بالرغم من ظهورالمبادرة الوطنية لتطويرالصناعة المصرية "ابدأ" منذ وقت قصير تقريبا إلا أن مجهوداتها الكبيرة لمست كافة القطاعات الصناعية الكبري ، استمرت المبادرة عاما كاملا قبل انطلاقها فى جمع البيانات ورصد المصانع المتعثرة بتنسيق كامل مع الفريق الميداني لمبادرة " حياة كريمة "، وبعدها وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتدشينها رسميا ، لتوطين صناعات لم تكن موجودة بالأساس محليا وكنا نستوردها بمبالغ طائلة من خلال رفع شعار صنع في مصر محليا ودوليا.
نجد أن المبادرة الوطنية " ابدأ " استطاعات أن تحل مشكلات المصانع بالكامل والذي كان أغلبها ما بين الاحتياج للدعم سواء من خلال استخراج تراخيص التشغيل أو التمويل أو الحاجة لتوفير أراضي صناعية أو مشكلات تتعلق بالمرافق (كهرباء-غاز-مياه-صرف صحي) أو مصنع يحتاج تقنين أوضاعه لتواجده على أرض زراعية أو سكنية ، وههو ما تقوم به الجمهورية الجديدة في ظل التحول الرقمي والقضاء علي الفساد وتذليل العقبات أمام المستثمرين سواء مصريين أو أجانب ولا نستطيع أن نغفل دور الدول المصرية وكياناتها في توطيد هذا المبدأ من خلال طرح الرخصة الذهبية أيضا للتيسيير علي المستثمرين كافة بالتعاون مع الجهات المختصة ، بالإضافة إلي إنهاء مشكلات ما يقرب من (848) مصنعا حتي الأن وهذا رقم لا بأس به سواء بالنسبة للمصانع الواردة على موقع المبادرة بعد التواصل المباشر من خلال رابط تابع للمبادرة، أو تلك المتواجدة في المناطق الصناعية على مستوى جمهورية مصر العربية .
وبمزيد من المتابعة نجد وجه أخر إيجابي لهذه المبادرة غير المسبوقة فهي تهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص في توطين الصناعة وتقليل الفجوة الاستيرادية وتأهيل العمالة المصرية وتذليل العقبات أمام المصانع المتعثرة ، وهذا واضح من خلال الشراكات المتعددة مع القطاع الخاص بمختلف المجالات أخرهم قطاع السيارات الواعد والذي يعد من أهم أعمدة الاقتصاد المصري خاصة وأن إقتصادات دول تقوم علي هذه الصناعة الهامة .
ولا نستطيع أن نغفل الدورالكبيرللمبادرة في العمل على ثلاثة محاورأساسية مثل محور تكوين الشراكات الكبرى ، ومحور دعم الصناعة ، ومحور البحث والتدريب والتطويرحيث نجحت المبادرة في تكوين 64 شراكة إستثمارية لإنشاء كيانات صناعية تشارك بها 23 شركة أجنبية من كبرى الشركات العالمية في الصناعة، بالطبع سوف يكلل هذا المجهود بنجاح منقطع النظير لأن هذا المشاريع بدورها سوف تسهم في تحقيق وفر في الواردات وزيادة في الصادرات بقيمة 16 مليار دولار وهذه هو مفتاح الفرج فالدولة التي تعتمد علي التصنيع وجذب إستثمارات عدة سوف تنعم بالخير وبالتالي سيؤثر ذلك تأثيرا مباشرا علي المواطن المصري بمختلف شرائحه من خلال توفير فرص عمل وأوضاع إقتصادية جيدة تحد من الأزمة الاقتصادية العالمية وأثار التضخم العالمي .
ولم يقتصر دور " ابدأ " علي كل ما سبق بل استطاعت هذه المبادرة الذكية توطين 23 صناعة جديدة لأول مرة في مصر تتمثل في صناعة (الصودا آش-السيليكون في قطاع البتروكيماويات - ضواغط التكييف والتبريد في قطاع الأجهزة المنزلية وتصنيع التكيفات المركزية-المواسير الملحومة-صناعة الخامات الدوائية-مكونات محطات مياه الشرب والصرف الصحي)، كما تمكنت المبادرة من جذب إستثمارات أجنبية مباشرة والتنسيق بين المستثمرين وكبرى الشركات العالمية لتوقيع اتفاقيات تصنيع مشترك مما يضمن قدرة المنتج المصري على المنافسة عالمياً.
وقد تم تدشين عدة مصانع، مثل مصنع محركات وسائل النقل الخفيف والذي يعتبر أكبر مجمع لوسائل النقل الخفيف بمصر والشرق الأوسط وذلك بالتعاون مع 5 شركاء تكنولوجيين من الصين وإيطاليا.
وأخيرا وليس أخرا فقد تمكنت "ابدأ" من إطلاق عدة مشروعات قومية تستهدف توطين صناعات استراتيجية لأول مرة في مصر، بعضها كان مقترح تنفيذه خلال العقود الماضية ولم يتم تنفيذه حتى تمكنت "ابدأ" من ذلك بالشراكة مع القطاع الخاص. فقد تم إطلاق الشركة المصرية للصودا آش في يناير 2023، ويعد المشروع من المشروعات الاستراتيجية التي يتم توطينها لأول مرة في مصر والذي سيوفر حوالي 500 مليون دولار سنوياً من الفاتورة الاستيرادية. وقد وجه السيد رئيس الجمهورية بسرعة إنهاء الدراسات الخاصة بالمشروع نظراً لأهميته. كما أنه جاري العمل على إنهاء الترتيبات النهائية لإطلاق مشروع السيليكون (العلمين لمنتجات السيليكون)
وجاري العمل على العديد من المشروعات مثل مشروع مدينة الخامات الدوائية والذي يعد الأول في صناعة المواد الفعالة للدواء في مصر، ومشروع نوفا لمكونات محطات المياه والصرف الصحي والذي يعد الأول في مصر والشرق الأوسط، وكذلك مشروع الألواح الخشبية MDF
لم يكتف القائمين علي هذه المبادرة العظيمة من خلال شبابها الواعد بكل ما سبق من إنجازات متنوعة وشاملة، بل أطلقت " ابدأ " مجموعة مبادرات منبسقة تستهدف التدريب والتمكين الإقتصادي للمتدربين، مثل مبادرة "ابدأ حياة" بالشراكة مع مؤسسة حياة كريمة والتي تم تنفيذها بمحافظتي سوهاج والغربية، ومبادرة "معدتك شركتك".
حقيقية كل الشكر للقيادة السياسية والقائمين علي هذه المبادرة الغيرمسبوقة لتسهيل العديد من الإجراءات وتذليل الكثير من المعوقات للمشروعات والتي تمثلت أبرزها في توفير أراضي صناعية بإجمالي (170 ألف متر مربع) ووحدات صناعية بإجمالي (12 وحدة) بمختلف أنحاء الجمهورية ، بالإضافة لحصر طلبات المستثمرين ونقلها للجهات المعنية مما ترتب عليه العديد من الإجراءات التي تعود بالنفع على المشروعات مثل توفير الأراضي الصناعية بسعر الترفيق وإصدار الرخصة الذهبية والإسراع في الانتهاء من " إستراتيجية السيارات " بالتنسيق مع " المجلس الأعلى للسيارات " من خلال البرنامج الوطني الذي ساهم مؤخرا في عقد شراكات منذ أيام قليلة مع كبري شركات السيارات العالمية للتصنيع والتجميع بمصرأبرزهم شركة " استلانتس و فولكس فاجن و عز السويدي و جلوبال اوتو و جنرال موتورز ونيسان " ، مع العلم أن هدف الدولة المصرية الأساسي هو الإكتفاء الذاتي وتقليل الفجوة الإسترادية وبحث فرص تصديرية عربيا وإفريقيا ورفع شعار " صنع في مصر محليا ودوليا ، والقادم أفضل بإذن الله .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة