المتأمل فى حال اليهود بدولتهم حديثة النشأة يدرك أنهم وضعوا أنفسهم بغباء فى أسوأ وضع جيوستراتيجى وجيوعسكرى يمكن تخيله
فرغم الاستقرار النسبى للحدود المحروسة بجيوش نظامية ـ سواء المسيجة باتفاقات سلام أو غير المسيجة ـ فإن من خلفها شعوبا ملؤها الغضب والرفض تتمنى لو انفلتت الأمور
وبين هذه الحدود والخط الأخضر وداخله يقبع شعب مغاير من 6 ملايين "ذاكرة" لكل منها ثأران: شخصى ووطنى
الغباء الإسرائيلى الذى أنتج هذه الصورة المزرية أمنيا، بدأت تجلياته الأولى بقبول الفكرة الصهيونية والترحيب بترحيب الأوربيين بالتخلص منهم فى "أرض ذات قدسية"
كانت ميدانا لصراع تاريخى طويل بين الحضارتين الإسلامية والمسيحية
ليجدوا أنفسم وقد ألقى عليهم عبء المواجهة..
ضرب الغرب عصفرين بحجر
تخلص من اليهود ووضعهم ـ نيابة عنه ـ فى مواجهتنا
وبدلا من أن يستفيق هؤلاء السذج وينقذوا أنفسهم بسلام حقيقى معنا، نرى غباءهم مستمر فى طريقه مستغلا "الظروف المواتية" ليفعلوا بنا ما يفعلونه دون تحسّب لتغير الظروف
ولكن لما كان تبدل الحال من سنن الحياة
ولما كانت إسرائيل كيانا مبتسرا لا يمكنه العيش إلا بحبل سُرّى ممدود عبر البحر
ولما كان صاحب الثأر يتحين الفرصة ليأخذ ثأره دون أن يبالى بالعواقب
فمن السهل تقدير عمر ومصير "الغباء الإسرائيلى"
ليقتل هذا الغباء 12 ألف فلسطينى آخرين.. بل ليقتل 24 ألفا.. ليقتل مئة ألف
ثم ماذا بعد؟
إلى متى تستمر ذخائر إسرائيل فى مدها بساتر متواصل من النيران؟
وكيف يمكنها ضمان استمرار السيطرة على محيط يغذيه غباؤها بالغضب؟
بالتأكيد..
يوما ما
ستنفد الذخائر