالًا للشك فإن تمكين الدولة للمرأة في كافة مجالاتها وقطاعاتها والعمل على رفع قدرها ومقدارها وتثمين أدوارها، ساعد في تنمية الوعي الإيجابي من قبل المجتمع نحو أهمية ما تقوم به من عطاءات تسهم في إحداث التنمية المستدامة بالدولة وفق استراتيجيتها المستقبلية 2030م، وفي هذا الخضم تم تمكين المرأة البدوية وعززت مكانتها بصورة وظيفية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي داخل الإطار التنظيمي للمجتمع السيناوي وخارجه.
وفي واقع الأمر ساهم اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه تنمية سيناء في إحداث تغييرات اجتماعية وثقافية لدى المواطنين بأرض الفيروز؛ حيث يعيش المجتمع السيناوي حالة من النهضة بكلا المحافظتين الشمالية والجنوبية في سائر المجالات الاقتصادية والزراعية والتجارية والسياحية والسياسية، مما أثر في قناعتهم بضرورة مشاركة المرأة لتدفع بعجلة التنمية بشكل متسارع؛ فحظيت بتعليم مميز، وتولت العديد من الوظائف بتنوعاتها، إلى أن وصلت للمناصب القيادية العليا في القطاعات المختلفة.
وقد أدى مشاركة المرأة البدوية في الميدان إلى تحقيق نمو اقتصادي ملموس؛ حيث وفرت الدولة لها فرص العمل المتنوعة بداية من مشروعات الصناعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر، ومن ملامح التمكين الاقتصادي للمرأة البدوية، أن أنشأت الدولة أسواقًا ومعارضًا تستوعب ما تنتجه، وتواصلت الجهود حيالها؛ فعقدت العديد من المؤتمرات والندوات التوعوية التي ساهمت في تنمية الوعي الاقتصادي لديها بصورة وظيفية؛ لتصبح قادرة على مواصلة مسيرة العطاء والتنمية في المجال الاقتصادي بشكل فاعل ومتميز.
ويتوقف التمكين الاجتماعي للمرأة على مدى وعي المجتمع الذكوري بأهمية مشاركتها في هذا المضمار، وقد تحقق هذا الأمر؛ إذ اثبتت المرأة البدوية نجاحها في الجانب الاقتصادي بشكل مبهر، مما أدى إلى قناعة الرجل البدوي بأهمية مشاركتها في شتى القطاعات التنموية والخدمية، ومن ثم حدث التمكين الاجتماعي المتمثل في فتح أبواب الوظائف الإدارية أمامها، وكذلك المناصب القيادية؛ لتمارس أدوارها المنوطة بها بكفاءة واقتدار، وتدحض ثقافة السيطرة من قبل الرجل.
ولندرك جيدًا أن تمكين المرأة في الجانب الاجتماعي بات أمرًا مهمًا ومن متطلبات الأمن القومي للدولة؛ لأن هذا التمكين مرتبط بما تقدمه الدولة من خدمات تعليمية وصحية؛ لتستطيع أن تنهض المرأة بنفسها وأسرتها وتعيش في ظروف مواتية، تساعد في تحقيق التنمية المستدامة بكافة القطاعات، كما يؤدي ذلك إلى زيادة المشاركة الاجتماعية بصورة طردية.
ولا يقتصر التمكين السياسي للمرأة السيناوية على حقها في الانتخاب والتصويب؛ لكن الأمر يتعلق بممارسة كافة الحقوق السياسية، من زيادة تمثيلها في المجال السياسي؛ لتشغل مقاعد برلمانية متنوعة، وتشارك في تنظيمات الأحزاب، وتصبح فاعلة في خدمة المجتمع المدني؛ لمقدرتها على العطاء وتحمل العمل تحت ضغوط الحياة المتنوعة؛ لتحقق ذاتها وتصل لهدفها السامي بتفعيل دورها في التنمية ونيل حقوقها كاملة ومتساوية مع الرجل.
وحري بالذكر أن تمكين المرأة السيناوية في شتى مسارات التنمية يؤدي إلى رقي المجتمع الذي يُعد صمام الأمان في الحفاظ على مقدرات الدولة المصرية وحماية أمنها القومي؛ فتنمو المجتمعات بشكل صحيح وتنهض بصورة مضطردة تسهم في نهضة الدولة اقتصاديًا وثقافيًا وصحيًا وسياسيًا وتعليمًا وعسكريًا، ومن ثم ترتفع راية الوطن ويعلو شأنه.
وفي المقابل فإن تجاهل المرأة وإهدار حقوقها عن قصد يؤدي حتمًا إلى إضعاف المجتمع وتضاءل نهضته، وتزايد المشكلات التي تعيق التنمية؛ بالإضافة إلى سيادة المناخ السلبي على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، وتفاقم النظرة القبلية والسلبية لصورة المرأة الذهنية، ومن ثم تتوقف عجلة النهضة؛ لتعيش الدولة في عصور الرجعية والظلام، وقد يصل بها لتدهور مؤسساتها الإنتاجية، والخدمية على السواء، مما قد يؤدي إلى خروج أجيال مشوهة تفقد الولاء والانتماء تجاه الوطن الأكبر.
ويتأتى اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتمكين المرأة السيناوية من مبدأ ضمان المجتمع الصحي الذي يستطيع أن يشارك بفاعلية في بناء الوطن، ويدفع بمؤسسات الدولة للأمام، ولا يركن للشائعات، ويتحلى بالشجاعة في الزود عن مقدرات وطنه، ويقدم التضحيات المتتالية من أجل حماية ترابه، وهذا مجتمعًا صعب أن يحدث بعيدًا عن شراكة فاعلة من نصف المجتمع وهي المرأة المصرية السيناوية صاحبة الملاحم والتضحيات.
إن لدى مرشحنا الجماهيري عبد الفتاح السيسي إنجازات عظيمة في قطاعات الدولة المصرية، كما أن برنامجه الرئاسي يزخر بالأعمال المستقبلية التي تستهدف استكمال ما بدأ من إنجازات؛ لتصبح الجمهورية الجديدة فخرًا وعزًا ومجدًا للمصريين وللعرب قاطبة.
حفظ الله وطننا الغالي وقيادتنا السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.