الكثير من الأمهات يشعرن بالضغط الدائم بسبب مسؤولية إعداد أبنائهن ما بين التربية والتعليم والعيش فى حياة لائقة، من فينا لم يسمع جملة أم وهي تقول "مش قادرة أنا مضغوطة جدًا"، وبالفعل هذه الأم تكون فى أقصي درجات الضغط من المهام اليومية التى لا تنتهى وسط متطلبات بيت وزوج وأبناء، وفى بعض الأحيان تضاف إليها مهام العمل إذا كانت أما عاملة.
لكن الأمهات البطلات في غزة ضربن مثالاً لكل أمهات العالم، وليس الأمهات العربيات فقط بقوة التحمل، فرغم ضخامة مجهودات الأم التى تصطحب أبناءها يوميًا إلى المدرسة ثم تذهب للعمل لتعود إليهم مرة أخرى، ومن بعدها إلى البيت لتجهز الطعام، ليعقب ذلك مهمة أداء الواجبات المدرسة، وكأنها تدور فى دائرة لا تتوقف إلا عندما لا تشعر بنفسها تقع على السرير فجأة وتخلد فى نوم عميق بسبب التعب لتستيقظ فى اليوم التالى وتعيد نفس التفاصيل.
إلا أن هذا المجهود الجبار المتكرر يوميًا لا يمكن أن يقارن مع أعباء وقسوة المشاعر التى رافقت أماً تجر أبناءها خلفها وهى تحمل ما تستطيع أن تحمله من ملابس واحتياجات على مدار أكثر من 5 ساعات لمسافة 14 كيلومتر سيرًا على أقدمها أثناء النزوح من شمال إلى جنوب غزة، وصدرن أمهات غزة بطولة لا مثيل لها من قبل.
وليست الأم التى جرت أبناءها خلفها هى مثال البطولة الوحيد وسط أمهات غزة، فكل يوم تتصدر واحدة منهن مشهد البطولة بطريقة ما، فهذه الصورة على سبيل المثال هى جانب آخر للبطولة والصمود، وتظهر فيها سيدة مدرجة بالدماء إثر القصف، ولكنها تنسى آلامها وإصاباتها البالغة وتحرص على احتضان ابنتها لتحميها وتشعرها بالأمان كونها بجوارها، وهناك غيرهن الكثيرات اللاتى يحملن أعباء أسرهن ومصيرهم المجهول خلال عملية النزوح غير الآمنة لجنوب غزة.
أم فلسطينية تحمي ابنتها رغم إصابتها الشديدة
أمهات غزة وقت النزوح
أمهات غزة أثناء النزوح
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة